لقاء مع الخبراء - قوة التعرج عندما يتزاحم الجميع من كتاب الجنون مجاملة

 

أهلا بكم فى حلقة جديدة من لقاء مع الخبراء ، أنا شيماء من فريق مهنة سعيدة ، ربما تكون قد إكتشفت فرصة لشركتك لإقتحام سوق جديد لكنك لا تشعر بأنك مؤهل لها أو ربما لديك فكرة عن منتج جديد وأنت متأكد من أن عملائك سيحبونه ولكنك تخشي من إتخاذ خطوات فعلية نحوه .

ضيفتي اليوم أمضت الـ 20 عام الماضيين في مساعدة المبتكرين على تحويل أحلامهم إلى حقيقة ، إنها ليندا روتنبرغ Linda Rottenberg المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Endeavor والتي لها فرع فى مصر وهي منظمة عالمية لدعم رواد الأعمال وهي تعمل أيضاً مع رواد الأعمال داخل شركاتهم الخاصة .

جمعت ليندا نصائحها ورؤيتها في كتاب بعنوان "الجنون مجاملة : قوة التعرج عندما يتزاحم الجميع" .

شيماء : أهلاً بك معنا اليوم ليندا .

Linda Rottenberg : مرحباً ، سعيدة بكوني معك .

شيماء : شكراً جزيلاً على لإنضمامك إلينا اليوم ، مقدمة كتابك بعنوان "لماذا يحتاج الجميع للتصرف كرائد أعمال" ، لماذا يحتاج الجميع إلى ذلك ؟

Linda Rottenberg : حسناً ، أعتقد أن هناك مفهوم خاطئ وهو أنك إذا كنت رائد أعمال فمكانك هو وادي السيليكون في أمريكا لكن من خلال دعم شركتي لأكثر من 1300 من كبار رواد الأعمال في 25 دولة ، نحن جميعاً نعلم الآن أن ريادة الأعمال أصبحت ظاهرة فى العالم كله وليست محصورة فى أمريكا أو بريطانيا .

لكن الأهم هنا أن كلمة رائد أعمال تخيف الناس والبعض يعتقد أنه يجب أن تكون لديك فكرة وشبكة معارف وحساب مصرفي ضخم ، ما حاولت القيام به في كتاب "Crazy is a Compliment" هو تفصيل عملية ريادة الأعمال وتوضيح أنها عملية يمكنك فعلها من خلال خطوات محددة .

ريادة الأعمال فهي في الواقع ليست مخيفة جداً ولكن في نفس الوقت ينبغي على الجميع مواكبة العالم والتطور لأن الشيء الوحيد الثابت هو التغيير .

لذلك أعتقد أن  الذين يجلسون هناك ويقولون "سأحافظ على وظيفتي المستقرة وشركتي المستقرة وإقتصادي المستقر" هم خارج النافذة ، فلا توجد شركات مستقرة ولا إقتصاد مستقر وبالتأكيد لا توجد وظائف مستقرة ، لذلك أعتقد أنه ينبغي على الجميع اليوم تغيير أنفسهم ويهزوا أعمالهم أو شركتهم إذا كانوا يريدون الإستمرار .

شيماء : أخبرينا عن المجموعات الأربعة لرواد الأعمال التي تحدثتي عنها فى الكتاب ونريد معرفة المزيد عن رواد الأعمال الداخليين داخل شركاتهم الخاصة اللذين أسميتيهم بالغزلان .

Linda Rottenberg : أسميت رواد الأعمال الداخليين وهم من لهم شركاتهم الخاصة بالغزلان لأن كلمة رواد الأعمال غير واضحة حيث قال جورج بوش أن كلمة رجل أعمال تعني شخص إجتماعي ومبادر ، الأمر محير ، لذلك وضحته من خلال الكتاب .

مصطلح غزال تم صياغته في أوائل الثمانينيات من الإقتصاديين وكان مخصص للشركات سريعة النمو التي يطمح بها الناس الآن وهناك المجموعة الثانية التي أسميتها أحادي القرن وهي الشركات التي تحقق مليار دولار ونحن في في Endeavor نبحث عن هذا النوع من رواد الأعمال في جميع أنحاء العالم .

