بناء الثقة داخل فريقك

يقول الوزير و المؤلف الأمريكي Frank Crane أنه رغم من أنه يمكن خداعك إذا أعطيت ثقة غير محدودة إلا أنك ستعاني إذا لم تثق في فريقك ، قيادة فريق لا يثق فى بعضه يمثل تحدي كبير واستنزاف لك .. أليس كذلك ؟

الفريق بدون ثقة ليس فريق لإنه مجرد مجموعة من الأفراد يعملون معاً و غالباً تكون النتيجة مخيبة للآمال و لا يتبادلون المعلومات و قد يتقاتلون للحصول على الحقوق و المسؤوليات و لا يتعاونون مع بعضهم البعض .

هذه النوعية من فرق العمل تختفى بينهم قدراتهم و مواهبهم و لا يستخدمون إمكانياتهم الحقيقية فى العمل ، فى المقابل ، عند وجود الثقة بين أعضاء فريق العمل ، يصبح كل فرد في الفريق أقوى لأنه جزء من مجموعة فعالة و متماسكة و يمكنهم تحقيق أهداف هامة و حقيقية .

سنعرف كيف تساعد فريقك على بناء الثقة التي يحتاجها للإزدهار و أهميتها

أهمية الثقة

الثقة فى أحد تعريفاتها أنها الإعتماد على مهارة أو قدرة أو قوة أو شخص أو شيء ما ، إذا فكرنا فى هذا التعريف سنجد أن الثقة تعني الإعتماد على شخص آخر للقيام بالشيء الصحيح لأنك أنت تؤمن بنزاهته و قوته و تراهن عليه .

الثقة ضرورية لبناء فريق فعال لأنها توفر الشعور بالأمان و الراحة و الإنفتاح و إتخاذ المخاطر المناسبة و الكشف عن نقاط الضعف كما أنها تشجع على الإبتكار و التعاون و التفكير الإبداعي و الإنتاجية بدلاً من قضاء الوقت فى محاولى حماية أنفسهم و مصالحهم .

الثقة ضرورية أيضاً لتبادل المعرفة حيث وجدت دراسة نشرت في مجلة إدارة المعرفة Journal of Knowledge Management أن الثقة كانت عنصر أساسي في إكتساب الفريق للمعرفة أى أنها ببساطة تساعدهم على مشاركة معارفهم و التواصل بين بعضهم البعض .

استراتيجيات بناء الثقة داخل فرق العمل

كقائد ، ماذا يمكنك أن تفعل لخلق ثقافة الثقة داخل فريقك؟

1. القيادة بالقدوة

إذا أردت بناء الثقة داخل فريقك ، قدهم بالقدوة و أظهر لهم أنك تثق فيهم و فى رئيسك في العمل و لا تنس أبداً أن فريقك يلاحظك و يلاحظ إشاراتك لذلك إغتنم الفرصة لتظهر لهم كيف تكون الثقة في الآخرين .

2. التواصل المفتوح

و هو جعل كل فرد في فريقك يتحدث مع بعضهم البعض بطريقة صادقة و لها معنى و يمكنك عمل ذلك من خلال الآتى :

أولاً : قم بعمل ميثاق للفريق لتحديد هدف الفريق و دور كل شخص فيه ، قدِّم هذا الميثاق في الإجتماع الأول للفريق و شجع كل عضو منهم على طرح الأسئلة و مناقشة توقعاته .

ثانياً : بعد ذلك ضع في اعتبارك تنظيم تدريبات بناء الفريق و إختر هذه التدريبات بعناية و خطط لها بشكل جيد و ذلك لكسر الجليد و تشجيع الناس على الإنفتاح و البدء في التواصل .

ملحوظة

ساعد موظفيك على فهم أن طريقة و أسلوب الآخرين و إختلافهم مفيد لهم و لتحقيق ذلك يمكنك إستخدام أدوات القياس الذاتى مثل إختبار Myers-Briggs لتحليل الشخصية و ملف إدارة فريق Margerison-McCann لفهم و تقدير الآخرين رغم إختلاف طريقتهم و أسلوبهم .

الإجتماع معهم وجهاً لوجه بإنتظام يعطى الفرصة لهم بالتحدث عن تقدمهم و مناقشة أي مشاكل يواجهونها و التعرف على بعضهم كما يخلق فرصة لمساعدة بعضهم البعض على حل المشكلات .

عندما يكون لديك معلومات مهمة أو ذات صلة تريد مشاركتها فقم بذلك فوراً و أثبت أن التواصل المفتوح مهم من خلال المشاركة بإستمرار مع المجموعة فكلما تشاركت أكثر مع فريقك كلما أثبتت أنه ليس لديك أجندة خفية و سيشعرون براحة أكبر في الثقة بك و ببعضك البعض .

3. التعرف على بعضهم البعض

تشجيع فريقك على رؤية بعضهم البعض كإنسان و فكر في خلق مواقف تساعدهم على مشاركة قصصهم الشخصية و بناء الروابط بينهم ، إفعل ذلك بالسؤال بإهتمام عن أسرتهم و عن هواياتهم و شارك معهم بعض المعلومات الشخصية عن نفسك ثم إسألهم عن هوايتهم أو إهتمام بالموسيقي مثلاً .

