لقاء مع الخبراء - من أين تأتي الأفكار وكيف تحصل على أفكار أفضل - مهنة سعيدة | طريقك لمهنة سعيدة و ناجحة

آخر المقالات

الجمعة، 27 أغسطس 2021

لقاء مع الخبراء - من أين تأتي الأفكار وكيف تحصل على أفكار أفضل

مقابلة مع الخبراء - من أين تأتي الأفكار وكيف تحصل على أفكار أفضل مع Andrew Razeghi
 

أهلا بكم فى حلقة جديدة من لقاء مع الخبراء ، أنا شيماء من فريق مهنة سعيدة ، نتحدث اليوم عن طرق الحصول على أفكار أفضل بكثير في عملك وحياتك .


إبتكار الأعمال يعتمد على إبداع الناس وقدرتهم على إبتكار بإستمرار ومع ذلك فإن مصدر الإلهام الإبداعي لا يزال غامض ، يتحدث البعض عن مخ الإنسان والفص الأيمن والأيسر لكن نريد التاكد من صحة ذلك الأمر ، فربما يكون الإبداع شيء يمكن لأي شخص تعلمه .


ضيفي اليوم Andrew Razeghi مؤلف كتاب اللغز "The Riddle" "من أين تأتي الأفكار وكيف تحصل على أفكار أفضل" ، أندرو أستاذ مساعد في كلية Kellogg للإدارة في جامعة Northwestern في الولايات المتحدة .


وهو متحدث ومستشار معترف به دولياً في مجالات النمو والإستراتيجية والإبداع والإبتكار وبصفته مدير في شركة StrategyLab Inc ، فقد تشاور مع المديرين التنفيذيين من العديد من شركات Fortune 500 .


Andrew Razeghi : مرحباً شيماء وشكراً لإستضافتي .


شيماء : على الرحب والسعة سيد أندرو ، هل يمكنك تحديد نوع الإبداع الذي نتحدث عنه اليوم ؟


Andrew Razeghi : نعم بالتأكيد ، عندما بدأت في إستكشاف لحظات التجلي والإلهام ومصدر أفكارنا ، وجدت أننا جميعاً لدينا تفسيرات مختلفة عن معني الإبداع .


البعض يقول أن الإبداع مرتبط بالفن مثل الغناء والرقص والفنون الجميلة والآخر يذكر ألبرت أينشتاين فيما يتعلق بمزيد من الإكتشافات العلمية والآخر الذي أسعي إليه فى كتابي والذي يدور عن إبداع أعمال .


والسبب الذي يجعلني أعتقد أن من المهم التمييز بين الفن والعلم والمفهوم ، هو أننا نرى ونسمع عن الكثير من الفشل في مجال الإبتكار وإعتقادي أن سبب رؤيتنا للكثير من الفشل هو أن الإبداع يُنظر إليه على أنه منحصر في الفن بطريقة ما .


بينما في الأعمال التجارية ، إذا رأيت منتج يفشل ، فعادةً يكون ذلك بسبب أنه فريد ومبدع لكنه لم يحل المشكلة بشكل أساسي ، لذلك لم ينجح .


الإكتشاف العلمي هو في الحقيقة مجرد محاولات إكتشاف تحت أسس معينة والأمر متعلق بالطريقة التي تعمل بها الأشياء وليس إيجاد شىء غير موجود .


في حين أن إبداع الأعمال هو كيف نخلق حلول فريدة لها صلة للمشكلة التي نراها في العالم وهذه هي طريقتي فى التفكير .


شيماء : هل إبداع الاعمال ما يقصده كتابك The Riddle ؟


Andrew Razeghi : هذا صحيح ، تكلمت في الكتاب عن الإكتشافات العلمية عبر التاريخ والفن ولكن ركزت على النوع الثالث من الإبداع والفروق بين الثلاثة .


شيماء : حسناً ، ما مدى إرتباط هذا النوع من الإبداع بالكفاءة الطبيعية ؟


Andrew Razeghi : نعم ، هذا سؤال رائع ، أعتقد أن الإبداع يشبه السؤال التقليدي فى القيادة :


- هل يولد القادة أم يصنعون ؟ وهنا نفس السؤال 

- هل يولد البعض مبدعين أم يتعلمون الإبداع ؟


قال بابلو بيكاسو "ولدنا جميعاً فنانين والتحدي الأكبر الذي نواجهه هو الحفاظ على ذلك مع تقدمنا ​​في السن" ، لذلك هناك سلوكيات يجب فعلها كما كنا صغار مستعدين لتحدي الأشياء ، كنا فعل الاشياء لاننا كنا لا نعرف القواعد وليس لنا حدود .


