لقاء مع الخبراء - حلول مشكلة التنمر والعنف الإجتماعي في مكان العمل

 

مرحباً بكم في حلقة جديدة من لقاء مع الخبراء المقدم من مهنة سعيدة ، أحد الموضوعات التي نناقشها كثيراً هو حلول البلطجة في مكان العمل وفي المقابل ، ماذا سيحدث عندما يعمل الناس مع بعضهم بشفافية وصراحة وصدق .

النتائج التي ستحدث وقتها ستكون كبيرة بشكل لا يصدق عندما يثقون ببعضهم البعض ويعملون معاً كفريق سعيد وفعال لكن نسمع عن المواقف التعيسة التي تدمر الحياة المهنية مثل ترك الوظيفة بسبب المدير المباشر أو التنمر الغير مبرر .

أنا شيماء وضيفي اليوم هو الدكتور Gary Namie الذي هو على دراية كبيرة بهذه المشكلة والذي كرس الكثير من حياته المهنية لمساعدة الأفراد والمنظمات على معالجة هذه المواقف .

الدكتور نامي حاصل على درجة الدكتوراه في علم النفس الإجتماعي من جامعة كاليفورنيا وحصل على جوائز المعلم المتميز في جامعة كاليفورنيا ، سانتا باربرا ومن جمعية علم النفس الأمريكية .

خلال حياته المهنية في الشركة ، كان مدير التطوير التنظيمي لإثنين من أنظمة المستشفيات الإقليمية ومنذ عام 1997 ، ركز على التنمر في مكان العمل وهو الآن مدير معهد Workplace Bullying في الولايات المتحدة ومؤلف مشارك لكتاب The Bully at Work ، ويعمل كخبير شاهِد لتعليم المحاكم .

بصفته المعلق الإعلامي الأكثر تكراراً في الولايات المتحدة عن التنمر في مكان العمل ، ظهر في Today و Good Morning America و Nightline و CNN و NPR وهو أيضاً المستشار المؤسس لـ Work Doctor Inc .

شيماء : صباح الخير دكتور جاري ، إنه لمن دواعي سروري أن تكون معنا ، أولاً وقبل كل شيء ، ما هو التنمر ؟

Gary Namie : حسناً ، التنمر هو سوء معاملة متكرر ضار وعادة يتخذ شكل إساءة لفظية واحدة أو أكثر أو سلوك تهديد مخيف ويشمل ذلك التصرف اللفظي أو غير اللفظي أو التدخل في العمل حيث يستحيل إنجاز العمل مما يقوض مصلحة العمل بشكل متكرر .

التنمر يصل إلي الفظاظة أو الوقاحة وأشياء أخرى لا تعد ولا تحصى تزعج الناس في العمل والحياة لذلك ، نحن نتحدث عن اضطراب خطير في السلوك الشخصي أثناء العمل .

هناك استطلاع بريطاني ، أظهر أن 80٪ من العمال (عينة عشوائية من الموظفين) أبلغوا عن التنمر وإذا سالت أحد ، هل تعرضت للتنمر في العمل أو الحياة ، سيجيب لك بنعم ، فمن الواضح في بريطانيا أن التنمر أصبح شائع وطبيعي جداً .

في الولايات المتحدة واستراليا ، ينتشر التنمر بنسبة 1 من كل 6 عمال أي حوالي 16٪ حاصة في سن المراهقة وهذا السلوك يؤثر على الملايين من الموظفين .

شيماء : إذن ، هل هناك بعض الصناعات أكثر عرضة للتنمر من غيرها ؟

Gary Namie : نعم ، يجب أن أعترف بأننا نتلقى معظم شكاوينا من الرعاية الصحية والتعليم وتساءلنا كثيراً عن سبب ذلك والبعض الآخر يكون التنمر فيه بشكل آخر مثل المنافسة الشرسة والإفتقار إلى المسائلة .

