ما يعرفه القادة و لا يعرفه الناس

بالتأكيد هناك فرق كبير بين القادة الفعالين عن القادة دون ذلك لكن هل هي قدرتهم على إتخاذ قرارات جيدة أو مهاراتهم فى الإقناع أم وضوح رؤيتهم وهل هذه الصفات وراثية أم درسوها ؟

الخبر السار هنا أن جميع مهارات القادة يمكنك تعلمها لتكون قائداً إذا حددتها و أعطيتها إهتمامك ووقت لتطويرها لكن إذا أردت أن تصبح قائد فعال سيعتمد على طريقة تطبيق هذه المهارات و سأتكلم عنها و عن طريقة تطبيقها فى هذا المقال .

حاول J. Sterling Livingston أستاذ في جامعة هارفارد للأعمال الإجابة على هذه الأسئلة من خلال دراسة العلاقة بين التعليم الرسمي و القيادة الناجحة و في عام 1971 كتب مقال بعنوان أسطورة المدير المثقف أو The Myth of the Well-Educated Manager في مجلة هارفارد بيزنس ريفيو .

أحد إستنتاجات Livingston أن التعليم الرسمي في إدارة الأعمال مثل ماجستير إدارة الأعمال ليس مؤشر جيد على نجاح القيادة على المدى الطويل مما أحدث الدهشة عند الكثيرين وقتها و لاحظ أيضاً أن هناك 4 مهارات رئيسية تحدد القيادة الناجحة .

من خلال تطوير هذه المهاراتك يمكنك قيادة الناس و إلهامهم للتغيير و يمكنك أيضاً أن تكون عملى و فعال في مواجهة التحديات التي تواجهها يومياً و هذه المهارات هي :

مهارة إتخاذ القرار

يجب أن يكون القادة قادرين على حل المشكلات بفعالية و إتخاذ قرارات جيدة لكن بالرغم من أن مهارات إتخاذ القرار و حل المكيلات تدرس إلا أن هناك صعوبة فى إيجاد قادة جيدين .. أليس كذلك ؟

وفقًا لأبحاث Livingston الفارق هو طريقة معالجتك لإيجاد الحلول و قال أننا عندما نتعامل مع المشكلة نعتقد أننا يجب إيجاد الإجابة الصحيحة و هذه الطريقة فى حد ذاتها تؤدى إلى الفشل و الطريقة الوحيدة لتقييم قرارك هي أن تنظر للوراء فى الحقيقة و النظر إلى الكثير من المتغيرات لتحديد ما إذا كنت إخترت المسار الصحيح أم لا.

القادة الفعّالون يستخدمون الأساليب العملية فى عملية صنع القرار و يعلمون أنه لا يمكنك الإنتظار لإتخاذ قرار مثالي فعندما تكون في وسط المشكلة يجب أن تكون واثق فى ما يجب القيام به الآن و تقييم الموقف بسرعة و إتخاذ إجراء فيه إحتمال كبير للنجاح و لا ينبغى أخذ قرار مثالى تحت هذا الضغط لكن يكفى قرار يوصلنا للنتيجة فى الوقت الحالى و أتكلم هنا عن :

إتخاذ القرارات الجيدة .

إيجاد المشكلة بنجاح .

إيجاد فرصة جيدة .

أسلوبك في القيادة .

يعرف القادة الجيدون أن حل المشكلات و إتخاذ القرارات ليست عمليات منطقية بحتة لأننا جميعاً لدينا مشاعر لذلك لا توجد قرارات موضوعية بشكل كامل لذلك يستخدم القادة الناجحون التفكير الناقد و هو أسلوب يشكك في كل خطوة من خطوات تفكيرهم لإدارة الجانب الشخصي لعملية صنع القرار بداخلهم .

القادة الفعالين يعرفون كيف يقررون و ﻳﻌﺮفون الوقت اللازم لصنع اﻟﻘﺮارات اﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ و اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ، إنهم يعرفون متى يشاركون فرقهم و متى يتخذون القرارات بمفردهم ، هذه المعرفة لا تأتي من كتاب و لكن من تجارب عملية .

إذا كنت فى طريق القيادة ، تدرب على إتخاذ القرار فى مواقف متعددة حتى تكتسب المهارة لذلك راجع قسم مهارات صنع القرار في مهنة سعيدة لتتعرف على مجموعة كبيرة من تقنيات إتخاذ القرار .

إيجاد المشكلة و حلها

القادة لا يحلون المشكلات ببساطة لكنهم يبحثون عن المشكلات التي قد تكون مختفية بمعنى أنهم غالباً يتعرفون على المشكلات المحتملة قبل أن يتأزم الموقف أو تفرض نفسها على الساحة فكلما إكتشفت المشكلة بشكل أسرع كلما كان لديك المزيد من الوقت لإيجاد حل و كان من الأسهل معالجة المشكلة قبل أن تصبح خطيرة .

لذلك القادة الماهرون يبدئون دائماً مبكراً و يسألون الأسئلة بإستمرار ، تقنية 5whys لحل المشكلات أداة تساعدك في الوصول لأصل المشكلة بسرعة و هي ما يفعله القادة الجيدون بشكل غريزي عند حدوث المشكلة لأول مرة .