لذلك أعتقد أننا جميعاً كالأطفال ، الأطفال بارعون بشكل مذهل في حل المشكلات بشكل إبداعي لأنهم ليسوا مضطرين للتغلب على تلك العقبات ، لقد تعلمنا الكثير خلال السنوات العديدة الماضية عن المخ البشرى وكيف يعمل .


أصبح الكثير يعرف الآن عن النصف الأيمن والأيسر ولكن هناك منطقة ثالثة من المخ تسمى الجسم الثفني وهي مسئولة عن التواصل بين النصفين وما نعرفه أن هذه المنطقة تكون عند البعض أكبر قليلاً من الآخرين ليكون هناك إتصال أكبر بين المنطق والإبداع وهنا سيكون لديهم كفاءة طبيعية .


مثال

مخ ألبرت أينشتاين كان شديد الترابط ولم يكن لديه فقط عقل لامع ولكن كان لديه موهبة بيولوجية فيما يتعلق بالطريقة التي كانت تعمل بها دماغه لذلك ، وجدها هنا فى الجزء الثالث من المخ الكثير من العلم .


هناك شيء نراه يتجلى في عدد من الدراسات العبقرية بخصوص الجزء الثالث من المخ البشرى ولكن أشياء مثل عسر القراءة أو إضطراب فرط الحركة ونقص الإنتباه والتي ننظر إليها علي أنها إعاقة في التعلم ، قد تكون هدية وميزة لشخص يمكنه التفكير بطريقة بديلة .


شيماء : حسناً ، في كتابك توضح أنك لا تتفق مع من يقول أن الإبداع يعتمد على الفص الذي يستخدمه الإنسان ، هل توجد أبحاث تدعم هذه النظرية ؟


Andrew Razeghi : نعم ، رأيي مدعوم بالعلم بالتأكيد ، الأبحاث أثبتت أن هناك وظائف فى مناطق داخل مخ الإنسان لها تأثيرها فى مناطق أخري ، معظم الناس يعرفون الآن أن النصف الأيسر مسئول عن التحليلات بينما النصف الأيمن مسئول عن المهام الإبداعية .


لكن ما يحدث هو أن هناك حوار يتم بين نصفي المخ وكل منهما يلعب دور من الناحية النظرية ، إذا قلت أن أحد يفكر بالنصف الأيمن ، فينبغي علينا إزالة النصف الأيسر لأن ليس له فائدة والعمل فقط بالنصف الأيمن وفي الواقع أن النصف الأيسر من المخ يطرح هذه الأسئلة :


- هل هذا منطقي ؟ 

- هل هذا عقلاني ؟

- هل يتمسك بالمنطق الذي تعلمته ؟


إذاً هناك تفاعل بين نصفي المخ والرائع أنه يمكننا الآن أن نشهد هذا بالفعل بالرنين المغناطيسي ويمكننا رؤية المخ أثناء حل المشكلات وتدفق الدم في جميع أنحاء المخ وإنتقال العمل بين النصفين ، فنري أن المخ بأكمله يعمل والفص اليمين يعمل أكثر لدي المبدعين .


السبب في أنني أتخذ وجهة نظر أخرى للتحدث أكثر عن الدماغ كله ، هو أنني أعتقد أن الناس يستسلمون قبل أن يبدأوا لذلك ، أحياناً نقول "هذا الطفل يفكر بالأيسر وبالتالي ليس لديه خيار" أو "هذا الشخص صاحب عقل مثالي وبالتالي فهو غير مناسب للعالم" وبالتالي ، فإن السبب الذي جعلني أتخذ الموقف هو محاولة القول للناس ، أن هناك المزيد داخل عقولنا .


شيماء : حسناً ، أنت تعتقد أن الإبتكار لا يولد بالضرورة أفكار جديدة ، هل يمكن توضيح ما تعنيه بذلك ؟


Andrew Razeghi : نعم ، نحن نعلم أن كمية الأفكار الجديدة التي تولد عن مشكلة جديدة تكون بنسبة صغيرة جداً حيث تشير بعض الدراسات أنها أقل من 5٪ من الأفكار الموجودة في العالم حيث نلاحظ كيف أصبحت الآن كاميرا كانون بالرغم من أنها ليست الأولي من نوعها حيث سبقتها الكاميرا الألمانية Leica والتي كانت وقتها أشبه بالإكتشاف .