لكننا لاحظنا في الرعاية الصحية والتعليم أنه يسهل استغلال الدافع لعلاج الآخرين وتثقيفهم أنهم يعتقدون أنهم مطلوبين للقيام بعملهم وشفاء المرضى وتعليم الأطفال وإعداد الجيل القادم .

لكن في الواقع وجدنا أن مكان العمل في الرعاية الصحية والتعليم ، مليء بالتنمر مثل أي مكان آخر وربما أكثر من ذلك لأن هؤلاء اللمستهدفين لطيفون وبسطاء ويتم استغلالهم بسهولة .

لذلك في أي صناعة أو ساحة ينجذب فيها الناس إلى مقدمي الخدمة وفاعلي الخير ، يكون الآخرين مؤيدين لك لذلك ، يتم استغلالهم بسهولة وهذه هي الحقيقة المحزنة ، التقارير عن التنمر التي تجعلني الأكثر حزناً هي تلك التي تحدث في الملاجئ والعنف المنزلي .

هنا يركز بعض القائمين علي هذا النشاط على سوء المعاملة الذي يشبه لحد كبير العنف المنزلي لذلك ، نعم .. هناك بعض الصناعات التي تكون أكثر عرضة للتنمر .

شيماء : ما الذي يحفز المتنمرين على التصرف على هذا النحو ؟

Gary Namie : يا إلهي ، لماذا يتنمر هؤلاء ؟!

دعني اوضح كل اشياء عن التنمر ، أولاً وقبل كل شيء يريد الجميع التركيز على شخصية المتنمر كنوع من مواجهة الشر ووجدت أن 58٪ من النساء وليسوا جميعاً مضطربين عقلياً .

الرجال والنساء الذين يمارسون التنمر هم أشخاص عاديين مثلي ومثلك وما يحدث هو أنهم يتحولون عندما يذهبون لمكان العمل حيث تتاح الفرص لإستغلال الآخرين .

وهناك 3 أشياء توضح سبب ممارسة التنمر في بيئة العمل :

1. المنافسة الشرسة

هو أن طريقك الوحيد للتقدم في مكان العمل هو على حساب الآخرين والقضاء علي شخص آخر ويحدث ذلك في مؤسسات أو فرق المبيعات حيث التدافع للحصول على جائزة كبرى لفائز واحد فقط ويخسر الآخرون وأنا أتفهم ذلك جيداً في هذا المجال لكن الغريب والغير منطقي حدوث ذلك في مجال الرعاية الصحية والتعليم .

لماذا يحدث ذلك في كلا هذين المجالين ، هذا يحيرني ، يمكنني الإعتراف بالمنافسة الشرسة في بيئة العمل من المديرين التنفيذيين اللذين يحبون رؤية الناس يتنافسون ويتبارون لإبادة بعضهم البعض .

2. أن تكون ميكافيلي Machiavellian

هم موظفين لديهم عزيمة وطموح ومتحمسين لكنهم مستعدين لإستغلال الآخرين والتلاعب بهم لتحقيق أهدافك لأنهم يتبنون مبدأ الغاية تبرر الوسيلة وهذا المبدأ ، إنتهازي عدواني وغير مقبول لكنه يوجد بالفعل حالياً في مكان العمل للأسف بل إنه مطلوب في بعض الأماكن للنجاح .

الشخص الميكافيلي على استعداد للإستغلال الفرص عندما تتاح له ونلاحظ في بعض المنظمات ، ترسيخ التنمر وإضفاء الطابع المؤسسي عليه ويصبح جزء من الثقافة إذا كافىء صاحب العمل هذا السلوك بالترقيات .

يجب علي كل صاحب عمل ، أن يسأل نفسه :

- كيف يؤثر ذلك على اختيار الأهداف ؟

- هل الأهداف تحفز لإثارة البلطجة أو التنمر ؟

هناك مبدأ امريكي يقول أن الأشياء السيئة لا تحدث للصالحين لكن في الحقيقة هو العكس تماماً اي أن الأشياء السيئة تحدث للناس الطيبين دائماً .

