مرحبًا بكم في حلقة جديدة من برنامج لقاء مع الخبراء المقدم من مهنة سعيدة ، أنا شيماء وسنتحدث اليوم عما يجعل الناس تقتنع وتعترف شىء ما مثل ما يفعله السياسيون أو المذيعون .
ضيفي اليوم يؤمن أن الجاذبية الشخصية أو الكاريزما صفة مفيدة للحصول على أي مسيرة في حياتك ويمكنك إكتسابها من خلال المزيج الصحيح من القوة والدفء ، Matthew Kohut وJohn Neffinger ألفوا كتاب بعنوان "Compelling People: the Hidden Qualities That Make Us Influential" أو "إجبار الناس: الصفات الخفية التي تجعلنا مؤثرين" .
ماثيو يقدم الكثير من النصائح المفيدة لمساعدة الناس علي ترك إنطباع مقنع وبالتالي إكتساب التأثير في جميع أنواع المواقف وهو شريك مؤسس في KNP Communications التي تساعد في إعداد المديرين التنفيذيين والمسئولين والشخصيات الإعلامية للتحدث أمام الجماهير عالية المخاطر .
شيماء : مرحباً ماثيو .
ماثيو كوهوت : مرحباً ، شكراً لإستضافتي .
شيماء : شكراً لإنضمامك إلينا ، تقول في الكتاب أن الشخص الغريب الذي يقضي معك بضع دقائق فقط - يلاحظ الإنطباع الذي تتركه على الناس أكثر منك ، فهل نحن بطبيعتنا لا ندرك الإنطباع الذي نتركه في الناس ؟
ماثيو كوهوت : كما تعلمي أننا جميعاً لدينا فكرة عن طريقة تعاملنا مع الآخرين ، فمعظمنا لديه بعض الإحساس على الأقل لإكتشاف ذلك حسب جهدك في فهم ذلك .
أحياناً نجد شئ بسيط للغاية لا يعرفه الكثير من الناس ولكن عندما نكون في جلسات تدريب ، غالباً ما نضع الناس أمام الكاميرا ونقوم بعمل فيديو معهم ونلاحظ أن رأسه مائل قليلاً نحو اليسار أو اليمين وعندما نسأله عن مدي ملاحظته لذلك الميل ، نلاحظ أنه لا يراه كثيراً .
وعندما يلاحظ هذا الميل يوضح لنا إنها إشارة تعاطف مع رأس الطرف الآخر ، الامر أشبه عندما تري كلب صغير لطيف وتميل برأسك قائلاً هذا الكلب لطيف وإذا لاحظت أن هناك الكثير يمشون ورؤوسهم مائلة ولا يدركون هذا النوع من الإشارات التي تدل علي شيئاً ما .
هذا مثال بسيط للغاية ولكنه يعملنا هذا النوع من الإشارات الغير مدركة والتي لا يدركها معظمنا ما لم نحاول فهم طريقة تعامُلنا مع الآخرين .
شيماء : ذكرت أن القوة هي أصل الإحترام والدفء هو أصل المودة ، كيف تعمل القوة مع المودة بمعني أنه كيف تكون قوي وودود في نفس الوقت ؟
ماثيو كوهوت : الشيء المضحك هو أنهم في الحقيقة لا يعملون معاً لأنهم لا يتلائمان معاً ، أحد الأشياء التي نقولها في الكتاب هو أن القوة والدفء أساس معظم أحكامنا حيث تُظهِر الأبحاث أن أغلبنا يشعر بالتوتر عندما نقوم بتحجيم شخص ما لأن هذه القوة تسير عكس طبيعتنا الإنسانية وهي الشعور أننا نريد الشعور بالدفء وأن نكون محبوبين .
لذلك ، فكر من ناحية إذا كان لديك شخص منبطح جداً ويقدم لك الخدمات دائماً ويحاول فعلاً بذل قصارى جهده لإرضائك ، يبدو أنه دافئ جداً ولكن يعيبه أنه ليس لديه جديه في التعامل وقلق دائماً ويعاني من بعض الإضطرابات لأنه لا يرفض أبداً وليس لديه أولويات ، إقرأ كتاب فن الرفض .