الشيء نفسه خدث في بطاقات الإئتمان حيث أنشأها Diners Club لكن American Express جاءت بعد ذلك بكثير وحسنت هذه الفكرة إلى أبعد ما يكون .


لذلك نحن غالباً نجمع الأفكار الموجودة ولا نخلقها كياً من العدم كما أننا نعارض فكرة إنشاء شيء لم يكن موجود من قبل .


شيماء : حسناً ، حددت فى الكتاب 5 سلائف للبصيرة الإبداعية وهؤلاء الخمسة هم (الفضول - القيود - الروابط - الإتفاقيات - الأكواد) ، دعنا نلقي نظرة من الفضول ، كيف يمكنك أن تشعر بالفضول إذا لم يكن الأمر طبيعياً بالنسبة لك ؟


Andrew Razeghi : جميعنا نعرف أن الحاجة هي أم الإختراع وهو مبدأ صحيح إلي حد ما لكنني أعتقد أننا بالغنا في تقديره والسبب الذي جعلني أبدأ بالفضول هو أن الإحتياجات موجودة دائماً ولولا العقل المبدع لرواد الأعمال والمبتكرين لكانت تلك الإحتياجات ما زالت موجودة ، بالنسبة لي ، الفضول هو أم الإختراع وهذا هو المكان الذي نبدأ منه بالإهتمام بالمشكلة .


هناك إمرأتان أسستا شركة لتصنيع منتج للنساء الحوامل ولم تنجب أي منهما لكن كان لديهم الفضول المشتعل وهو الإهتمام بالحمل والطعام المرتبط به والتغذية وهكذا إستمروا بدافع الإهتمام .


كانت وجهة نظرهم هي القدرة على حل المشكلات وفهم إستراتيجية التسويق لهذا النوع من الإحتياجات بالرغم من أنهم ليسوا أمهات .


إحدى الطرق العملية للغاية لتغذية الفضول على ما أعتقد هي أنه يجب أولاً أن يكون لديك إهتمام وإذا بدأت شىء بدون إهتمام ، سيكون الطريق خاطيء منذ البداية لذلك ، يجب أولاً النظر للمجالات التي تهتم بها إهتمام حقيقي ثم تسأل : 


- ما هو أكثر شيء يثير إهتمامي ؟

- لماذا توجد هذه المشكلة ؟ 

- كيف تغيرت الأشياء ؟

- ما هي الآثار المترتبة على ذلك ؟


شيماء : السليفة الثانية التي ذكرتها هي القيود ، هل يمكنك إعطاء مثال على كيف يمكن أن تساعد القيود في إلهام الأفكار؟


Andrew Razeghi : نعم ، بالتأكيد سنكون أكثر إبداعاً ، إذا كان لدينا الوقت والمال لكن إذا نظرت للإبداع علي أنه مشكلة فريدة من نوعها ، فإن الكثير من الأفكار ستتولد .


ما وجدته هو أنه عادة في البيئات التي لا يوجد فيها شيء ، نميل إلى إكتشاف الأشياء وهي بالطبع مهارة بشرية عظيمة لذلك ، إذا نظرت لمصدر معظم الإبتكارات في مجال إدارة المياه ، فإنها تأتي من مناطق لا توجد فيها مياه أو لديها صعوبة في إستخدام المياه .


أحد تلك الأماكن منظمة Natafim فى إسرائيل والتي أنشأت العديد من الأفكار العظيمة مثل الري بالتنقيط وإعادة تدوير مياه الصرف بإستخدام كميات أقل من المياه وذلك لأنهم أجبروا على التعامل مع الموارد المحدودة والقيود المفروضة عليهم .


عندما نفترض أنه ليس لديك وقت ولا مال ولا موارد ، هذه الأسئلة والقيود ستكون منصة تبدأ من خلالها فى البحث عن فكرة جديدة .