يقول الله عز وجل في سورة الأنعام 165 (وَهُوَ ٱلَّذِى جَعَلَكُمْ خَلَٰٓئِفَ ٱلْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍۢ دَرَجَٰتٍۢ لِّيَبْلُوَكُمْ فِى مَآ ءَاتَىٰكُمْ) وهنا الله يقول للمؤمنين أنهم مبتلين ، والطيبين عادة يتم التنمر عليهم واستهدافهم بمنهجيه وتكتيكات وتوقيت مدروس من المتنمرين لأنهم يسعون إلي التحكم في شخص آخر للوصول إلي هدف ما .

مثل الطفل الضعيف والوحيد الذي يقف في الفناء المدرسي بدون صحبته الخاصة للدفاع عن نفسه وبالتالي يتم انتقاؤهم وتعذيبهم من المتنمرين مثلما يحدث في مكان العمل مما يجعل المستهدفون مضطرين لإظهار لمحة عن القوة .

المتنمرين مشاكسون ومستقلون ويمكن اعتبارهم مستفزين ويقولون دائماً في المقابلات "لقد جعلوني أفعل ذلك" ولكن إذا رفض شخص ما أن يخضع للسيطرة والخضوع ، فسيُنظر إليه على أنه تهديد لمن يريد السيطرة عليه .

ويمكنك معرفة الطيبين المعرضين للتمنر من خلال 4 سمات رئيسية :

1. هم مستقلون وذاتيون التحفيز مما يسبب لهم مشاكل عندما يكون لديهم زميل أو مدير متنمر أو متحكم .

2. أنهم عادةً من الناحية الفنية أكثر مهارة من الناحية الفنية من المتنمر ، لذا فهم يمثلون تهديد لأنهم يعرفون العمل بشكل أفضل .

3. أنهم أكثر في مهاراتهم الإجتماعية لإنهم أكثر ذكاءً عاطفي ومحبوبون ويمتلكون مهارات لا يمتلكها المتنمر نفسه ، لذلك فإن النقطتين الثانية والثالثة ، تشكل تهديد كبير على المتنمر .

4. هم اللذين ينشرون الأهداف وأخلاقيون .

الآن كل من يُبلغ عن المخالفات ويكشف الإحتيال والهدر وسوء المعاملة ، سيتم تخويفه في وظيفته لكن في نفس الوقت ، ليس كل الذين يتعرضون للتنمر هم من يبلغ عن المخالفات .

اللذين يتعرضون للتنمر في الغالب أخلاقيون وصادقون حتي عندما يخطئون في حين أن التنمر متستر ومتواطئ وسارق ومختلس وبعضهم لا يريدون المخاطرة المكشوفة .

لذلك ، عندما ننظر في الملف الشخصي لهؤلاء ، نجدهم منطلق ومحفزين ذاتياً وماهرين تقنياً ومحبوبين وأخلاقيين وصادقين وهذا ما يجعلهم غالباً مستهدفين للتنمر .

شيماء : وما العيب في ذلك ؟

Gary Namie : العيب في المشكلة التي لديهم وهي أنه عندما يأتيهم المتنمر بسلوك عدواني ، فإنهم لا يستجيبون للعدوان بالعدوان بالمثل ويحاولون التحلي بالسمو الأخلاقي .

هذا السمو في الحقيقة ، يتسبب في الوقوع في ورطة للأسف لأن أهدافهم غير تصادمية ولا يختارون المواجهة لأنهم ليسوا مهرة في العدوان علي الآخرين مثل المتنمر الذي يمارس ذلك كثيراً .

