قررت الإدارة العليا لشركة شحن دون إستشارة موظفيها تأجير مقر جديد لها على الجانب الآخر من المدينة لأنهم أعتقدوا أنه مناسب لإحتياجات الشركة فى الفترة القادمة لكنهم لا يراعوا بما فيه الكفاية مدى تناسب هذه الخطوة مع الموظفين
مقر الشركة السابق ظل لسنوات عديدة و معظم الموظفين من الأماكن المجاورة و يصلون إلى مقر الشركة بسرعة و نظراً لأن الموقع الجديد بعيد و لا يتوفر مواصلات عامة له ، قرر الكثير من الموظفين ترك العمل و البحث عن عمل آخر مما سبب فى الكثير من الإضطراب و تراجع الإنتاجية و المعنويات بين الموظفين المتبقين .
هذا المثال يوضح أن التغاضي عن عنصر واحد أثناء إتخاذ قرار مهم يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على الأعمال التجارية لذلك سنلقي نظرة على 10 أخطاء شائعة في إتخاذ القرار و نقدم بعض الأفكار و الأدوات التى تساعدك على تحسين مهاراتك
الخطأ الأول
التأجيل أو التسويف
قل على نفسك مماطل إذا أجلت قرارك و قمت بمهام أخرى أقل أهمية أو بحثت عن عوامل تشتيت مثل صنع قهوتك المفضلة ، التأجيل يجعلك تتخذ قرارك بعد تفاقم وضعك لتجد نفسك قد دفنت رأسك في الرمال لعله يختفي !
إمنح نفسك قليل من الوقت لبدء العمل على حل مشكلتك ، كثيراً لا يعرف المماطلون من أين يبدأون و يجدون قرارات قوية لكن تقسيمها إلى فترات زمنية يزيد من تحكمك فيها مما يقلل من الضغط عليك ، تقنية Pomodoro طريقة سهلة تساعدك في التركيز على المهمة لتكون أكثر إنتاجية .
ملحوظة
قم بإجراء إختبار التسويف لتقييم ما إذا كان التسويف يمثل تحدي بالنسبة لك أم لا .
الخطأ الثانى
الإعتقاد أنه صنع أو كسر
هل شعرت أن مجرد التفكير في قرار مهم كأنه على أكتافك جبل و أنك إذا إتخذت خيار خاطئ قد يجعلك تخسر كثيراً ؟
جميعناً شعرنا بذلك فى وقت من الأوقات فى قرار عن وظيفة جديدة أو إطلاق منتج جديد أو شراء منزل جديد لكنه رغم أنه كان أكبر قرار فى حياتك وقتها إلا أنه لم يعد بذلك الحجم الآن فمن خلال إعادة صياغة الطريقة التي ننظر بها إلى قراراتنا ، يمكننا إكتساب وجهات نظر جديدة حول الخيارات التي يجب علينا إتخاذها .
أحد أساليب إعادة صياغة طريقتنا فى صنع القرار هو التفكير في أسوأ شيء يمكن أن يحدث إذا قمت بإختيار خاطئ ، أحياناً عندما يتعلق الأمر بالحياتك أو مبلغ كبير من المال يمكن أن يكون القرار السيئ كارثي لذلك يجب إستكشاف المخاطر و العواقب المحتملة بعناية شديدة .
لكن كثيراً نجد أن أسوأ الحالات ليست في الواقع سيئة كما نظن حتى إن كان القرار سيء ، فمن المحتمل أن تتعلم بعض الدروس القيمة من ذلك .
الخطأ الثالث
عدم المنهجية
عندما تحتاج لإتخاذ قرار مهم مثل إطلاق منتج جديد أو تطوير منتج حالي
- هل تلاحظ شعورك ؟
- هل تزن مزايا كل خيار بطريقة منهجية محسوبة ؟
إتخاذ القرار يمكن أن يكون أمر مرهق و لكى تتعامل مع هذه المشاعر بموضوعية ، ستحتاج إلى إستخدام نهج منظم ليساعدك على معالجة جميع العناصر اللازمة لتحقيق نتيجة ناجحة و تقليل إحتمالية تجاهل العوامل المهمة .
و ننصحك بإتباع هذه الخطوات بالترتيب عند إتخاذ قرار
1. إنشاء بيئة بناءة .
2. التحقيق في الوضع .
3. إنشاء بدائل جيدة .
4. إستكشاف خياراتك لتحديد الخيار الصحيح .
5. تقييم خططك .
6. ما يجب مراعاته عند توصيل قراراتك .