في بداية شركة لوكهيد مارتن التي أنشأت في خمسينيات من القرن الماضي ، هناك قسم سري لمن يشاركون في بناء طائرات مقاتلة كما ان هناك الكثير من الشركات لها أقسام سرية مثل جوجل التي لديها جوجل X في مبانى أخرى خارج حدودها وهذه الأقسام خاصة بالبحث والتطوير .

الجزء المفضل لدي من كتابة "Crazy is a Compliment" هو عدد الذين يأتون يأتون لنا قائلين "أنا غزال" وهو ما أحبه .

النوع الثالث من رواد الأعمال هو الدلافين وهم رواد الأعمال الإجتماعية اللذين يعملون داخل الحكومة أو في القطاع الإجتماعي والذين أظهروا أنفسهم كمغامرين ويتصدرون لحل المشكلات .

ما أحبه في الدلافين أنهم يحمون أسرهم ومجتمعاتهم وبيئتهم وأمثالهم مثل ويندي كوب التي بدأت التدريس بأمريكا ومحمد يونس من بنك جرامين اللذين لا يتوقفون أبداً .

المجموعة الرابعة والأخيرة هي الفراشات وهم من لديهم مواقع على الإنترنت ويحاولون النمو أو من هم في سوق المزارعين وهم جزء تنافسي وديناميكي للغاية من المجتمع وهم يريدون الإستقلال بدون أن يصبحوا شركات بمليارات الدولارات بها آلاف الموظفين .

الفراشات يريدون أن يكون لديهم من موظف واحد إلى 10 موظفين أو يعملون لحسابهم الخاص فقط وهم المدربون والنجارون والخبازون وما إلى ذلك لكنهم يريدون الحرية وأن يكونوا رؤساء أنفسهم .

أثبتت الإحصائيات الأخيرة أن 4 من كل 10 يقضون بعض الوقت في العمل لأنفسهم كمستقلين وأعتقد أن هذه المجموعة يجب أن تمتلك كل المهارات اللازمة لريادة الأعمال .

زوجي يعمل كاتباً حيث كانت فكرة ريادة الأعمال أبعد ما يكون عن عقله لكن بعد عقود من الكتب والمقالات في المجلات والدعايا لنفسه ، كان عليه أن يدرك أنه أصبح رائد أعمال .

في هذا العالم الجديد علينا التفكر والتصرف كرواد أعمال وأري أن عقولنا والأدوات المساعدة التي أصبحت الآن متوفرة ، ستساعدنا في البدء والإستمرار .

شيماء : نلاحظ الحديث السلبي المنتشر عن ريادة الأعمال وأنها الامر صعب أو شبه مستحيل لأنه يحتاج لمهارات ورأس مال ضخم ، هل هناك مصطلحات سلبية تستخدم كثيراً في هذا المجال ؟

Linda Rottenberg : لم أجد أي المصطلحات سلبية وهذا هو سبب إختياري لعنوان كتابي "المجاملة جنون" هو بيت القصيد وما أقصده هنا هو أن وصف ريادة الاعمال بالجنون يمثل إهانة فنحن في إنديفور ندعم الأسواق الناشئة المعتادة على الإضطراب والفوضي ونساعدها على الإستقرار .

لذلك نحن نري أن بداية الشركات الناشئة من إضطرابات وفوضي هو ما يجعلها تستقر لأن بعض الإضطراب هي الوقت الوحيد الذي تتاح لك فيه فرصة لتغيير الأمور إذا كنت شركة صغيرة وتكتسب المواهب الجيدة وتستحوذ على أسهم في السوق .

شركات Fortune 500 في الولايات المتحدة نصفها تأسس خلال فترات الركود والإنكماش والفوضى الكاملة وفي نهاية هذا اللقاء سأحكي قصتي عن واحدة من أكثر الشركات المفضلة لدي والتي تثبت هذه النظرية ولكن ما أود قوله لرواد الأعمال هو النظر إلي الفوضى على أنها صديق" .

لذلك أعتقد أن الفوضى أو الإضطراب أو الجنون هي فرصتك لأخذ الأشياء التي يعتقد الناس أنها سلبية وإستخدامها لصالحك لأنك كرائد أعمال يراك الناس تقوم بأشياء مجنونة أو غير منطقية لتقوم بفكرة لم يفكر بها أحد قبلك .

