تحسين الذكاء الإجتماعي و بناء الثقة - مهنة سعيدة | طريقك لمهنة سعيدة و ناجحة

آخر المقالات

الجمعة، 21 فبراير 2020

تحسين الذكاء الإجتماعي و بناء الثقة

الذكاء الإجتماعي يعطيك نظرة أعمق لأساليب العمل المختلفة كما يؤهلك للعمل فى مجموعات ، عندما تعمل في بيئة دولية ، تحتاج لبذل جهد حقيقي تقبل و فهم خلفيات و معتقدات و ثقافات الناس من حولك و إذا لم تفعل ذلك ستجد صعوبة بالغة في إنجاز الأمور


الذين لديهم ذكاء إجتماعي ثقافي يجيدون إكتشاف الإختلافات الثقافية و يكيفون سلوكهم وفقًا لذلك و هذه مهارة أساسية عند العمل مع من لهم ثقافات مختلفة .

في هذه المقالة سنناقش سويا طريقة إكتساب الذكاء الإجتماعي و التكيف مع الثقافات المختلفة و بناء الثقة

تلميح
الحس السليم و الإحساس يلعبان دور هام حتى تتسرع فى الحكم على من حولك و ستتمكن من بناء علاقة رائعة إذا حافظت على الودية معهم و العقل المتفتح

ما هو الذكاء الثقافي ؟

قدم Christopher Earley و Soon Ang مفهوم الذكاء الإجتماعى في كتابهما التفاعلات الثقافية بين الثقافات أو Individual Interactions Across Cultures فى عام 2003 و اللذان قالوا أن الذكاء الثقافي هو القدرة على التكيف بنجاح مع بيئة ثقافية جديدة .

الذكاء الإجتماعي مرتبط بـالذكاء العاطفي لكنه أبعد من ذلك لأن أصحاب الذكاء العاطفي يمكنهم الإحساس بمشاعر الآخرين و رغباتهم و إحتياجاتهم بينما أصحاب الذكاء الثقافي العال يتناغمون مع قيم و معتقدات و مواقف و لغة جسد الناس من الثقافات المختلفة و هم يستخدمون هذه المعرفة للتعاطف و التفاهم مع الآخرين .

ذوى الذكاء الإجتماعي العالي ليسوا خبراء في كل ثقافة لكنهم يستخدمون الملاحظة و التعاطف و ذكائهم فى قراءة الأشخاص و المواقف و إتخاذ قرارات مستنيرة عن أسباب أفعال الآخرين كما يستخدمون الذكاء الثقافي الإجتماعى فى ملاحظة ما يحدث بدلاً من إصدار أحكام سريعة و يقومون بتكييف سلوكهم وفقاً لذلك .

مزايا الذكاء الإجتماعى

هناك أسباب كثيرة تجعلك تهتم بتحسين الذكاء الإجتماعى

أولاً : تحسين الذكاء الإجتماعى يساعدك على العمل بفعالية مع الناس المختلفين عنك سواء كنت تعمل في الخارج أو تقود فريق متنوع الثقافات و فى هذه الحالة سيكون نقطة فارقة بين النجاح و الفشل و سيحدد مدى قدرتك حل المشكلات من خلقها كما سيساعدك الذكاء الإجتماعى الثقافي العالي على بناء علاقة مع فريق جديد أو التكيف مع إدارة جديدة أو العمل بشكل جيد مع فريق متعدد الوظائف .

ثانياً : الذكاء الإجتماعى العالي مؤشر على الأداء الوظيفي القوي مع الثقافات الجديدة و تظهر الأبحاث أن المهنيين ذوي الذكاء الإجتماعى العالي أكثر نجاحاً في المهام الدولية لإنهم يعملون بفعالية أكبر مع مجموعات مختلفة و يتكيفون بسهولة أكبر مع الحياة و العمل في الثقافة الجديدة .

تطوير الذكاء الثقافي

قال الخبير الدكتور David Livermore مؤلف كتاب The Cultural Intelligence Difference عام 2011 أنه يمكن لأي شخص تحسين ذكائه الإجتماعى من خلال العمل على 4 أشياء

- الدافع أو المحفز Drive .
- المعرفة Knowledge .
- الإستراتيجية Strategy .
- العمل Action .

1. الدافع

هو دافعك للتعرف على الثقافات المختلفة و التكيف معها فإذا حافظت على عقل منفتح و مرحب بالإختلاف ، فلن تبذل مجهود للتعرف على الثقافات الجديدة و لن تري الصعب ، بل ستراه على أنه شيء تريد أن تتعلم منه .

لتحسين طريقة قيادتك لفريقك ، إبذل بعض الجهد لإكتشاف ثقافات و مجتمعات جديدة ، جرّب ما يلي

- تعرف على الناس في الأحياء السكنية المختلفة .
- تعلم لغة أجنبية .
- حافظ على ذهن منفتح عند التحدث إلى الآخرين المختلفين عنك سواء كانوا من ثقافة أو جماعة سياسية أو أيديولوجية مختلفة أو حتى شركة أخرى .
- تطوع في المشاريع التي تساعدك على التواصل مع مختلف الإدارات أو المنظمات أو المجموعات الثقافية الأخرى .
- الثقة بالنفس مهمة أيضاً لأن التفاعل مع الثقافات المختلفة يعتبر تحدي لذلك إبنى ثقتك بنفسك من خلال تحديد و تحقيق أهداف صغيرة و ضع نفسك في مواقف جديدة .