الإختلاط بعد العمل أو الغداء وسيلة قوية لبناء الثقة من خلال التعرف عن قرب ببعضهم البعض فيمكنك تخصيص وقت كل أسبوع لعمل مناقشات جماعية غير رسمية و أطلب منهم تقديم التحدث فى الموضوعات التى يستطيع الجميع التحدث فيها .

يمكنك بدء المناقشة عن بعض قيمك و شجع الآخرين على مشاركة قيمهم لأن القيم مهمة جداً لمعظم الناس للتركيز على إنسانية فريقك قبل العمل .

ملحوظة

لا تسألهم أسئلة شخصية و تغزو خصوصيتهم !

4. لا تلوم أحد

تحدث أخطاء عندما يعمل الناس معاً لكنها عادة تكون غير مقصودة فلا تستسهل و تلقى اللوم على من تسبب في ذلك و لا تجعل أحد يوجه أصابعه على أحد لتبتعد عن الحرج و إنعدام الروح المعنوية و فقد الثقة و بالتالى ضعف الإنتاجية .

بدلاً من ذلك شجع كل فرد في مجموعتك على التفكير في الخطأ بطريقة بناءة و ما يمكنهم جميعاً فعله لإصلاح ما حدث و إستمرار التقدم و ما يمكننا القيام به لعدم حدوث هذا الخطأ مرة أخرى .

5. لا تشجع الأحزاب

أحياناً تجد تحزبات داخل فريق العمل خاصة فى حالة وجود إهتمامات أو مهام العمل مشتركة ، يمكن لهذه المجموعات بدون قصد أن تجعل البعض يشعر بالعزلة و يفقد الثقة فى الفريق لذلك ناقش بشكل مفتوح هذا الأمر مع فريقك و إستمع لرأيهم ومدى تأثير ذلك على البعض و إقترحوا علاج للمشكلة بشكل علني .

6. مناقشة قضايا الثقة

إذا كنت تدير فريق مؤسس يعاني من مشاكل فى الثقة ، فمن الضروري معرفة كيف نشأت هذه المشكلة حتى تصل للحل و قم بعمل إستبيان بدون أسم لتسأل فيه فريقك عن مستوى الثقة داخل المجموعة و عن سبب نقص الثقة بينهم ثم بمجرد قراءة النتائج ، إجمعهم للتحدث عن هذه القضايا و لكن تأكد إحترام عدم الكشف عن هويتهم !

بناء الثقة عبر الإنترنت

إذا كنت تدير فريق على الإنترنت لم تقابله أبداً وجهاً لوجه أو لم يتحدثوا أبداً مع بعضهم البعض بشكل شخصي ، طبق النصائح المذكورة أعلاه التى تجدها مناسبة لموقفك .

يمكنك عمل لقاء جماعي على أى منصة إلكترونية من zoom أو skype لمساعدة الجميع على التعرف على بعضهم البعض أو قم بعمل صفحة ويب لمشروع فريقك و اطلب من الجميع كتابة فقرة أو إثنتين عن تاريخهم الشخصي و إهتماماتهم .

ميثاق الفريق مهم لتحديد أهداف الفريق و توقعاته لذلك تأكد أن الميثاق به دور كل فرد منهم و جميع العمليات التي يقومون بها قدر الإمكان حتى لا يشعر الناس بعدم اليقين أو الخوف من العمل الذي يقومون به .

بعد ذلك تأكد أن كل فرد منهم يعرف خبرة و مهارة الآخرين و يعرف القيمة التي يساهم بها كل فرد في المجموعة و شجعهم على التعامل مع بعضهم البعض تماماً كما لو كانوا يعملون وجهاً لوجه .

هذا يعني أن أعضاء الفريق يجب أن يبذلوا قصارى جهدهم ليجتمعوا في الوقت المحدد للمكالمات الجماعية أو الإجتماعات عبر الإنترنت و أنهم يجب أن يخبر من علم من لا يعلم فى حالة الغياب أو الأجازة .

مهم جداً الوفاء بوعودك و أن تكون قدوة للجميع لأن الوفاء بوعودك مهم للغاية عند إدارة الفرق عبر الإنترنت لأن كلمتك غالباً هى كل ما يمكنك تقديمه .

المتابعة الإيجابية تبني الثقة بسرعة و يمكن أن ترفع توقعات المجموعة بأكملها .

النقاط الرئيسية

- الثقة عنصر أساسي في إنتاجية الفريق و بدونها لن يقوم الفريق بأي شيء حقيقى و يمكن تحقيق كل شىء بالثقة .

- كقائد من المهم أن تكون قدوة لذلك أظهر لفريقك ثقتك بهم و بالآخرين .

- إبذل الجهد ليعرف الجميع بعضهم البعض عن قرب و شجع النقاشات عن القيم أو العائلة أو الهوايات .

- قاوم الحزبية لأنها تضر بثقة و مصداقية المجموعة و معنوياتها .