شيماء : في المراحل الأولى للفكرة الجديدة ، كيف نعرف أن فكرتنا ستنجح أم لا ، هل هناك طريقة لمعرفة ذلك ؟

Linda Rottenberg : نعم ، الآن أصبح من السهل التركيز على إختبار فكرتك أو منتجك علي وسائل التواصل الإجتماعي والإنترنت ، فإذا عرضت فكرتك علي مواقع مثل Kickstarter أو Indiegogo التي تقوم علي تمويل الأفكار ولم تحصل علي التمويل الذي تحتاجه ، فبالتاكيد ستستفيد من المحاولة بالأفكار التي ستضاف لك والعلاقات والتأييد .

وإذا كنت داخل شركتك ، لا تذهب لمديرك وتقول له ما تنوى فعله ولكن إحتفظ بها وإختبر أفكارك بهدوء داخل الشركة ، هناك سيدتان كانتا تعمل في Clorox Green Works وكانتا يتقاسمان الوظائف حيث كانتا أول نائبتين لمدير الشركة .

عملت كل منهما نصف أسبوع فقط والنصف الآخر كانوا أمهات ولاحظوا أن الناس قلقون من المواد السامة الموجودة في المنظفات ، السيدتان عرفوا أنهم إذا ذهبوا للمدير بأفكارهم ، فلن تكون هناك طريقة لكسب المال ولن يتيح لهما الوقت لتجربة ما وصلوا إليه .

لذلك كانوا يتعاونون في ساعات الراحة مع مجموعة مهندسين وإختبروا المنتج في منازلهم وبمرور الوقت ، كان لديهم مجموعة كاملة من المنتجات التي إختبروها وحصدت Clorox Green Works على الفور 60 مليون دولار وحققت نجاح كبير .

في Pfizer Works وهو برنامج داخل Pfizer كان يري مدير في الإدارة الوسطي الآباء والأمهات في فريق العمل يتأخرون في تسليم جداول البيانات فقرر الإستعانة بمصادر خارجية التي لم تنجح في البداية لكن بعد إختباره للتجربة ببطء وثبات نجاحها ، عرضها على مديره وتم إعتمادها .

لذلك الدرس هنا هو أن الذهاب لأقرب أصدقائك وعائلتك وزملائك ورؤسائك ، ليس أفضل مكان للبدء به لأنهم سيكونون محفظين وسيقاومون فكرتك حيث قالت Sara Blakely مؤسِّسة Spanx التي أصبحت الآن شركة بمليار دولار ، إن آخر من أخبرتهم كانوا والديها لأنهم كانوا سيطلقون النار عليها .

أعتقد أن الإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعي والممولين والتجار والمزارعين لديهم طرق لإختبار الأفكار بقليل من المال وقليل من الوقت .

شيماء : واضح أن المخاطرة جزء أساسي في حديثنا ، ذكرت في الكتاب أن بعض رواد الأعمال الأكثر شجاعة ليسوا مجازفين وقلت أن ريتشارد برانسون قال أن الفن يحمي الجانب السلبي ، ما هي نصيحتك بشأن المخاطرة في هذا السياق ؟

Linda Rottenberg : أحد الأشياء التي حاولت القيام بها في هذا الكتاب هو محاولة فضح أساطير كثيرة ، تحدثت بالفعل عن الإضطراب والفشل والجنون التي يجب السيطرة عليه .

يعتقد الناس أن رواد الأعمال منشقون أو متهورون ويحبون فقط التمرد علي الوضع ، أي شخص قرأ لـ آين راند Ayn Rand يعرف أنه الشخص الذي يعمل بهذه الطريقة لكن معظم من أعرفه من أفضل رواد الأعمال يكرهون المخاطرة ومحاولتهم تكمن دائماً في التخلص من المخاطر أو إتخاذ المخاطر محسوبة للغاية .

لذلك أعتقد أن الجزء الأكثر خطورة من كونك رائد أعمال هو البدء ، هذه قفزة مخيفة تحتاج إيمان وتعتبر مخاطرة نفسية يجب على الجميع تحملها ولكن بمجرد القيام بذلك - يمكنك تقسيم الأمور خطوة بخطوة .