وما أعنيه هنا أنك تجد إنسان فظ وحازم وغير ودود وآخر لين وغير حازم وودود ، هاتين الصفتين (القوة - الود) دائماً في حالة توتر مع بعضهما البعض وهذه هي الطبيعة الحقيقية لطريقة تفاعلهما بينهما .
نريد أن نُحتَرَم وأن نكون محبوبين معاً ويمكن أن نفعل ذلك من خلال معرفة طريقة موازنة التوتر بين الإثنين وإذا صادف وواجهت أحد به هاتين الصفتين ، ستجد انه يتمتع بقدر كبير من الإحترام .
شيماء : تتحدث عن هذه الصفات كما لو كان يمكننا تعلمها ، كيف نتعلم هذه الصفات وهل نولد ببعض هذه الصفات ؟
ماثيو كوهوت : شخص مثل بيل كلينتون حرص علي تطوير طريقة تعامله مع الآخرين طوال حياته وقام بالكثير من هذه التدريبات لأنه كان يؤمن أن هناك أشخاص بهذا المستوى وأن جميع الذين وصلوا إلى هناك كانوا يتعمدون الوصول إلي ذلك .
نعم يتمتع البعض بهذه الصفات بشكل طبيعي مثل لاعب ركل كرة القدم الذي لديه موهبة فطرية لكن يمكننا جميعاً القيام بأشياء لتعزيز قوتنا ودرجة الود لدينا ويمكننا التحدث عن كل منهما على حدة .
شيماء : نعم وسنفعل لكن دعنا نتعمق قليلاً في معني القوة ، تقول في الكتاب إنها مزيج من القدرة وقوة الإرادة ، فما الذي يمكن أن يفعله الناس لتحسين هذين الأمرين ؟
ماثيو كوهوت : أنت تعلمين أن ما نتحدث عنه في الكتاب هو طريقة عرض هذه الصفات ، دعبنا نتحدث عن القوة من حيث القدرة والإرادة :
- القدرة هي المهارة وتعني مقدار قدرتك على التأثير على العالم ومقدار ما يمكنك إنجازه عندما تريد .
- أما الإرادة هي مدى إستعدادك لوضع نفسك هناك وإلى أي مدى تؤكد نفسك وإلى أي مدى ستفرض هذه المهارة على العالم لإنجاز الأشياء بالطريقة التي تريدها .
هاتان الصفتان معاً هما الطريقة التي نتصور بها الأشياء ويعمل بها الناس ولكن إذا لم تظهر الكثير من القوة ، فقد لا تحصل على نتيجة ، نأخذ الجيش المصري كمثال حيث يتم تعليم الأفراد الوقوف بشكل مستقيم في اليوم الأول الذي يصلون فيه إلى هناك وهذا يُظهر قوة أكثر ، هذا الإعداد للأفراد يسميه الجيش "القيادة" وهكذا يوضح لنا الجيش أنه يمكن تعليم القوة بسهولة .
شيماء : حسناً ، دعنا الآن ننتقل إلى صناعة الود ، تقول في الكتاب إنه يعني التعاطف والألفة والحب ، فهل يمكنك التوسع قليلاً في ذلك ؟
ماثيو كوهوت : نعم بالتأكيد ، بإختصار الود هو الإهتمامات المشتركة وهو أنك تريد الذي أريده أو ما يحدث عندما نكون في فريق واحد ونتوحد مع بعضنا لذلك ، يشير علماء النفس الإجتماعي علي التشابه وعندما نكون أنا وأنت متشابهين ، فنحن نوعاً ما في نفس القبيلة ويوجد بيننا تواصل ودود ودافئ وتنشأ الألفة .
لكن التعاطف شيء أكبر بكثير وهو تعبير عن أني أرى وأفهم ما تشعرين به وأوضح ذلك لك ومشاركة إهتماماتنا أما الحب أعلى وأكبر مظهر وبه كل ما سبق ذكره .