شيماء : ما الذي يحدث عادةً للأهداف إذا استمر التنمر دون رادع لفترة طويلة ؟

Gary Namie : التأثير الذي نهتم به أكثر هو التأثير الواقع علي الصحة العامة والأعراض الجسدية والمضاعفات التي تظهر علي الضحايا ، فهناك مجموعة كاملة من الأمراض المرتبطة بالتوتر والتي يمكن إكتشافها مبكراً بسبب التنمر والتي تبدأ بمشاكل القلب والأوعية الدموية وإرتفاع ضغط الدم وصولاً إلى السكتات الدماغية والنوبات القلبية والموت .

وهناك دراسة رائعة قامت بها Whitehall للمقيمين والعاملين البريطانيين على المدى الطويل والتي تظهر أنه إذا تعرضوا لمكان عمل غير عادل ، فإنهم يتعرضون لخطر متزايد بنسبة 30٪ للإصابة بأمراض القلب التاجية وأن التنمر هو حملة تدمير ممنهجة ومركزة بالليزر علي الضحايا .

لذلك ، أثبتت الأبحاث أن الكلمات المؤذية والإهانات والحرمان الإجتماعي (تكتيكات التنمر) ، تؤثر بالسلب علي الناس وتسبب أيضاً اضطرابات في الجلد والطفح جلدي المرتبط بالإجهاد وتساقط الشعر ومشاكل الجهاز الهضمي والقائمة طويلة جداً ومثبتة طبياً .

ومن ناحية الصحة النفسية ، التنمر يسبب القلق الشديد ونوبات الهلع وهذا في ما يقرب من 80 ٪ من الحالات التي يتم التنمر عليها وحوالي نصف هؤلاء اي 39 ٪ يعاني من الإكتئاب و30% من النساء الاتي يتعرضن للتنمر ، يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة في مكان العمل .

وهناك ناحية اقتصادية تمثل فقدان الوظيفة ، فنجد أن 7 من كل 10 من المستهدفين ، يفقدون وظائفهم التي أحبوها من أجل الحفاظ علي صحتهم ويختارون ترك وظائفهم مرغمين لأنهم لا يحبون العمل في بيئة بها هجوم غير مرغوب فيه ويختارون المجازفة وتحمل عواقب تركهم للعمل .

شيماء : 7 من أصل 10 فقدوا وظائفهم ، هذا أمر مروع لكن اري أن الشيء الطبيعي الذي يجب فعله هو الشكوى من التنمر ، فماذا يحدث للناس عندما يشتكون ؟

Gary Namie : معظم الناس لا يشتكون ، في نفس الدراسة البريطانية التي ذكرتها ، وجدوا أن 11٪ فقط كانوا مرتاحين للشكوي إلى الموارد البشرية بالرغم من أنهم يعتقدون أن المنظمة إما ستسخر منهم أو سيتم تجاهل شكواهم تماماً ، معظم الناس لا يشتكون وربما هذا هو السبب في أن التأثير الصحي كبير جداً لأنهم يفضلون الصمت .

 

إذا ظل التنمر مختبىء وراء الخجل والسرية ، فإن المتنمر يفوز دائماً لأنه يستمر لسنوات ووجدنا أن متوسط ​​الوقت الذي يبقى فيه الناس تحت قبضة المتنمرين هو 22 شهر !

لذلك ، الأمر ليس في التذمر والشكوي من المتنمرين وإنما في سلوكيات المستهدفين بعد التنمر عليهم لأنهم غالباً يقفزون أعلى ويركضون أسرع لإرضاء المتنمر ووبسبب العار الناتج هذا الإذلال ، فإن ما يحدث هو أن هذا السر يبقى معهم بدون التصدي لذلك أو الشكوي .

بدأنا الحركة الأمريكية بأكملها بسبب تجربة روث وقد أخفت عني تجربتها في التنمر لمدة 4 أشهر ولذا فهي رائعة ، كل شيء مبني على العار وهكذا بينما يظلون سرا ولا يشتكون ، للأسف تتدهور صحتهم .