إبحث أيضاً عن المشكلات المحتملة التي قد تنتج عن الحل المقترح قبل تنفيذ هذا الحل بإستخدام أدوات مثل تحليل حالات الفشل و تأثيراتها FMEA لإكتشاف هذه المشكلات قبل إتخاذ الإجراءات اللازمة بهدف العثور على المشاكل قبل تطورها إلى مشاكل أكبر بكثير و يمكنك الرجوع لقسم مهارات حل المشكلات ليساعدك في العثور على المشكلات بأساليب كثيرة .

العثور على الفرص

عندما تحل المشكلات فإنك تتأكد من سير المؤسسة بإستمرار في مسارها المحدد نحو أهدافها و عندما تجد الفرصة فإنك تعيد تحديد هدف المؤسسة و تُحَسِن الإتجاه العام للشركة .

و كما قال خبير الإدارة بيتر دراكر “السؤال المهم هو ليس كيفي تقوم بالأمور بشكل صحيح و لكن كيفية العثور على الأشياء الصحيحة التي يجب القيام بها و تركيز مواردك و جهدك عليها .

القادة الناجحون يجدون الفرص و يستخدمونها بفعالية و يفهمون النفوذ و يبحثون بإستمرار عن طرق لتحقيق المزيد بنفس الجهد .

البساطة أداة متطورة لإيجاد المشاكل و الفرص و بدء التحرك و يمكنك الرجوع لقسم أدوات الإستراتيجية فى مهنة سعيدة التى بها أدوات مفيدة تساعد القادة على تقييم الفرص الإستراتيجية مثل تحليل PEST و تحليل SWOT و مصفوفة Boston و نموذج Porter للقوى الخمسة .

أسلوبك فى القيادة

يستخدم القادة الجيدون أساليب فعالة للقيادة وسط كل أنواع المشكلات و الفرص المتاحة و يتخذون قرارات رائعة للإستمرار لكن إذا لم تستطيع إلهام الناس لإتخاذ إجراء ففرصتك فى النجاح ستكون ضئيلة .

أشار Livingston بأنه لا يوجد أسلوب قيادة واحد صحيح يمكن للجميع إستخدامه في جميع الحالات و قال أن الزعماء الأقوياء يعرفون ذلك و يفعلون الأشياء بطريقتهم عند الضرورة لكنهم يستخدمون دائماً أساليب أساسية لا تتغير تتناسب مع شخصياتهم .

مهم جداً أن تكون ملهم و أن تكون مثالاً يحتذى به بكلماتك و رؤيتك و أفعالك ، تحفز الناس و تلهمهم الثقة و لديك رؤية واضحة و جدير بثقة الآخرين و ملتزم مع فريق عملك لتحسين العمل .

الإستعداد للمسائلة و المسئولية جزء أساسي فى شخصيتك كقائد ناجح لأنه يعزز سلامة و موثوقية أفعالك و قراراتك و دوافعك و ذلك يتحقق بالإلتزام بعلاقة منفتحة و صادقة مع رؤسائك و زملائك و موظفيك و تحفيزهم للعمل معك لتحقيق هدف مشترك .

ملحوظة

يمكنك الحصول على ماجستير إدارة الأعمال لأنه وسيلة لتعلم هذه المهارات و غيرها بطريقة سريعة و مكثفة و هو جيد خاصة إذا كان لديك خبرة عملية .

بالرغم من عدم وجود أسلوب قيادة واحد يناسب جميع مواقف العمل إلا أن أسلوب القيادة التحويلية يلائم الكثير لأن القائد يخلق فيه رؤية ملهمة للمستقبل و يحفز فريقه على تحقيق هذه الرؤية و يدير تنفيذ هذه الرؤية بفعالية و يدرب و يطور فريقه ليكونوا أكثر فعالية و تعليم أعضاء الفريق هذا الأسلوب .

النقاط الرئيسية

- لا يمكن أن تصبح قائد فى يوم و ليلة لأن القيادة شيء تحتاج ممارسته و دراسته يومياً لإنها أكثر من مجرد تعلم طريقة حل المشكلات و إتخاذ القرارات أو التركيز على تحسين مؤسستك أفضل .

- أنت بحاجة لفهم طريقة إتخاذ القرارات و متى و التنبؤ بالمشكلات قبل ظهورها و البحث بإستمرار عن فرص للتحسين و معرفة أسلوبك في القيادة .

- عندما يؤمن الناس بك سيثقون فى قراراتك و أفعالك و هذه إشارة قوية على ظهور قائد حقيقي .

التطبيق العملي

- تحدي نفسك و تعلم إستخدام أداة واحدة جديدة لصنع القرار كل أسبوع .

- فكر في آخر قرار كبير إتخذته :

• هل إستخدمت التفكير الناقد ؟
• إذا إستخدمته ، كيف أثر ذلك على النتيجة ؟
• هل شعرت بالضغط لإتخاذ القرار الصحيح ؟
• إذا شعرت بالضغط ، كيف أثر ذلك على توقيت قرارك ؟
• ما هي المشاكل التي يمكنك رؤيتها الآن و يجب معالجتها فى شركتك ؟
• كيف يمكنك حلها ؟
• ما هي الفرص التي يمكنك رؤيتها الآن و التى يجب أن تسعى إليها مؤسستك ؟

- إبدأ في وضع خطة لتقييم فكرتك .

- صف أسلوبك الحالى في القيادة .

- فكر في موقف لك كقائد لم تكن فيه أنت و إستخدمت أسلوب لا يناسب شخصيتك ، كيف كان شعورك ؟

- كيف أثر هذا الأسلوب على فعالية قيادتك ؟