شيماء : أعتقد أنه من المثير للإهتمام أنك قلت إن الدفء يعمل حسب ما تسميه بقاعدة الطماطم حيث تعمل القوة في الإتجاه المعاكس ؛ هل يمكنك شرح ذلك وإخبارنا كيف نكون على دراية بذلك ؟
ماثيو كوهوت : بالتأكيد ، قاعدة الطماطم هي فكرة مضحكة توصلنا إليها عندما كنا نفكر أثناء الخريف ونزول الصقيع وإختفاء أوراق الشخر وهذه هي نفس فكرة الدفء .
فعندما تتخطى أشخص ما بدم بارد ، فهذه ليست أول مرة تفعل ذلك معه وهنا يصعب إعادة بناء العلاقة وإذا واجهك شخص ما فعليك بالوثب عالياً لتجاوز العارضة وإستخدام القوة وأنت تحدد الطريقة التي ستتبعها .
لهذا السبب عندما يحصل الأشخاص على وظائف جديدة ، من المهم جداً ترك هذا الإنطباع الأول الحاسم لأنك بمجرد فعل ذلك ، سيعتاد الناس علي ذلك وسترتاح بعد ذلك .
شيماء : هذا مثير للإهتمام لكن كيف يدرك الناس ذلك وهم يعملون بطرق مختلفة ؟
ماثيو كوهوت : حسناً ، أعتقد أنه مع الدفء سيكون التذكير بالقوة مفيد للغاية ونحن نرى هذا في السياسة طوال الوقت حيث أن في السشياسة ، إذا قلت شىء واحد خطأ ، ستنتهي حياتك المهنية وأعتقد أن هذا هو الشيء المهم وهو مجرد إدراك مدى أهمية الحفاظ على هذه العلاقات والتفكير في إستثمارها وكيف يمكن أن تتبخر هذه الأشياء بسهولة إذا إتخذت الطريق الخطأ .
إجعل القوة لها إنطباع إيجابي أولاً وإبذل الجهد لتأسيس هذه القدرة في وقت مبكر لأنه أمر مهم ويعزز ثقتك لأن الآخرين قد رأوك في ذلك الوقت قادر ولا يجب أن تتردد في ذلك .
شيماء : أعرف من خبيرة الكاريزما أوليفيا فوكس أن الكاريزما مزيج من الحضور والقوة والدفء وأعتقد أن القوة والدفء التي تحدَثَت عنهما هما ما نتحدث عنه الآن ولكن ما رأيك في الحضور عندما نريد ترك إنطباع مقنع ؟
ماثيو كوهوت : الحضور بالنسبة لي يعني الدفء ، بيل كلينتون أسطوري في هذا الشىء إذا إلتقيتى به لأن لديه القدرة على أن يبدو وكأنه يتحدث إليك وحدك ولديه قدرة رائعة على التركيز على شخص ما .
أتيحت الفرصة لصديق لي أن يسأل بيل كلينتون ، كيف يفعل ذلك حيث أخبره كلينتون أنه يتعامل مع من يتحدث إليه أنه يعلمني شيئاً وأنه كل مرة يلتقي بشخص يعتبرها فرصة لتعلم شىء ما من شخص آخر وهذا ما يدور حوله الحضور وهذه نصيحة مفيدة للتفكير في طريقة تجعل بها نفسك حاضر قدر الإمكان عند التعامل مع شخص ما .
بالنسبة لي ، طريقة التواصل هذه تعني الدفء وهو أنك تريد نفس الشيء الذي يريده الشخص الآخر وهو إنتباهك ومشاركة إنتباهك هي واحدة من أكثر الأشياء كرماً التي يمكن تقديمها لأي شخص .
شيماء : يدور كتابك إلى حد كبير حول الطرق التي تمكنا من ترك أفضل إنطباع مع الأشياء التي لا يمكننا فعل شيء تجاهها مثل الجنس والعمر والطول والعرق وما إلى ذلك ، نبدأ من الجنس ، ما هي الأشياء التي يجب معرفتها هنا ؟
ماثيو كوهوت : حسنًا ، لا يخفى على النساء في العمل أن هناك طريق غير مستوي وتكلمت شيريل ساندبيرج عن ذلك في كتابها Lean In .