شيماء : ما هي العواقب العاطفية لعدم الشكوى ؟

Gary Namie : النتيجة في المقام الأول هي لوم الذات والشك والإعتقاد بأنك غير كفء وهو في الأساس تفكيك لشخصيتك ومن الواضح أن التنمر ضار لأطفال المدارس خلال سنوات تكوينهم لكنهم أكثر مرونة بكثير من البالغين الذين يتمزقون بعد ذلك إلى أشلاء عندما يكون لديهم عدة سنوات ناجحة في حياتهم المهنية ثم فجأة يصطدمون .

الشىء الاول الذي يأتي إلي رؤسهم هو أنهم يقولون لأنفسهم "لا أصدق أن هذا يحدث لي" والشىء الثاني هو أنهم يفكرون لفترة طويلة في سبب حدوث ذلك وهذا ما ندرب الناس عليه علي أنه مضيعة للوقت .

لا تقلق بشأن دوافع المتنمر ، ببساطة كن آمن وإكتسب صحة جيدة وإكتشف ما يجب فعله وابتعد عن الذعر والخوف وعدم التصديق ولا تفكر أن العالم مكان ملىء بالخير وآمن أن الشر موجود في كل مكان ويجب التصدي له بطريقة ما .

أجرى أحد أطباء المفضلين لدينا دراسات لمحاولة تحديد متى نتعرض جميعاً لحوادث مؤلمة محتملة ولماذا يتعرض البعض للصدمة والبعض الآخر لا ؟

المميزة هنا هي أن الذين تعرضوا لصدمة نفسية لديهم إعتقاد ساذج ، بأن العالم مكان عادل وسوف يتمسكون بذلك وما وجدناه ، من خلال تدريب الآلاف من الذين تعرضوا للتنمر على مر السنين ، هو أنه من الواضح أن هذا الإعتقاد جزء من شخصيتهم .

إنهم متفائلون ولا يعتقدون أن الناس لديهم نوايا شريرة وعندما يحدث ذلك لهم ، يكون بمثابة إنتهاك قوي لتوقعاتهم ورؤيتهم للعالم وهو ما يذهلهم وأعتقد أن هذا الذهول يجعل الطريق طويل ويمنعهم من إتخاذ الإجراءات ويزيد ذلك ، تخلي زملاؤهم في العمل عنهم لأن المتنمر لا يمارس عليهم التنمر في الوقت الحالي بالرغم أن زملاء العمل يمكن ان يكونوا مصدر رائع للدعم .

أحيانًا عن طريق الدعوة ، يلعب المتنمر لعبة فرق تسد بمبدأ "إذا لم تكن معي ، فأنت ضدي؟" أو "إذا لم تقف معي ، فستكون الضحية التالية" وبالتالي ، ينجذب زملاء العمل نحو المتنمر بدافع الخوف منه ويتخلون عن الشخص المستهدف .

اذا تعرضت للتنمر ، فإن الدعم الإجتماعي الأسري أمر بالغ الأهمية للتغلب علي التوتر ، أخبرهم بذلك وأخبرهم أن زملائك في العمل تخلوا عنك وأنك، تشعر بالوحدة الشديدة حتي لا تتعرض صحتك للخطر .

شيماء : إذن كيف يجب أن يتعامل الناس مع التنمر ؟ ما هي أفضل طريقة للقيام بذلك ؟

Gary Namie : من الواضح أنهم بحاجة لإتخاذ قرار وإجراءات لكننا نعلم أن هذا صعب لكن هناك طريقة من 3 خطوات ذكرتها في كتابي The Bully at Work وهو الطريق لصحة نفسية إيجابية وجيدة لذلك ، فأنت بالفعل في خطر إذا لم تتبع هذه الخطوات :

الخطوة الأولى - تسمية التنمر

عليك أن تسمي المتنمر ، فإذا كنت تدعي التحرش أو التمييز غير القانونيين حيث تسمح لك إنتهاكات حقوق الإنسان بذلك ، فيمكنك الإنتقال لقسم الموارد البشرية والإبلاغ عن تنمر بناءً علي الجنس أو الدين أو العمر ويجب على صاحب العمل أن يأخذ ذلك في الإعتبار والتحقيق .