- ماذا ستفعل ؟

- كيف سنحل المشكلة ؟


شيماء : ماذا عن الروابط ، الروابط بين ماذا ؟


Andrew Razeghi : نعم ، هذه منطقة تنبع من الإصطدام بين مناطق مختلفة ، هنري فورد الذي غالباً ما يُنسب إليه الفضل في إختراع خط التجميع في السيارات وهذا صحيح لكن من خلال الربط بين الأفكار المتباينة ، إستعار فكرة خط التجميع من منطقة تعبئة اللحوم في شيكاغو ، مدينة جزارة كبيرة وكانت عاصمة اللحوم في العالم لسنوات عديدة .


بعدما أدرك هنري فورد الفكرة جيداً ، سأل نفسه لماذا لا نقوم بشيء نفسه في صناعتنا ونقوم بتجميع السيارات ؟


هنري جمع هذه الفكرة مع فكرة الأجزاء القابلة للتبديل التي قدمها إيلي ويتني في عام 1801 التي إقترحها علي الجيش الأمريكي ليتمكن من تجميع المسدسات الجديدة من المسدسات المكسورة .


قام هنري بدمج الفكرتين وكان لديه فكرة ثالثة وهي فكرة إنتاج التدفق المستمر والتي خرجت بالفعل من صناعة التبغ في أواخر ثمانينيات القرن التاسع عشر لتصنيع السجائر .


لذلك عندما أتحدث عن الروابط ، أذكر هنري فورد الذي أخذ فكرة من تعبئة اللحوم وأخري من ويتني والثالث من صناعة التبغ حيث إنشأ صلة بينهم .


شيماء : ما هي الإتفاقيات التي تقصدها هنا وكيف تساعد في العملية الإبداعية ؟


Andrew Razeghi : نعم ، الإتفاقيات هي هذه المعتقدات التي يتم تشكيلها من تجارب نجاحنا ، فعندما نحقق النجاح في شيء ما ، فإننا نؤمن في أذهاننا أن هذه الطريقة هي الناجحة وهذا ما يعرف بالقاعدة لكن العالم يتغير وتتغير معه القواعد .


لذلك في عام 1943 ، كانت هناك عبارات رنانة عن لماذا يرغب الناس في إقتناء جهاز كمبيوتر في منزله ، هذه العبارات كان صوتها عالِ جداً في ذلك الزمن ليشتري الناس الكمبيوتر .


كان الكمبيوتر عبارة عن قطع من الآلات العملاقة ولا أحد يريد ذلك في منزله ، كانوا الجميع يركز بشدة على المنتج في ذلك الوقت وميزاته وحجمه لدرجة أنهم لم يروا الفرص في إقتنائه .


في البنوك ، الناس كانوا متفقين على أن الأمن هو الشيء الأول الذي لا يمكن التنازل عنه لذلك ، صمموا خزائن كبيرة بأبواب كبيرة ليتمكن جميع العملاء من رؤية أموالهم بأمان وهذا هو الإعتقاد .


سيحل محل فكرة الملاءمة وحقيقة أنني ، ربما أريد مصرف في منتصف الليل أو ربما أريد وسحب النقود في أي وقت من اليوم في أي مكان في العالم .


لذلك يمكن أن تكون الإتفاقيات مفيدة مثل قواعد اللعبة لكن ما وجدناه هو أن هؤلاء المبتكرين ورجال الأعمال اللذين أثروا فينا ، تحدوا هذه المعتقدات بطريقة ما ولم يخالفون القواعد وإنما كسروها قليلاً .


تحدي هذه المعتقدات يعتبر منصة للأفكار الجديدة ، لذلك ، إذا أردت التفاعل معي ، عليك بالإجابة عن الأسئلة التالية :


- لماذا تعمل الأشياء ؟

- ما هي المعتقدات التي لدينا عن منتج معين ؟

- هل يجب أن تكون بهذه الطريقة ؟

- هل تحتاج لوحة مفاتيح لجهاز المحمول الخاص بك ؟

- هل يمكن تشغيل الكمبيوتر بأوامر شفهية ؟

- هل يمكن أن تكون هناك شاشة لمس أخري ؟


عندما يحقق الناس أكبر قدر من النجاح من خلا إستلهام الأفكار عما يصلح وما هو موجود ثم إيجاد طريقة لتحدي طريقتنا في فعل الأشياء الجديدة .


