التعاطف في مكان العمل - مهنة سعيدة | طريقك لمهنة سعيدة و ناجحة

آخر المقالات

الأحد، 18 أبريل 2021

التعاطف في مكان العمل

التعاطف في مكان العمل 

تنمية التعاطف لفهم ومساعدة الآخرين


التعاطف فى مكان العمل مثل الرفق الذي حدثنا عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه" ويقول عالم النفس الإكلينيكي البريطاني Simon Baron-Cohen أن التعاطف مزيب شامل لكل المشكلات فإذا دخل في أي مشكلة كبيرة نجدها أصبحت قابلة للحل .


فهم مشاعر الآخرين يعد مهارة أساسية في مكان العمل ويمكننا من حل النزاعات وبناء فرق أكثر إنتاجية كما يساعدنا في تحسين علاقاتنا مع الزملاء والعملاء الحاليين والمحتملين .


وبالرغم من أننا نعرف جيداً أهمية تعلم مهارات جديدة ، فقد نشعر بأننا غير مهيئين لتطوير مهاراتنا الشخصية كما أن الكثير لديهم وعي ذاتي بشأن مناقشة مشاعرهم دون مناقشة مشاعر الآخرين !


سنتحدث عن بعض الإجراءات البسيطة لعمل روابط أقوى وبناء ثقافة الصدق والإنفتاح وإحداث فرق حقيقي في الرفاهية العاطفية والإنتاجية لزملاء العمل



ما هو التعاطف ؟

التعاطف في أبسط تعريف له هو القدرة على التعرف على مشاعر الآخرين وفهم وجهات نظرهم وفى المراحل المتقدمة له يصبح بصيرة لك تجعلك تساعد الناس في تحسين مزاجهم ودعمهم في المواقف الصعبة .


غالباً يتم الخلط بين التعاطف والشفقة لكنهما مختلفين تماماً لأن التعاطف هو الشعور بالقلق تجاه شخص ما والشعور بأنه يمكن أن يكون أكثر سعادة أما الشفقة ليس بها عناصر مشترك بينك ولا تتبادلان فيها العواطف ووجهات النظر .


يمكنك أن تشعر بالتعاطف مع شخص تراه يبكي في الشارع دون معرفة أي شيء عن وضعه وقد يتطور هذا التعاطف الأولي إلى شفقة لكن لا يحدث هذا دائماً .. أليس كذلك ؟


عالم النفس المؤثر Daniel Goleman يقول أن التعاطف هو أحد المكونات الرئيسية الخمسة للذكاء العاطفي وهو مهارة قيادية حيوية تتطور من خلال 3 مراحل :


1. التعاطف المعرفي .

2. التعاطف العاطفي .

3. التعاطف الرحيم .


1. التعاطف المعرفي

التعاطف المعرفي هو القدرة على فهم ما قد يفكر فيه أو يشعر به شخص آخر بدون أي مشاركة عاطفية وهو هام جداً للقادة والمديرين لفهم ما يشعر به أعضاء فريقهم وبالتالي معرفة أسلوب القيادة الذي يجب إتباعه معهم ليحصلوا منهم على أفضل ما يكون .


أيضاَ مديرين المبيعات مثلاً يستخدمونه لقياس الحالة المزاجية للعميل ومساعدتهم على إختيار النغمة الفعالة للمحادثة ، التعاطف المعرفي غالباً يكون قدرة عقلية وفكرية محايدة لكن البعض يستخدمونه لأغراض سلبية مثل التلاعب بالضعفاء عاطفياً "الشخصية الإنتهازية أو a Machiavellian personality trait".


2. التعاطف العاطفي

هو القدرة على مشاركة مشاعرك مع مشاعر شخص آخر وبالتالي الفهم العميق لهذا الشخص ويطلق عليه أحياناً التعاطف العاطفي الفعال affective empathy لأنه يؤثر عليك و علي غيرك ، الأمر لا يتعلق فقط بمعرفة ما يشعر به شخص ما بل عمل علاقة حقيقية معه .


بالنسبة للبعض منا ، قد هذا النوع من الكرم الزائد في التعاطف متعب لأن الذين لديهم ميول تعاطفية قوية قد ينغمسوا في مشاكل الآخرين و آلامهم مما يؤدي إلى الإضرار بأنفسهم خاصة إذا لم يقدرون علي حل الموقف .


يمكنك تجنب هذا النوع من الإرهاق العاطفي عن طريق أخذ فترات راحة وإعادة وضع حدودك وتقوية قدرتك على التأقلم في مثل هذا الدور الصعب وإذا كنت تقود فريق ، سيساعدك ذلك على بناء الثقة بينك وبين أعضاء فريقك وتنمية العلاقات الصادقة والإنفتاح لكنه سيكون أضل بكثير إذا فَعّلتَه داخل العمل .


3. التعاطف الرحيم

هو أكثر أشكال التعاطف نشاطاً لإنه يهتم بالطرف الآخر ويشاركة آلامه العاطفية لكن يجب إتخاذ خطوات عملية للحد منه .


تخيل أن أحد أعضاء فريقك مستاء وغاضب لأنه قدم عرض تقديمي مهم بشكل سيء ، فأنت هنا تعترف بجروحه التي يعاني منها وإظهار علامات ومشاعر أنك متأثر أكثر منه لكن إذا أحببت تقديم ذلك ، قم بتخصيص بعض الوقت له وقدم الدعم العملي أو التوجيه لتجاوز الموقف والإستعداد للمرّة القادمة .