لكنك إذا أبلغت عن ذلك في بيئة ليس بها قانون أو سياسة ضد للتنمر ، سيقولون لك "إنه أمر مخز ما حدث لك لكننا ليس لدينا قانون ضد ذلك ولا يوجد شيء يمكننا فعله" بل وستشعر بالسخرية من الشخص الذي يبلغك ذلك وأن شكواك لا قيمة لها .

لذلك ، بمجرد تسمية هذه الظاهرة ، ستتمكن من توجيه أصابع الإتهام إلى الظالم والقول "هذا الشخص هو مصدر المشكلة وأنا لست كذلك" ولاشك أن الأمر يستغرق وقت طويل ونلاحظ أن المستهدفين يظلون صامتين لوقت طويل لكن الخطوة الأولى هي أن تسمي هذه الظاهرة وأنك لم تتسبب في المشكلة .

الخطوة الثانية - أخذ إجازة

بمجرد أن تكتشف أنك تتعرض للتنمر ، قد تشعر أن صحتك تدهورت والتي عادة ما تكون إرتفاع في ضغط الدم وبالطبع مستحيل بالنسبة لبعض الناس أن تفكر في ترك العمل الذي قد يكون المصدر الوحيد للرزق وليس إختيار سهل لذلك قد تفكر في أخذ إجازة .

من اعراض التنمر هو أن فكرة الذهاب إلي العمل أول يوم في الأسبوع هي الأسوئ علي الإطلاق وقد تشعر بعدم القدرة على الراحة والإسترخاء في أوقات الراحة والبقاء في السرير طوال عطلة نهاية الأسبوع والإكتئاب .

إنه غياب الحياة المنتجة السعيدة التي عشتها في السابق لكن الناس عادة لا يرون تأثير ذلك علي حياتهم وهذه الخطوة الثانية الطبيب يكتشفها وهنا ، خذ أجازة من العمل .

أنت بحاجة إلى أجازة للراحة للقيام بـ 4 أشياء :

1. التحقق من صحتك الجسدية والمضاعفات الصحية المرتبطة بالإجهاد وإستشر طبيبك .

2. اعلم أنك لست مجنون وإنه ليس أنت المشكلة وإذا سألت الأصدقاء والعائلة ووجدتهم غير قادرين علي توصيف ذلك لك ، فإستعن بمستشار للتأكد من صحتك العقلية .

3. معرفة ما إذا كان هناك أي حق الرجوع لسياسات الشركة وإستشر متخصص قانوني لمعرفة ما إذا كانت هناك أي قوانين لمواجهة التنمر أو سياسات تحمي حقوق الإنسان وانظر للسبل المتاحة القانونية داخل المنظمة لكن عليك التفكير في ذلك وأنت أثناء الأجازة بعيداً عن العمل .

4. أهم شيء أثناء إجازتك هو التركيز علي أهدافك وتقليل التركيز على العاطفة التي طغت عليك ، اهرب من هذا البؤس الإجتماعي كما عليه هاينز ليمان ، مؤسس الحركة الدولية لمكافحة التنمر والبؤس الاجتماعي .

ما عليك القيام به هو إعادة تركيز طاقاتك والبدء في الشفاء وإليك ما نطلب منك القيام به :

- بناء حالة العمل التي يصعب على المتنمر الإحتفاظ بها من القول وإقناع صاحب العمل والموظفين أن التنمر مكلف جداً علي المؤسسة وتوثيق ذلك بجمع البيانات عن إنخفاض حجم المبيعات والتغيب عن العمل والرعاية الصحية المتزايدة وتكلفة تعويضات العمال وإعاقتهم عن العمل وتكلفة الدعاوى المرفوعة وغيرها .