الخطأ الرابع
عدم مراعاة وجهات النظر المختلفة
الكثير منا يتسرع أثناء إتخاذ القرارات خاصة عندما يكون هناك موعد نهائي و عندما يكون هناك ضغوط لكن رغم ذلك يجب التأكد من مراعاة وجهات النظر المختلفة .
قبل أن تحاول حل مشكلة مهمة ، إستخدم تقنية CATWOE للعصف الذهني مع مختلف الأشخاص و العناصر المتأثرة حتى تحصل على نظرة شاملة لقرارك .
حسب تقنية CATWOE ، يجب أن يكون قرارك أكثر شمولاً بعد النظر في الموقف من 6 وجهات نظر مختلفة تماماً
1. العملاء .
2. الممثلين .
3. عملية التحول .
4. المنظور العالمي .
5. المالك .
6. القيود البيئية .
بمجرد الحصول على نظرة عامة جيدة لمشكلتك ، يمكن أن تساعدك أدوات مثل ORAPAPA و المواقف الإدراكية على النظر إليها من وجهات نظر مختلفة حتى تتمكن من تحديد العوامل التي ربما لم تضعها في إعتبارك .
الخطأ الخامس
عدم إشراك أصحاب المصلحة / المنفعة
الآخرين سيؤثرون على قرارك لذلك يجب إشراك أصحاب المصلحة الرئيسيين لأن لديهم رؤى و معلومات ستؤثر على إختياراتك كما أن إشراكهم سيساعدك على إتخاذ قرارات أفضل و يمكن الإعتماد عليهم لتنفيذ قراراتك .
تأكد من تمثيل أصحاب المصلحة الرئيسيين بشكل جيد في مجموعة إتخاذ القرار الخاصة بك لتأخذ منهم إلتزامهم بقرارك و أطلب منهم أفكارهم و شجعهم على التفكير بشكل خلاق ، ستستعدك تقنية Charette و Round-Robin Brain للعصف الذهني علي توليد أفكار جديدة رائعة .
الخطأ السادس
تجنب التفكير الجماعي و التحيز النفسي
يجب أن تكون على دراية بـالتفيكر الجماعي إذا أردت إشراك الآخرين في قراراتك لأن الرغبة فى الموافقة مع الجماعة شىء سلبى و لا يحدث تغيير للأفضل و لا يشجع على تقديم البدائل أو إنتقاد موقف أو التعبير عن رأي مخالف أو لا يحظى بشعبية كما أنه لا يجعلنا نفكر في جميع الخيارات بدقة .
لتجنب ذلك ، يجب أن يكون لديك عملية تحقق من الإفتراضات الأساسية وراء قرارات المجموعة ، تساعدك تقنية سلم الإستدلال على تحديد عملية التفكير التي مررت بها للتوصل إلى قرارات جماعية و ذلك للتأكد من أنها كانت على أسس جيدة .
هناك العديد من التحيزات النفسية الأخرى التي نتعرض لها جميعاً في عملية صنع القرار و التي يمكن أن تجعلنا نتصرف بطريقة غير منطقية مثل الميل إلى القفز إلى الاستنتاجات و توقع تأثير الأحداث الماضية على المستقبل و إلقاء اللوم على الآخرين عندما تسوء الأمور بدلاً من النظر بشكل موضوعي ، إقرأ مقال طرق تجنب التحيز اللاواعي في العمل .
الخطأ السابع
المبالغة
كثيراً ما نعتقد أننا موضوعيين و عادلين و نعتبر المعلومات التى وصلنا لها أنها إستنتاج سليم مما يؤدى بنا إلى إتخاذ قرارات سيئة خاصة إذا كان الناس يعتقدون أنك خبير .. أليس كذلك ؟!
غالباً يصنع الناس سمعتهم من الخبرة و الحكم الجيد من خلال الحذر و المنهجية في إتخاذ قراراتهم و مع ذلك يمكنهم الإنزلاق فى قرارات سيئة إذا وثقوا و إعتمدوا على التحليل السطحى و مشاعرهم أو إعجابهم بذاتهم .
إذا كنت تعتمد بشكل مفرط على آرائك الخاصة ، فقد تكون تتخذ قرارات غير صائبة لأنك ستدعم معتقداتك أثناء البحث عن المعلومات و سترفض البيانات التي تتعارض مع ما تعتقد أنه صحيح و هذا يمكن أن يؤدي بك إلى إتخاذ قرارات سيئة لأنك تجاهلت جميع المعلومات ذات الصلة لذلك عليك التمعن جيداً قبل التصديق على قرارك النهائى مع إستخدام حدسك الذى يعتمد على المعلومات التي جمعتها بشكل منهجي .