تأكد أنك لن تبيع عائلتك ولن تفلس شركتك إذا أخذت المخاطر بطريقة محسوبة وتجربتها ببطء حتى تتمكن من بناء القوة ثم تتخذ الخطوة التالية للأمام وأعتقد أن هذا هو جوهر ريادة الأعمال ، كل يوم خطوة للأمام وخطوة للوراء لكنها ليست 40 خطوة للأمام دفعة واحدة ثم 52 خطوة للوراء !

شيماء : الآن ، هناك قسم مثير للإهتمام في كتابك عما تسميه المطاردة وهو الإقتراب من الذين قد يكونون قادرين على مساعدتك في مشروعك أو مؤسستك ، ما مدى أهمية هذه المهارة ؟

Linda Rottenberg : النقطة المهمة هنا هي أنك لست بحاجة إلى ساعة روليكس فاخرة ولست بحاجة لعائلات ثرية لتبدأ مشروع تجاري وإبتعد عن فكرة أنك إذا لم يكن لديك أصدقاء وعائلة لديهم مئات الآلاف من الدولارات ، فلن تتمكن من بدء أي شيء .

الحقيقة هي أن الأقربون لك حتى لو كانت لديهم الموارد ، فهم أول من سيغلق أفكارك فعندما بدأت شركة شركتي إنديفور ، حددت بعض الذين يمكن أن يكونوا أكثر فائدة وأحدهم كان بيتر بروك Peter Brooke مؤسس شركة venture capital international كما ساعدني بيل سهلمان Bill Sahlman أستاذ تمويل المشاريع في كلية هارفارد للأعمال وقابلته وجهاً لوجه .

وأعتقد أن LinkedIn و Facebook ووسائل التواصل الإجتماعي تساعدك على الوصول لمن يمكنه مساعدتك لكن توخي الحذر ولا كن مندفع معهم حتى لا تخسرهم للأبد .

أعتقد أن هناك طرق للعثور على الأصدقاء وتكوين علاقات وأعتقد أنه إذا كنت شغوف بفكرتك وإستهدفت المتحمسين بنفس قدر حماسك وهذا ما أعنيه بمصطلح المطاردة .

شيماء : يرتبط هذا بفكرة التوجيه أو الإرشاد في كتابك ، ما هي نصائحك للراغبون في العثور على مرشد للمساعدة في إبتكاراتهم ؟

Linda Rottenberg : نحتاج اليوم لعدد من المرشدين وليس واحد ممن لديهم خبرة في مجالنا سواء كانوا أكبر أو أصغر سناً أو زملائنا حيث يمكنهم أن يكونوا من أفضل الموجهين لنا وأعتقد أن أصدقاءك الأعداء يمكن أن يكونوا أفضل مرشدين لك .

لاري بيدج وسيرجي برين ذهبوا إلى ستيف جوبز عندما كانت آبل وجوجل في حالة نزاع (قبل وفاة ستيف جوبز مباشرة) للحصول على نصيحته لأنهم أرادوا تصميم أشياء أكثر أناقة .

كان لاري بيج سيصبح الرئيس التنفيذي بعد جوبز ، لذلك أعتقد أن الذين الزملاء المنافسين سواء داخل شركتك أو في مجال عملك ، يمكنهم مساعدتك .

لكن علينا أن نكون مستعدين لقطع الحبل مع المرشدين عندما لا يكونون مساعدين لأن ذلك يشكل ضغط على كلا الطرفين ، لذلك أعتقد أن وجود دائرة من الأشخاص واضحون تماماً افكرة مساعتدك سيكون مفيد .

يمكنك عمل محادثة ربع سنوية أو مرتين في العام مع من يمكنه تقديم لك قيمة لا تُصدق لكن عليك توخي الحذر الشديد ولا تتقرب من شخص ما وتقول "هل ستكون مرشدي؟" لأن هذه الطريقة منفرة .

ما يمكنك فعله هو قول "هل يمكنني أخذك لتناول القهوة ، أود نصيحتك في هذا المجال المحدد من الخبرة" ثم إبني العلاقة معه بشكل تدريجي طبيعي .