أعتقد أنه عندما تفكر في الأمر من حيث القوة والدفء ، فإن الكثير يأتي من البحث في الثقافة التي تختلف بين الرجال والنساء حيث يُفترض أن النساء أكثر دفئاً من القوة والرجال يفترض أنهم يميلون للقوة أكثر من الدفء وهذه الأشياء تتغير بمرور الوقت أيضاً ، فالصورة النمطية للمرأة في مكان العمل لا شك أنها مختلفة عما كانت عليه قبل 30 عام من الآن .
لكن في الوقت الحالي ، لا يزال هناك طريق غير مستوٍ لأن النساء يُفترض أنهن دافئات وليس قويات ، عندما يظهرون بعد ذلك قوتهم في سياق مهني ، يعود ذلك إلى التوتر الذي تحدثنا عنه سابقاً ، عندما تُظهر القوة ، فإنها تزيل القليل من الدفء .
وبالتالي ، إذا إفترضنا أن المرأة دافئة ثم أظهرت القوة ، فإن هذا الدفء الذي يُفترض أنه أقل من الرجل وبالتالي فإن التحدي الذي يواجه النساء والذي لا يواجهه الرجال هو أنه يجب مضاعفة الدفء الحازم لإثبات أنهم أقوياء جداً وقادرون وحازمون في مسيرتهم المهنية .
شيماء : هذه نصيحة دقيقة للغاية لأن الكثير من القائدات يعتقدن أنه يجب تخفيف الدفء للحصول على الإحترام .
ماثيو كوهوت : هذا صحيح في جميع الثقافات لكن في وكالة ناسا ، المدراء كلهم يعتمدون علي القوة لأنها منظمة تشبه الجيش تقريباً لذلك ، عليك فهم طريقة توصيل الدفء في مسيرتك المهنية أو الشخصية لأنه يختلف حسب المكان .
أنت تستمع إلى مقابلة الخبراء من مهنة سعيدة
شيماء : ما هي ملاحظاتك عن القوة والدفء عندما يتعلق الأمر بالعرق ؟
ماثيو كوهوت : كما هو الحال مع الجنس ، يتغير كل شيء بمرور الوقت وهو طريق غير مستوي في الثقافة الأمريكية حيث لا يزال الذكر الأبيض مفضل في المجتمع وهذا يعني أن البيض يحصلون علي تفضيل وتمرير لسلوكياتهم الغير سارة وعندما يأتي الغضب منهم سيكون له إرتباط إيجابي .
بينما الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية ، يرتبط الغضب بهم بشكل سلبي ولاحظنا ذلك في باراك أوباما كأفريقي حيث واجه إنتقادات عام 2010 بعد مشكلة التسرب النفطي لشركة بريتيش بتروليوم وذلك لعدم تعامله بالقوة الكافية ضد شركة British Petroleum لعدم قدرتهم على السيطرة على التسرب .
حيث نشر موقع CNN مقال بعنوان لماذا لا يجرؤ أوباما أن يكون الرجل الأسود الغاضب حيث يوجد إفتراض هنا بأن ذوي الأصول الأفريقية أقوياء وليسوا ودودين وهذا مثال على الثقافة وما نفهمه في السياق المهني أو الشخصي .
وما أريد أن ألفت النظر إيه من هذا المثال هو أنك عندما يفترض أن تكون قوي ، أظهر المزيد من الدفء والعكس صحيح ، إذا كان يجب أن تكون ودود ، أظهر المزيد من القوة .
شيماء : وماذا تفعل عندما يتعلق الأمر بالعمر ، ما هي ملاحظاتك هناك ؟
ماثيو كوهوت : عندما يتعلق الأمر بالعمر ، فالحكمة هنا أو الخبرة لهما دور فعال والنموذج الحكيم يتمثل في شخص قوي الذي يبدو أحياناً بعيد قليلاً عن الطريقة التي تسير بها الأمور وربما يفتقر أحياناً إلى الدفء لذلك ، أنا أرجح الحكمة في كل شىء .
شيماء : تحدثت في الكتاب عن المظهر الجيد الذي غالباً يساعد الناس في الحياة ، ما أهمية المظهر وما الذي يمكن فعله لتعزيز مظهرنا ؟
ماثيو كوهوت : المظهر مهم فإذا كان مظهرك جيد ، سيساعدونك بشكل كبير وستكون مصدر للدفء وإذا إبتسمت لشخص ما وإبتسم لك ومظهرك جميل ، سيبادلك الإبتسامة .