لتحسين عملية إتخاذ القرار ، عليك إيجاد مصادر موثقة و موثوقة كى تعتمد عليها عند إتخاذ القرارات و إبحث بنشاط عن مصادر أخرى جديدة .
الخطأ الثامن
عدم التفكير في العواقب
أحياناً نجد صعوبة في إتخاذ القرارات لأننا قلقون من عواقبها على المدى الطويل و بالرغم من ذلك ينسى البعض التفكير في كيفية تأثير إختياراتهم على مستقبلهم و يكتفون بالنظر تحت أرجلهم .
تتمثل إحدى طرق تحديد خياراتك و التحقيق في نتائجها المحتملة في إنشاء شجرة القرارات لتكتشف بدقة التأثير المحتمل لقرار ما و تحسب المخاطر و المكافآت المحتملة لبدائلك بطريقة تُسَهِل من تفسير النتائج .
يمكنك أيضاً إجراء تحليل السيناريو الذي يساعدك على التفكير في تغير الظروف في المستقبل حيث يتيح لك إتخاذ قرارات في سياق مختلف للعقود القادمة و تحديد التي من المرجح أن تحدث أو التي لها أكبر تأثير على قرارك .
من خلال وضع خططك و قراراتك إستناداً إلى السيناريوهات المحتملة ، يمكنك الوثوق من صحتها حتى إذا تغيرت الظروف .
الخطأ التاسع
عدم التواصل الفعال
عندما تتخذ قرار يؤثر على الآخرين يجب إخبارهم به لأن عدم إخبارهم بقراراك الذى يؤثر عليهم في الوقت المناسب المناسب يعنى عدم التواصل الجيد معهم و قد يتسبب ذلك في إنتشار الشائعات بين أعضاء فريقك أو في جميع أنحاء المنظمة .
أنظر للذين يؤثر عليهم قرارك
- ما هي المعلومات التي يحتاجون إليها ؟
- ما هي الطريقة الأكثر جاذبية و إثارة للتواصل معها ؟
إذا كان قرارك سيكون له تأثير كبير أو إذا كنت في أزمة ، فإن أفضل طريقة لإخبار الناس به هو أنت لكن مع الذين لم يتأثروا بقرارك بشكل مباشر بقرارك إستخدم طريقة أخرى لأنهم فى النهاية يهتمون بنتائج قرارك أما بالنسبة للآخرين ، يمكنك تقديم ملخص لقرارك عن طريق رسالة بريد إلكتروني .
هؤلاء البعيدون قد يحتاجون إلى تفاصيل أقل من أصحاب المصلحة الرئيسيين و لكنك ستظل بحاجة إلى تزويدهم ببعض المعلومات الأساسية مثل كيف توصلت لقرارك و كيف سيؤثر عليهم ، مقال إدارة أصحاب المصلحة سيساعدك على التفكير في هذا الأمر .
الخطأ العاشر
الإستمرار بغض النظر عن أى شىء
لا أحد يحب الإعتراف بقرار خاطىء خاصة عندما تقاتل للحصول على طريقك أو عندما تكون هناك آثار سياسية أو عاطفية أو أخلاقية أو مالية تغير إتجاهك .
عند تقييم ما إذا كنت تريد الإستمرار في إتخاذ قرار أم لا ، عليك أن تدرك أن الوقت و المال الذي أنفقته بالفعل في المشروع عبارة عن تكاليف لا يمكنك إستردادها أبداً ، عليك أن تظل موضوعياً و أن تنظر في الحقائق التي أمامك و أن تحاول تنحية مشاعرك جانباً .
ملحوظة
يمكنك العثور على المزيد من الإستراتيجيات و الأدوات في مقال طرق إتخاذ القرارات .
النقاط الرئيسية
- هناك أخطاء شائعة يرتكبها الناس عندما يتعلق الأمر بصنع القرار فعندما يكون عليك إتخاذ قرار معقد ، لا تؤجله أبداً و إتبع نهج منظم و إشرك أصحاب المصلحة الرئيسيين حتى تتمكن من التفكير في وجهات النظر المختلفة .
- كن على دراية بمشكلات مثل التفكير الجماعي و فكر في العواقب طويلة المدى لأفعالك و تأكد من توصيل قراراتك إلى كل من يتأثر به و لا تتردد بالإعتراف بالخطأ إذا كان قرارك خاطىء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
#مهنة_سعيدة