شيماء : وأخيراً الأكواد ، ماذا تقصد بذلك ؟


Andrew Razeghi : أتيت لفكرة الكود الإبداعي بالقرب من نهاية بحثي وقد تراجعت وسألت جيداً ، لماذا نميل لرؤية بعض رواد الأعمال والمبتكرين والفنانين الذين حققوا نجاح متسلسل طوال حياتهم المهنية ؟


وجدت أن الإجابة ليست لأنهم مشهورين لكنهم بطريقة ما يكررون النجاح ، لذلك بدأت دراسة هؤلاء وبحثت عن السير ريتشارد برانسون وتيد تيرنر وألقيت نظرة على طريقة أعمالهم وما إستثمروا فيه ولماذا فعلوا .


هناك خوارزمية أو طريقة ناجحة للغاية يستخدمونها فى الإبداع والتطوير والإستثمار ، لذلك فإن السؤال الذي أطرحه على الناس هو :


- ما هي هذه الصيغة التي يمكنك إستخدامها ؟

- ما هي الفئة التي ستطبقها عليهم ؟ 


تطبيق القواعد علي فئات معينة أسميته الكود الإبداعي وهو النظام الأساسي الذي لا يمكن من خلاله إنشاء فكرة واحدة فحسب ، بل يمكنك إنشاء العديد من الأفكار المختلفة .


شيماء : هناك جزء مثير للإهتمام فى كتابك يركز علي قوة تأثير النوم علي جذب الأفكار العظيمة ، كيف يمكننا تسخير النوم للقيام ببعض أعمالنا الإبداعية من أجلنا ؟


Andrew Razeghi : نعم ، عندما بدأت في البحث من خلال القصص والدراسات السريرية العلمية التي تم إجراؤها علي الناس اللذين يستمتعون بحالة ذهنية هادئة وجدت أن النوم له عامل كبير ومؤثر .


هل تعلمين عزيزتي أن Paul McCartney كانت نتائجة كلها نتائج أمس لأنه يستيقظ والأغنية في رأسه ، لذلك بدأت في دراسة ذلك قليلاً ووجدت شيئان يحدثان أنثاء النوم لهما تأثير قوي علي بصيرتنا الإبداعية .


ما يحدث أثناء نومنا هو أن المعلومات والتجارب التي وصلت عقولنا خلال اليوم ، يتم توحيدها وتسجيلها فى الذاكرة الطويلة المدى (العقل اللاواعي) وتستمر عقولنا في توحيد الأفكار والمعلومات وتبدأ فجأة في التفاعل مع بعضها .


هذا يساعدنا في تفسير سبب ميل بعض أحلامنا إلى أن تكون سخيفة جداً لأننا بدأنا في تجميع المواقف والمعلومات فى الذاكرة مثل الزحام والمواصلات وإطعام القطة وممارسة الرياضة ، كلها لإكار ومعلومات ومواقف كثيرة جداً تدخل لعقولنا فى شكل صور كثيرة لا حصر لها .


أحد الإقتراحات التي أقدمها عن تسخير هذه القوى هي أن نكون على دراية بحدوث هذا وأن نكتب أفكارنا عندما نكون في أحلام اليقظة أو قبل النوم .


يمكنك توفير نوت وقلم ملازمين لك فى جيبك و تكتب الفكرة أو حل للمشكلة عندما تأتي وإذا لم يأتي الحل ، أترك عقلك يحلها بمفرده وهي ما تسمي بعملية التنشيط ثم إذهب إلى الفراش وشاهد كيف يعمل عقلك .


وعندما تستيقظ في الصباح ، لاحظ الأفكار التي تخطر ببالك ، فمن المحتمل أن تجد 80٪ منها سخيف وأفكار ليس لها صلة على الإطلاق والتي يصعب فهمها ولكن قد يحدث شيء ما أو تجد بين ثنايا أفكارك نقطة مضيئة من الفكرة التي يمكنك التعامل معها وإستخدامها للإلهام .


شيماء : كما نعرف جميعاً أن الدافع هو مفتاح التفكير لكن ذكرت في كتابك التميز بين الدافع الداخلي والخارجي ، هل يمكنك شرح هذه المصطلحات والفرق بينهما ؟


Andrew Razeghi : نعم ، هذا موضوع وثيق الصلة خاصة عندما نبدأ في الحديث عن الإبتكار داخل العمل وجميعناً له إهتمامات وهوايات لها بالإبتكار .


فى العمل ، غالباً ما يُطلب منا القيام بأشياء أو يأتي مديرك ويقول "هذه مهمتك التالية" والتي لم تختارها ، طلب مديرك هو الدافع الخارجي الذي يتحسن كثيراً إذا كان مربوط بمكافأة .