شيماء : نعم فهمت لكن قد يشعر البعض بالقلق من عدم الحصول بالضرورة على وجيه أو إرشاد ممن إستهدفوهم .. أليس كذلك ؟

Linda Rottenberg : عندما يكون الطالب جاهز ، سيظهر المعلم ، من الأشياء التي نقوم بها في إنديفور هو إعداد جلسات التوجيه حيث يأتي الخبراء ويقضون يومين ونصف اليوم مع رواد الأعمال وهذا مثير للإهتمام أن تكون منفتح على النصائح وتحيط نفسك بمن يهتمون بك وتكون شغوف ومنفتح على التعلم .

لا يتعين عليك أخذ كل نصائحهم ولكن إذا أظهرت التقدير والرغبة في الإستماع لأفكارهم ، سيستمرون في مساعدتك .

كثيراً يشعر رواد الأعمال أنهم يعرفون كل شيء أو أنهم يشعرون بالخجل ويقولون "لا أريد نصيحتك أو أشعر بالخوف أو لست مهتم أو لن أدعه يسرق أفكاري" ، إذا كانوا الناس واثقون فيما يفعلونه ومنفتحون على الآخرين ، فقد يفوزون بأفكار رائعة .

شيماء : قدمتي في كتابك بعض النصائح لتهيئة بيئة تحفز ريادة الأعمال في العمل الحكومي ، كيف يحدث ذلك نفسياً وكيف يمكن للقادة تشجيع ذلك ؟

Linda Rottenberg : ما يجب فعله هو جعل الناس يشعرون بأنهم جزء من رسالة المؤسسة وأنهم جزء أساسي من كيان كبير والشعور بملكية وظائفهم وأن أفعالهم لها علاقة مباشرة على نجاح المؤسسة .

أعتقد أن الناس يعتبرون ذلك أمر مفروغ منه ونحن في Endeavour نوظف أفضل المواهب لأي شخص يريد مساعدتنا ونشعر الناس أنهم يحصلون على المساواة النفسية وعليهم أن يفعلوا أشياء لها مغزى  ويتحملون المسئولية .

إجعل الجميع متحمس له لحلمك وإجعل الناس يشعرون أنهم يبنون المؤسسة وأنها ليست فكرة شخص وأنهم يعملون لهدف وإذا تمكنت من جعل الجميع يشعر وكأنهم مالكين للمؤسسة ، ستبني شيء كبير جداً .

شيماء : تحدثتي عن القيادة 3.0 التي لها 4 صفات يتمتع بها رواد الاعمال وهي (رشيق - سهل الوصول إليه - واعي - أصيل) ، هل يمكنك التحدث أكثر قليلاً عن ذلك ؟

Linda Rottenberg : كان الجنرال باتون وجاك ويلش يعرفان كل شيء ويشاهدان كل شيء وقويان وواثقان لكن كل هذه الصفات عفا عليه الزمن لأن الناس اليوم تريد قائد أكثر إنسانية وجاذبية .

تماماً مثل العلامات التجارية اليوم على وسائل التواصل الإجتماعي حيث يكتشف الناس أى صفات أو سلوكيات معيبة على السوشيال ميديا .

إذا حاولت المبالغة في الترويج فلن يقبلون العلامة التجارية وهو نفس الشيء مع قائد اليوم حيث يكون الناس في مكاتب مفتوحة علي بعضهم وعلي البناس بدلاً من النظر من أماكن مرتفعة .

الناس تتوقع من القادة إستخدام وسائل التواصل الإجتماعي وأنا أتوقع أن أكون أكثر إكتفاءً ذاتياً وإستقلالية وقوة لأني مررت بتجربة من 8 سنوات حيث كان لدي توأم متماثل .

كانتا صغيرتين جداً في المدرسة الإعدادية وكان لدي زوج خضع لعلاج السرطان لمدة عام حيث قضيت الكثير من الوقت خارج المكتب بين العلاج الكيميائي مع زوجي ورعاية بناتي الصغيرات .

وعندما عدت للعمل بدوام كامل ، شعرت بالتوتر ولم أعرف كيف سيتعامل الناس معي ولم أتحدث أبداً عن حياتي الشخصية لكنهم بدأوا في طرح الأسئلة ، فأجبت بصدق ، فقال لي 2 من أعضاء فريقي وقالوا لي "ليندا ، معجبين بك دائماً ونري أنك خارقة" .