إتصل هاتفياً بالشخص الذي كان مكانك في الشركة وإسئله عن سبب تركه لوظيفته لأنك قد تصل إلي دعم هذا الشخص وآخرين بسبب التنمر عليهم مسبقاً وتوثيق ذلك بحجم الأثر المالي علي الشركة بدلاً من التركيز علي الجانب العاطفي داخلك .

الخطوة الثالثة - فضح المتنمر

اصطحب هذه الإثباتات لأعلى مستوى تستطيع الوصول إليه ودعمه بالعمل واجعل مستقبلك المهني وترقياتك في إنتظار الحل لجعلك آمن وتستطيع العمل ويمكن تنسيق ذلك بالتعاون مع النقابة التي تتبع لها وهذه الإجراءات تمنح صاحب العمل الفرصة لتصحيح الأمر وإذا لم يفعل ذلك ، فعليك مغادرة هذا المكان لتكون آمن وبصحة جيدة .

هذه الوظيفة ستقتلك إذا لم تخرج منها وتوثيق هذه البيانات وسيلة قوية جداً للتعامل الحاسم مع هذه المشكلة لأن مفتاح إدارة التوتر ليس مجرد التحكم في عواطفك ولكن من خلال التخلص من الضغوطات من حياتك ، لذلك عليك تغيير بيئة عملك إذا لزم الأمر من خلال طلب النقل لمكان آخر .

شيماء : الآن قلت أن زملاء العمل يديرون ظهورهم غالباً لكن نادراً ما يُطلب منهم الدعم ولا يمكننا أن نقول لزملائنا "هل رأيت ما حدث لي؟ هل ستقف معي ؟ هيا ندخل جميعاً للإدارة ونقول لا يمكنك إساءة معاملتنا بهذه الطريقة وإلا سنغادر جميعاً" .. أليس كذلك ؟

Gary Namie : تُظهر بعض إحصائياتنا في بريطانيا ، أنه 70 - 90٪ من الحالات التنمر تتم من المدير أو الشخص الذي يتمتع بالسلطة ليؤذيك فعلاً في مصدر رزقك لكن دعونا لا ننسى أن زملاء العمل أيضاً مصدر كبير للتنمر .

لكن التنمر من المدير ، يؤثر علي الجميع ويمكن أن يقلده الزملاء ولكن بشجاعة وتبجح بل وسيحترمون هذا العدوان ويستجيبون له بشكل إيجابي وستلاحظ أن الزملاء في هذه الحالة يقتربون ويتوددون بالتنمر مثل المدير ولاحظنا أن الممرضات تقوم بذلك في أجنحة العمليات مع الجراحين طوال الوقت .

ويتفاقم الأمر فأن الأمر يصبح نوع من القوة والسيطرة لبلوغ أهدافهم لذلك ، قم بتحويل هذا الأمر وأطلب المساعدة من زملائك في العمل وإذا كان هذا المكان لن يسمح لك بأن تكون آمن ، فيجب عليك مغادرة هذا المكان إلي وظيفة أخري بالرغم من الصعوبات الإقتصادية والإحساس بالظلم الذي قد تواجهه .

شيماء : نظرنا في ما يمكنك فعله إذا تعرضت للتنمر والآن ، ما الذي يجب علي زملاء العمل فعله إذا رأوا زميله لهم تتعرض للتنمر؟ وما الذي يجب أن يفعله المدير إذا رأى أحدي موظفاته تتعرض للتنمر داخل الفريق ؟

Gary Namie : أنا سعيد لأنك قلت "هي" لأنه نصف المتنمرين من النساء لذلك وإستراتيجيتي لما يجب أن يفعله زملائي في العمل هي اتخاذ إجراء وليس الخوف والإنكماش والقيام لأن المتنمرين يتغذون على الخجل والسرية !

لذلك تحدثوا جميعاً عما يحدث وإليك هذه القصة ، إنجي طبيبة نفسية ، شغلت منصب جديد في عيادة أخري لأنها أرادت أن بالقرب من منزلها ولم يكن لديها أي فكرة عن مشاكل المكان الذي إنتقلت إليه حيث كانت المشرفة متنمرة محترفة .