تنمية التعاطف في العمل

قد تكافح لإظهار تعاطفك في البداية وقد تكون غير متأكد من الإلتزام عاطفياً أو عدم القدرة على القيام بذلك لكن هذا لا يعني أنك محكوم عليك بالفشل يا صديقي !


لإستخدام التعاطف بشكل فعال ، عليك أن تنحي وجهة نظرك جانباً وأن ترى الأشياء من منظور الطرف الآخر ثم إحترام سلوكه ورد فعله العاطفي أو العنيد أو الغير معقول لأنه مبني علي معرفته وخبراته السابقة ، تدرب على الأساليب التالية بشكل متكرر حتى يكون التعاطف من طبيعتك .



إمنحه إهتمامك الكامل

استمع جيداً لما يحاول الطرف الآخر إخبارك به وإستخدم أذنيك وعينيك وحواسك لفهم الرسالة الكاملة التي يحاول نقلها لك ولاحظ الكلمات والعبارات التي يستخدمها خاصةً إذا كان إذا كررها ثم فكر في ما يقولوه :


- ما الذي تخبرك به نبرته أو لغة جسده ؟

- هل هو غاضب أم خجول أم خائف مثلاً ؟


خذ هذه المرحلة إلى أبعد من ذلك من خلال الإستماع العاطفي تجنب طرح الأسئلة المباشرة أو الجدال مع ما يقال أو مناقشة الحقائق في هذه المرحلة وكن مرن وإستعد لتغيير إتجاه المحادثة عندما تتغير أفكاره ومشاعره .


ملحوظة

مقال الإستماع الفعال يساعدك في التركيز الكامل على الشخص الآخر بالرغم من ضجيج أفكارك ومشاعرك .



إحترم وجهات نظر الآخرين

قبل إنتقاد شخص ، قرب منه لتصبح فى مكانه وكن متفتح ولا تركز على إفتراضاتك ومعتقداتك لأنها لن تترك لك مساحة كبيرة للتعاطف معه !


بمجرد رؤية السبب الحقيقي وراء سلوكه ، قم بالإعتراف معه بذلك وهذا لا يعني أنه يجب عليك الموافقة علي ما موقفه لكن هذا الوقت ليس مناسباً للمناقشة وتأكد من إظهار الإحترام والإستماع الجيد .


إذا لم تصل لسبب موقفه ، أطلب منه أن يصف موقفه أكثر وإسأله عن حل المشكلة فربما تكون الأسئلة الصحيحة طريقة بسيطة ومباشرة لفهم الآخرين .


ملحوظة

هناك طريقة قوية تسمي بالمواقف الإداركية من 5 خطوات لرؤية وجهات النظر الأخرى .


النقاط الرئيسية

- التعاطف هو القدرة على التعرف على المشاعر ومشاركة وجهات النظر مع الآخرين وهو أحد المكونات الخمسة الرئيسية للذكاء العاطفي كما أنه يساعدك على بناء الثقة وتقوية علاقاتك مع الآخرين .


- هناك 3 مراحل من التعاطف :

• التعاطف المعرفي هو إدراك الحالة العاطفية لشخص آخر .

• التعاطف العاطفي هو التعامل مع تلك المشاعر ومشاركتها .

• التعاطف الرحيم وهو إتخاذ إجراءات لدعم الآخرين .


- لإستخدام التعاطف بشكل فعال ، إمنح زميلك إنتباهك الكامل وإبحث عن الكلمات والإشارات الغير لفظية لمساعدتك على فهم موقفه تماماً وتجنب إفتراضاتك وإعترف بمشاعر زميلك وتواصل معه عاطفياً ثم إتخذ إجراءات إيجابية لتحسين رفاهيته .


التطبيق العملي

- لا توجد طريقة مثالية لإظهار تعاطفك الرحيم لأن المواقف والأفراد والمشاعر متغيرة من موقف لآخر فتذكر أن التعاطف لا يتعلق بما تريده أنت بل يتعلق بما يريده الشخص الآخر ويحتاجه ، لذلك فإن أي إجراء تتخذه أو تقترحه يجب أن يفيد الطرف الآخر .


- فقد يكون أحد أعضاء فريقك غير قادر على التركيز في عمله بسبب مشكلة في المنزل وهنا إذا أمكن أن تخبره أنه يمكنه العمل من المنزل حتى يتم حل الموقف لكن لاحظ أن مجيئة للعمل قد يتيح له فترة راحة من التفكير في شيء مؤلم لذلك ، إسأله عن الطيقة التي يفضلها .


- تذكر أن التعاطف لا يقتصر فقط على الأزمات ! لأن رؤية العالم من وجهات نظر متنوعة موهبة رائعة يمكنك إستخدامها في أي وقت وفي أي موقف لتضيء يوم شخص ما .


- الإبتسامة (تبسمك في وجه أخيك صدقة) وتذكر أسماء الناس والإنتباه الكامل للمتحدث ومشاركة حياتهم وإهتماماتهم وتقديم ملاحظات بناءة ، كلها سلوكيات تعاطفية في مكان العمل لذلك ، مارس هذه المهارات كثيراً .


- عندما تهتم بما يعتقده الآخرون ويشعرون به ، ستكتسب سمعة طيبة لأنك مهتم وموثوق وودود وستبني رصيد كبير مع فريقك ومؤسستك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

#مهنة_سعيدة