لذلك ، إذا قال لك مديرك "أوجد حل لهذه المشكلة ولك مكافأة في نهاية العام إذا تمكنت من حلها" ، فى هذه الحالة سيكون هذا دافع خارجي أقوي .


تخيل أن مديرك الآن بعد حل المشكلة الأولي يقول لك "هذه 7 مشكلات أريدك أن تحلها" ومن بين هذه المشكلات ، مشكلة أنت مهتم بها ولك مكافأة مجرية نتيجة حلها في نهاية العام .


بالطبع إذا كنت مهتم ، ستعمل بجدية أكبر وستظل مستيقظ لفترة أطول وستبحث أكثر وستصبح أكثر إبداعاً فى حل المشكلة .. أليس كذلك ؟


ومع ذلك ، معظم المنظمات تعمل في الإتجاه المعاكس تماماً ولا يكافئون الحلول الإبداعية للمشكلات المتكررة معهم ونتيجة لذلك ، لا يتمتعون بمعدل النجاح المنشود .


لذلك ، إذا كنت مدير ولك القرار فيما تفعله المؤسسة ، إسأل الناس عن المهتم بالمشكلة وأعطى له مكافأة إذا وجد حل جذري لها .


الآن هل هذا منطق جيد ؟

ربما نعم ، ربما لا ، أعتقد أن ذلك يعتمد على ثقافة الشركة لكنك بالتأكيد تمنح الفرصة لشخص ما ليقول "مرحباً هذا يثير إهتمامي ، أنا على إستعداد للعمل على ذلك" .


إذا فعلت ذلك فى عملك ، ستحقق نجاح أكبر والأمر يتعلق بمهارة القيادة وأن يكون لديك الإنضباط لتقديم هذا النوع من الفعل .


شيماء : حسناً ، تأتي الكثير من الأفكار التجارية من جلسات العصف الذهني ولك نصائح رائعة فى كتابك لجعلها تعمل بشكل أفضل مثل عمل العصف الذهني في مكان جديد ، كيف يساعدنا ذلك علي خلق أفكار إبداعية ؟


Andrew Razeghi : نعم ، هذا مجال رائع وهناك الكثير من الأبحاث في هذا المجال مثل أبحاث الذاكرة التي تعلمنا منها أنه يكون معدل إستدعاء المعلومات أعلي إذا لم نغير مكان تلقي الدروس والمذاكرة والإختبار النهائي .


أثبتت الأبحاث أنه عندما نكون فى الإختبار النهاشي ونجلس فى نفس المكان الذي إعتدنا عليه فى تلقي الدروس ، سيكون معدل تذكرنا للمعلومات أعلي .


يمكنك ملاحظة ذلك عندما تجد أن القاضي يأخذ الشهود إلى مكان الجريمة ليساعدهم على تذكر المعلومات لكن بالرغم من ذلك ، في عالم الإبداع يكون الامر العكس تماماً .


لذلك إذا كنت تحاول تحدى التقاليد ورؤية الأشياء بشكل مختلف ، فإن تغير المكان الذي إعتدت عليه ، أمر له تأثير قوي للغاية .


لذلك أقترح ألا تطلب فقط من شخص ما أن يفكر بشكل مختلف ولكن عليك أن تطلب منه ذلك مع الإنتقال لمكان آخر وسيكون ذلك بالتأكيد رائع لمعظم الناس ، ما عليك سوى الإنتقال من مكان العمل إلي أي مكان آخر .


شيماء : إقترحت فى الكتاب How to Have Better Ideas أن تطلب من الناس كتابة أفكارهم قبل جلسة العصف الذهني ، ما هي الميزة فى ذلك ؟


Andrew Razeghi : هذه الفكرة أعتقد أنها غالباً يتم تجاهلها وربما يكون جزء من السبب هو أن المنظمات ليس لديها الكثير من الوقت ، لذلك أري أننا إذا كتبنا أفكارنا خارج مكان العمل ، سيظهر أفكار الناس .


إذا أعطيت الناس فرصة والتفكير في المشكلة بأنفسهم ومحاولة حلها بأنفسهم ومحاولة التجول حول العالم بهذه الفكرة في أذهانهم ثم يأتون لجلسة العصف الذهني بأفكار مسبقة عن طرق تحسين نجاحك في التوصل لحلول أكثر صلة .