أثناء أول وجبة للغداء ، عندما شعر زملائها بالحرية للتحدث معها ، قالوا لها "البؤس سيقع عليك ، لدينا مشرفة قاسية وأخرجت الرجل الأخير من هنا وهي ليت سعيدة دائماً وشكراً لتواجدك هنا معنا لتلطيف الجو هنا" .

الآن هم يقصدون أنهم تعودوا علي التنمر والآن سيكون دورك أنت في هذا البؤس الإجتماعي اللذين يشعرون به بدلاً من مشاركة تجاربهم معها بالرغم من أن هذا السلوك شديد السمية في مكان العمل لأن المجموعة أصبحت لديها قوة للتخريب .

شيماء : تحتاج المنظمات لمعرفة أن المتنمرين يشجعون التخريب والإستياء طوال الوقت ومن الواضح أنه سيؤثر على النتيجة النهائية ولكن ما الذي يجب على المدير فعله عندما يري ذلك ؟

Gary Namie : سؤال رائع لأنه فرصة ضائعة في كل مؤسسة تقريباً ، فعندما يرى المدير زميل له يحدث له التنمر على يد مدير آخر ، فعليك تنبيه هذا المدير أن قيادة الناس ليس بهذه الصعوبة وأن تشجعه علي ترك هذا الإضطهاد لأنه سيعود عليه في النهاية بإنخفاض الإنتاجية وسيأتي بنتائج عكسية .

بالطبع يجب أن يكون هذا المدير لديه طريقة أخري في الإدارة ويعرف فوائد العمل التعاوني ولكني أعني أن النصيحة عندما تأتي من مدير مثله ، قد يستجيب ويترك هذه الطريقة وسيكون ذلك رائع إذا قام المدير التنفيذي أو الإدارة العلاي بذلك وقالوا أن هذه الطريقة ليست مرغوب فيها .

أحب أن يواجه كبار المديرين أو المديرين الزملاء هذا التدمير الذي يجعلنا جميعاً نبدو أغبياء ونفقد أفضل الأشخاص لذلك ن علينا ان نفكر في النواحي التي يكون فيها الموظفين مهرة لكن للأسف معظم المنظمات تقف مع المدير المتنمر ضد الموظفين اللذين يتعرضون للتعذيب مما يسبب ترك العمل وتلقي طلبات إنتقال كثيرة ويكلف الشركة المزيد من الجهد والوقت والمال لأنهم يخشون المواجهة .

شيماء : إذن المواجهة هي المفتاح ؟

Gary Namie : نعم ، المواجهة المؤسسية هي الحل من خلال وجود سياسة ثم تنفيذها بإخلاص على جميع المستويات وهذه هي أفضل طريقة لكن يجب أن تتم بدون مواجهة بين الأشخاص ، أتذكر فيلم The Wizard of Oz الذي كان الجميع يخاف منه لكن البطلة قامت برشه بالماء لينصهر فجأة ويصبح غبار .

شيماء : شكراً لك على هذا الحديث الرائع ، تعلمنا الكثير في هذه الحلقة وفي ختام هذه المقابلة ، أود التأكيد على أنه إذا واجه أي من مستمعينا مشاكل في العمل تتعلق بالتنمر ، فستجدون حلول كثيرة في كتاب The Bully at Work للدكتور جاري نامي وستجد أن الكتاب يعتبر دليل شامل وفعال لمكافحة هذه الظاهرة داخل العمل .

الدكتور Gary Namie يساعد المنظمات في التعامل والتغلب علي ظاهرة التنمر ولمزيد من المعلومات ، يمكنك زيارة موقع www.workdoctor.com ، كانت معكم شيماء ثروت وإلي اللقاء في مقابلة أخري مع إلى ضيف آخر في برنامج لقاء مع الخبراء .