المظهر مصدر للقوة وقد ينهار العالم تحت قدميك لأنك تتمتع بمظهر جيد للغاية وتفتح لك الأبواب لذلك ، المظهر له تأثير على الطريقة التي يُنظر إليك بها ولكن السؤال هو كيف تستغل ما لديك وكيف يمكنك إظهار القوة والدفء بناءً على ما لديك وهنا يوجد الكثير من التفاصيل .
أحد الأشياء التي أتحدث عنها في الكتاب هو إذا كان هناك شخص ذو وجه مريح وعابس الوجه ، يمكن أن يتعاطف معك الآخرين لكن إذا كان عابس الوجه طوال الوقت فهو يقول للناس أنا في مزاج سىء دائماً وهذا يمكن تغييره لكن الأمر يتطلب العمل بجدية .
يمكننا التفكير في كل شىء ولدنا به وفي الأسلوب الذي تستخدمته للتعبير عن نفسك والملابس ولذلك للقيام بالأفضل .
شيماء : الموقف يؤثر على الطريقة التي ينظر بها الناس إلينا ولكن أشرت في كتابك أن الموقف يؤثر على الطريقة التي نشعر بها أيضاً وذكرت في الكتاب مثال الموظف الذي وقف مع مديره قبل الإجتماع لمدة دقيقة على إنفراد ، مما أثر علي شعوره ومواقفه أثناء الإجتماع ، هل يمكن توضيح ذلك ؟
ماثيو كوهوت : نعم ، هذا من أكثر الأبحاث إثارة للإهتمام في السنوات القليلة الماضية ؛ هناك دراسة تسمي Power closing أو إغلاق الطاقة قامت بها صديقتي Amy Cuddy في كلية هارفارد للأعمال وDana Carney في جامعة كولومبيا موجه لعملائنا اللذين سيدخلون في مواقف محفوفة بالمخاطر .
الفكرة هي أن تجعل نفسك في مساحة كبيرة ، بمعني أنك إذا فزت الآن بكأس العالم ورفعت ذراعيك لأعلى وقلت "نعم ، لقد فزنا" هذا التعبير المادي عن النصر يستدعي وضعية القوة ويعمل علي إتصال فوري بين المخ والجسم .
الدراسة كانت علي مجموعتين من الناس :
المجموعة الأولى اتخذوا أوضاع حيث كانوا ينتصرون وينتصرون .
المجموعة الثانية كانوا يستخدمون فيها أوضاع تدل علي التجنب والسلبية .
ثم أجروا اختبارات الدم على هؤلاء وكان الذين شغلوا أوضاع النصر أو القوة ، لديهم مستويات مرتفعة من مما عزز لديهم هرمون التستوستيرون المرتبط بالثقة بالنفس وكان لديهم مستويات أقل من الكورتيزول وهو هرمون القتال أو الهروب .
وجدنا هنا أن لدينا فرصة واضحة لجعل أنفسنا نشعر بمزيد من الثقة وبتوتر أقل في المواقف التي بها مخاطر عالية وذلك فقط من خلال تعديل وضع جسدك إلي وضع القوة كما لو أنك فزت في مسابقة إلي أن تعتاد علي ذلك .
أجروا إختبارات الدم بعد حوالي 17 دقيقة من إتخاذ أوضاع النصر أو القوة وكانت النتيجة جيدة وتشير أنه يمكننا ممارسة هذا السلوك عندما تكون علي وشك الدخول إلي مواقف خطرة .
شيماء : تحدث أيضاً عن الإيماءات وتعبيرات الوجه ونبرة الصوت وتأثيرها وكيف ننتقل بها من القوة إلي الدفء ، هل يمكنك مشاركتنا بعض النصائح ؟
ماثيو كوهوت : بالتأكيد ، إذا كنت تفكر في الإيماءات والتعبيرات فهي سلوك ثقافي يختلف في بلد لأخرى والنصيحة الوحيدة التي أود تركها للناس هي التفكير فيما إذا كانت إيماءاتك تضخم ما تقوله أم أنها تشتت التأثير العاطفي عما تقوله .