هناك شيئين يحدثان عندما نختبر أفكارنا قبل الجلسة :

1. الأول هو التأثير الإجتماعي مثل التغلب علي من يتحدث كثيراً ويريد الهيمنة علي الآخرين الأكثر هدوءً ، فتكون هناك نوع من العمق فى الأفكار والعدالة السياسية وكسر الحاجز الإجتماعي بين المدير والموظفين وتوفير نقطة بداية أفضل .


2. الشيء الثاني هو أن تحسين الأفكار الحالية ، علي سبيل المثيل فى الفن ، لا يوجد الكثير من اللوحات في هذا العالم التي تم إنشاؤها بواسطة فرق ولا يوجد الكثير من المقطوعات الموسيقية التي ألفها العديد من الملحنين .


شيماء : ما رأيك في مناهج التفكير الجانبي للعصف الذهني مثل زرع العصف الذهني بكلمات عشوائية عندما لا تتوقف الأفكار فى التدفق ؟


Andrew Razeghi : فكرة التحكم في الإبداع إلى حد ما تتعارض مع هدف الإبداع نفسه لأن الإبداع ينبغي عدم التحكم فيه ، لذلك أعتقد أن الأفكار تأتي عندما يكونون عالقين في زحمة السير أو يستيقظون في الصباح أو يغضبون أو غير ذلك أو كلمة من لوحة إعلانات أو شم رائحة الطعام .


هذه الأشياء تضىء شىء فى أذهانهم أو تذكرهم بشىء فى الماضي يضىء لهم الفكرة لذلك ، أي شيء يتعارض مع تفكيرك التقليدي مثل الكلمات العشوائية أو رؤية الصور أو قراءة مجلة أو الذهاب لمعرض تجاري ، جميعها تعمل على إلهامك طرق جديدة للنظر فى الأشياء ، سيكون دائماً الأمر مفيد للعملية الإبداعية .


شيماء : تحدثت عن قيمة السؤال عن السبب ولاحظت أنك مؤيد لتقنية 5Whys ، هل يمكنك إعطاء مثال على طرق إستخدام هذه الطريقة فى خبق الإبتكار ؟


Andrew Razeghi : أحد الأسئلة التي كثيراً يتم طرحها هو أن الإبتكار عدو الجودة ومن خلال تجربتي الشخصية مع Masaaki Imai جِد إدارة الجودة الشاملة والتصنيع الخالي من الهدر وجدت شيئين مثيرين للإهتمام :


1. التحسين المستمر .

2. الإبداع .


إحدى النقاط التي أؤمن هي تقنية تحليل السبب الجذري للمشكلة من منظور الجودة لفهم سبب وجود مشكلة في المنتج أو سبب وجود مشكلة في الإنتاج أم أنك تعمل علي التطوير من منظور إبداعي ،  الفرق الوحيد هو علي ماذا نركز .


لذلك في عالم الأفكار الجديدة والحل الإبداعي للمشكلات ، الفائدة هنا تكمن فيما إذا كنت ستخلق شئ جديد أفضل للتعامل مع السبب الجذري لمشكلة يعاني منها الناس .


وإذا نظرت لبعض الأفكار الجديدة المقنعة والتي ناقشت واحدة منها في الكتاب وهي فكرة تريفور بايليس Trevor Baylis المخترع البريطاني العظيم والمنطق الذي إخترع به الراديو اليدوي ، يتبع لحد كبير فكرة ما هو السبب الجذري ولماذا وكيف يمكننا حل هذه المشكلة .


شيماء : طرحت نقاط مثيرة للإهتمام عن دور الثقافة في الإبتكار خاصة فى الإختلافات بين الشرق والغرب ، ما هي هذه الإختلافات ؟


Andrew Razeghi : ما أقصده هو الثقافة لأننا نعلم أن هناك الكثير من التأثيرات الإجتماعية والثقافية على طريقة تفكيرنا ، بصرف النظر عن التفكير الإبداعي الذي له طريقتان مختلفتان فى التفكير :


1. الأولي هو ما أشير إليه بالتفكير القاطع Categorical thinking وهو إذا عرضت عليك صورة زهرة وشجرة فقد تقول "حسناً كلاهما متشابه" وإذا عرضت عليك زهرة مع صورة من الغابة ، فقد يرى الناس الزهرة تشير إلي المناظر الطبيعية بالمقارنة مع الغابة بدلاً من رؤيتها مثل الشجرة .