2. المعرفة

المعرفة الثقافية تعني هنا معرفة طريقة تكوين الثقافة لسلوكياتك و قيمك و معتقداتك و توسيع معرفتك لذلك إبدأ بالتعرف على ثقافة تهتم بها ، كتاب مثل ?Do I Kiss, Bow, or Shake Hands يمنحك نظرة عامة جيدة على الإختلافات الثقافية و تعميق فهمك من خلال ملاحظة كيف يتصرف الناس من الثقافات المختلفة .

شاهد الناس من هذه الثقافات المختلفة و هم يتفاعلون مع بعضهم و إهتم جداً بلغة جسدهم و ستلاحظ أن الإشارات و تعبيرات الوجه تعني أشياء أخرى عند الآخرين و إذا كنت تعمل مع فريق متعدد الثقافات ، إستخدم أدوات مثل الأبعاد السبعة للثقافة و الأبعاد الثقافية لـ Hofstede و نموذج القيادة الجغرافية لـ Wibbeke لتفهم سبب إختلاف ثقافات الزملاء و فهم الطريقة التي يمكن أن تؤثر على علاقات عملك .

من المهم أيضاً معرفة مدى تأثير التاريخ الثقافي على قيم الناس و تصرفاتهم لذلك تعرف على ثقافة تهمك و إكتشف مدى تأثير الأحداث الماضية على السلوك الحالي .

نصيحة 1
يجب الإنتقال داخل الدولة أو المنطقة أو الفريق لفهم تاريخهم و معرفة خلفياتهم لتكوين نظرة ثاقبة عن قيم الناس و سلوكياتهم و ذلك لتجنب الخطأ اللفظى أو الجسدى الغير مقصود .

نصيحة 2
إقرأ سلسلة المقالات الموجودة في قسم الإدارة حول العالم لمعرفة المزيد عن العمل في البلدان المختلفة .

3. الإستراتيجية

الإستراتيجية هى وضع خطة قوية و حساسة حسب وعيك الثقافي بالثقافات الأخرى و الإختلافات بينها و هى خطوة بسيطة للغاية ، فإذا عودت نفسك على ذلك فسيكون أمر طبيعي بالنسبة لك و هناك عدة طرق لبناء هذه العادة في حياتك اليومية :

أولاً : إستفسر عن سبب حدوث الأشياء بشكل مختلف في الثقافات المختلفة و إستخدم تقنية 5whys للوصول إلى ما تراه أو تسمعه .

مثال
- لماذا لم يبدأ فى المهمة زميلك اليابلنى عندما أرسلت له بريد إلكتروني تطلب منه القيام بشيء ما ؟
- لماذا يعتبر قول لا غير مهذب ؟
- لماذا لا يفصل بين عمله و تراثه الثقافى ؟

ملحوظة
التقاليد اليابانية متعمقة في حياة الناس اليومية و حتى فى العمل و تجد أن هناك علاقة قوية بين المدير و العامل اليابانى و عادة لا يفعلون شىء يسىء للزملاء و المديرين .
يوضح هذا المثال كيف يمكن أن يساعدك فهم الثقافة اليابانية على صياغة العبارات بطريقة مختلفة في المستقبل كما يوضح كيف يختلف مفهوم الإداراة بين الثقافات فالمدير الذي يفهم هذا سيغير طريقة طلب الأشياء من الناس و زملائه .

ثانياً : تحسين وعيك بالتفاعلات الثقافية في العمل أو في الأماكن العامة أو عن طريق دراسة وسائل الإعلام المحلية أو الأفلام أو المجلات يكشف عن رؤى جديدة عن مدى تأثير الثقافة على حياة الناس العملية .

يقترح علينا ليفرمور الإحتفاظ بمذكراتنا عن الثقافات و تدوين نقاط إحباطك و نجاحاتك لإستخدامها بعد ذلك عند حل التحديات التى يمكن أن تقابلك .

4. العمل

الجزء الأخير من الذكاء الثقافي يتعلق بطريقة تصرفك خاصة طريقة تكيفك مع الأمور عندما تسير خارج المحسوب لها لأن التفعل بين الثقافات لا يكون سلس دائماً لذلك تحكم في عواطفك و تعرف على آداب العمل في الثقافة التي تعمل بها و إنتبه جيداً لما يقوله الناس و يفعلونه و إكتشف النبرات الصوتية و لغة الجسد و أسلوب المحادثة لتتمكن من فهم ثقافة الآخرين و التفاعل معهم بطريقة أفضل .

النقاط الرئيسية

1. الذكاء الثقافي هو قدرة شخص ما على التكيف مع الثقافات المختلفة وفهم قيم الناس ومعتقداتهم ومواقفهم وسلوكياتهم و يمكن للأشخاص الأذكياء من الناحية الثقافية إستخدام هذه المعلومات للتواصل و التعاون و التفاوض مع الآخرين من ثقافات مختلفة .

2. وضح الدكتور ديفيد ليفرمور خبير الذكاء الثقافي أنه يتكون من 4 مكونات (الدافع - المعرفة - الإستراتيجية - العمل) .
  • الدافع : أن تكون متحمس للتعرف على ثقافة أو بيئة جديدة .
  • المعرفة : دراسة كيف تشكل الثقافة سلوكيات الناس و قيمهم و معتقداتهم .
  • الاستراتيجية : أن تكون قادر على التخطيط على المدى الطويل .
  • العمل : التصرف بطريقة حساسة ثقافياً بما في ذلك القدرة على التعامل مع المواقف الصعبة .
3. الذكاء الثقافي ليس فطري و يمكنك تطوير كل عنصر من هذه المكونات .

4. غالباً يستخدم مصطلح الثقافة كمرادف للجنسية أو العرق و يطلق على مجموعات أيديولوجية أو سياسية مختلفة و على منظمات أو مجموعات عمرية أو إدارات مختلفة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

#مهنة_سعيدة