ما قصدوه هو أنني لست مندمجة في العمل بما يكفي حيث قالوا لي بعدها "الآن بعد أن رأينا جانبك الضعيف وهو جانبك الحقيقي ، الآن سنتبعك لأي مكان" .

لذلك أدركت أنه بعد كل هذه السنوات من محاولتي أن أكون خارقة ، كان علي أن أكون أظهر ضعفي وإنسانيتي أكثر ، أعتقد أننا جميعاً ونحن نرتدي ملابس العمل ، نحاول إظهار القوة ، أعتقد أنك كلما أصبحت أكثر أصالة ، سينجذب الذين تحتاج لهم إليك .

شيماء : الآن ، مع إقترابنا من نهاية هذا البودكاست ، ليندا ، ألم تقولي أنك ستخبرنا بقصتك المفضلة عن رائد أعمال ؟

Linda Rottenberg : نعم ، هذا له علاقة بتسخير الفوضى وأري أن اللمات المصاحبة لرائد الأعمال مثل الفوضى والإضطرابات ، سلبية وسأتحدث عن طريقة تسخير هذه الصفات لصالحنا .

تدور أحداث القصة في القرن الـ 19 في منطقة ريمس بفرنسا حيث أصبحت باربي نيكول بونساردين أرملة شابة ومدير لشركة نبيذ عائلية تركها لها زوجها وهي لم تعرف طريقة العمل .

لما تفحصت النبيذ الفوار المخمر ، قررت أن تقلب الزجاجات علي الرفوف وخلقت مذاق شمبانيا أكثر حدة من النبيذ الفوار المعتاد عليه من قبل .

قيل أنها عتقت من عام 1811 وهي أول شمبانيا حديثة ولكن وقتها غزا الروس فرنسا وذهب جميع صانعي النبيذ والشمبانيا ذوي الخبرة لحماية مزارع العنب .

إتخذت باربي الإتجاه المعاكس وقالت "هذه فرصة تسويقية لهؤلاء الروس اللذين يشربون ، اليوم يشربون وغداً سيدفعون" ، لذلك كانت هذه فرصة تسويقية عظيمة ونجحت الفكرة .

بعد ذلك بسنوات ، عندما كانت معاهدة السلام قيد المناقشة ولكن لم يتم التوقيع عليها رسمياً ، قامت بمخاطرة محسوبة واحدة وهي إدارة الحصار حيث كان هناك حظر على المنتجات الفرنسية المتجهة إلى روسيا .

لكنها كانت تعلم أن معاهدة السلام كانت على بعد أسابيع أو أشهر فقط ، لذلك قامت بتعبئة الخمر وشحنته مباشرة لموسكو مما يعني أن النبيذ وصل مع كتابة إتفاقية السلام عليه .

هذه قصة لإمرأة واحدة في صناعة ليست على دراية بها ، أخذت مخاطر محسوبة وإغتنمت الفرص التسويقية التي لم يحددها أي شخص آخر وأصبحت أول مرأة تدير عمل متعدد الجنسيات .

لذلك ، أعتقد أنه إذا كان هناك شيء أخير يمكنني تركه معكم ، هو أن الوحيدين الذين يمكنهم منحنا الإذن للإستمرار بفكرتنا المجنونة هم نحن كما أننا المسئولين عن التوقف والنظر إلي الوراء دائماً .

لهذا السبب لا تموت معظم الأفكار في السوق أو في المختبر أو عبر الإنترنت بل تموت معظم أفضل الأفكار أثناء الإستحمام لأننا لا نخرج ونمنح أنفسنا الإذن بمتابعة هذه الأفكار ، لذلك أعتقد أن هذا هو الدرس ، نحن نستطيع فعلها ويمكننا التعرج عندما يتعرج الجميع ويمكننا ‘حتضان جنوننا والإستمرار في التقدم .

شيماء : شكراً جزيلاً ليندا لإنضمامك إلينا اليوم .

Linda Rottenberg  : شكراً لك ، لقد كان من دواعي سروري .

شيماء : اسم كتاب ليندا مرة أخرى هو "Crazy Is a Compliment: The Power of Zigging When Everyone Else Zags" ، يمكنكم شراء الكتاب من أمازون وإلي اللقاء مع مقابلة أخرى قريباً .