في الغرب مثل الولايات المتحدة وأوروبا الغربية ، نميل ونركز أكثر على التفكير القاطع ، فإذا كنت أعمل في مجال المشروبات ، فأنا أصنع المشروبات وأتنافس مع الشركات التي تصنع المشروبات .


لكن في الشرق ، التفكير هناك أكثر شمولية لأنه يعود لفلسفات الـ yin والـ Yang والتوازن والتفكير الشامل holistic thinking والمنطق ، لذلك التاريخ والثقافة والتقاليد الآسيوية فى التفكير تعتمد علي التفكير الشمولي وليس التفكير القاطع وذلك للنظر للمشكلة أو الفكرة بزاوية أخري تماماً .


لذلك أقترح أن نحاول فهم كيف نفكر بدلاً من التفكير بشكل مختلف :


- هل تفكر بطريقة التفكير القاطع ؟

- أم تفكر بطريقة التفكير الشمولي ؟


شيماء : وأخيراً ، ما هي أهم 3 نصائح للراغبون في إيجاد أفكار أفضل ؟


Andrew Razeghi : النصيحة الأولي هي تدوين الفكرة وإلتقاط ما أدى إلى هذه الفكرة من خلال الإجابة على سؤالين :


- ماذا كنت أفعل لما آتتني الفكرة ؟

- كيف سأشرح من أين أتت هذه الفكرة ؟


بمجرد أن تبدأ بتتبع عملية الإبداع الخاصة بك متي ومن أين تأتي أفكارك ، عند النوم أم الإستيقاظ أم عندما تغير المكان أو عندما تغير مزاجك ... إلخ ، قم بتدوين ذلك فوراً حتى تكتشف الأسباب التي تؤدي إلى توليد أفضل أفكارك .


النصيحة الثانية

أن ندرك أننا نرى معظم أفكارنا جيدة ولا نأخذ بأول 3 أفكار تقفز إلي عقولنا لأن أفضل أفكارنا تأتي عادةً عندما لا نركز على محاولة الحصول عليها وليس من المنطقي الإجتماع في جلسات العصف الذهني للتوصل إلى الأفكار .


والذي أقترحه هو تحديد مشكلة ووضعها بعيداً ثم القيام بشيء آخر ، خذ قسط من الراحة وإذهب في نزهة مشي أو سباحة أو ركض أو رقص ، أي شيء غير محاولة التركيز على حلها المشكلة لتدع عقلك يعمل على الحل ولا تفكر فيها ثم عد إليها من جديد وإجعله عملية مدروسة .


قال لي تشارلز شواب Charles Schwab أنه كلما واجه مشكلة ، يذهب في نزهة بدون تفكير في المشكلة ثم يعود إلى المكتب ولديه منظور جديد وطريقة جديدة لحلها .


النصيحة الثالثة

البشر الآن مراتبطيم بطريقة ما عبر الإنترنت والهواتف ومن المحتمل جداً أن يكون لدى شخص آخر نفس المشكلة التي تواجهها وتوصل لحلها بالفعل أو لديه نفس الفكرة التي فكرت فيها .


لذلك أشجع الناس على إلقاء نظرة علي العالم أولاً لكن لا يوجد شيء إسمه فكرة جديدة تماماً من العدم ولكن قد تستعير جزء صغير من فكرة وتقوم بدمجها كما فعل هنري فورد .


ولا تركز كثيراً على محاولة حل المشكلة أو إيجاد الفكرة فوراً وألق نظرة حولك وإسأل ، ما الذي يمكن فعله أفضل أو كيف يمكنني الجمع بين هذه الأفكار بطريقة جديدة ؟


شيماء : شكراً جزيلاً Andrew Razeghi على لإنضمامك إلينا اليوم .


Andrew Razeghi : شكراً جزيلاً لإستضافتي كنت مستمتع معك .


شيماء : وصلنا لنهاية حلقتنا ، إسم الكتاب هو "The Riddle" "من أين تأتي الأفكار وكيف تحصل على أفكار أفضل" أو "How to Have Better Ideas" ، يمكنك معرفة المزيد عن أعمال المؤلف من خلال موقع www.strategylab.com والكتاب يمكنك شراؤه من موقع أمازون وشكراً لكم علي الإستماع وإلي اللقاء فى مقابلة أخرى قريباً .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

#مهنة_سعيدة