فإذا كنت تريد إظهار القوة فتأكد أن إيماءاتك تتوافق مع تلك القوة ولا تتعارض معها وبالمثل ، إذا كنت تريد الدفء ، تأكد أن إيماءاتك تظهر الدفء ولا تفعل شىء يتعارض مع هدفك .
نعرّف هذه الطريقة بأنها التحكم في جسدك وهالة الطاقة حولك ، لاحظ الراقصين أو خبراء فنون الدفاع عن النفس اللذين ليس لديهم حركات زائدة تشتت أهدافهم في ما يريدون توصيله لك ، لاحظ أن لديهم السيطرة الكاملة على أجسادهم .
عندما يتعلق الأمر بالقوة ، فإن إظهار السيطرة على جسدك وطاقتك تعني أنك يمكنني التحكم في جسدك وهذا شيء مهم للغاية عندما تتخيل أن تفكر فيه أنه موجود بالفعل وأن جسمك لا يفعل أي شيء لا تريده أن يفعله وتخبره بما يفعله .
شيماء : يغطي كتابك نصائح عن التواصل المكتوب بشكل صحيح ، فكيف نوصل القوة أو الدفء من خلال الكتابة ؟
ماثيو كوهوت : عندما نريد إيصال شىء بشكل قوي من خلال الكتابة ، يجب أن تكون الفقرة مختصرة وواضحة وبها ما يجعل الناس في مأزق بسرعة كبيرة أما الدفء هو وسيلة لإظهار أنك تريد نفس الشيء الذي يريده الطرف الآخر ويجب أن تكون الفقرة بها ما يدل علي أنك تبحث عن طرق للتأكد من عدم المفاجأة .
يمكنك إظهار القوة في بريدك الإلكتروني من خلال 3 جمل علي أقصي تقدير وإظهار الدفء من خلال التأكد أن الطرف الآخر يشعر أنك تهتم لأمره لكن لا تحاول الإساءة بطريقة ما أو إظهار أنك تريد شيئ مختلف عما يريده الآخرين .
عندما يتعلق الأمر بالدفء ، فإن البريد الإلكتروني هو أداة فظة لدرجة أننا نقترح على الناس أن يفعلوا أكثر قليلاً مما يعتقدون أنه قد يكون ضروري .
لنفترض أنك تكتب بريد إلكتروني لجميع الموظفين في القسم وتريد التأكد من فهمهم أنك تهتم كثيراً وتريدهم أن يفعلوا شيئاً ما ، ستحاج إلي التمهيد للطلب وهذا هو الدفء .
إخبارهم بما تريدهم أن يفعلوه يعتبر من مظاهر القوة لكن التمهيد لطلب يعد من مظاهر الدفء حتى تتمكن من تكوين رؤية وفهم مشترك بينكم .
شيماء : قدمت في كتابك نصائح للمديرين والقادة ، هل يمكنك فقط إخبارنا بالإختلافات التي تراها بين المديرين والقادة ونصائحك بناءً علي هذا الإختلاف ؟
ماثيو كوهوت : المديرين غالباً يعملون في سياق مؤسسة يكونون فيها مسئولين عن مجموعة من الناس لكن القادة يعملون في سياق أوسع وبعدد قليل جداً من الموظفين لكنهم يقودون الحركة لكن المدير القائد كلاهما يحتاج القوة والدفء وأنا لا أرغب في التمييز كثيراً بين القادة والمديرين .
شيماء : باختصار ، ما هي طرق القوة والدفء التي يمكننا إستخدامها في بيئة العمل ؟
ماثيو كوهوت : حسناً ، إذا كنت تفكر في المهارات التي تحتاجها لتكون قائد فعال في بيئة العمل ، فهناك مهارات إدارية للحفاظ على المنظمة ، هذه المهارات هي مهارات القوة الأساسية التي نبحث عنها في المديرين والقادة وفي المنظمات وهذه هي الأشياء التي يركز عليها معظم الناس .
غالباً هناك شيء يتعلق بالرؤية يتم تضمينه في القيادة وهذا شيء ربما لا يتحمله المديرون أحياناً كمسئولية ولكن القادة يفعلون ذلك حيث تعتبر الرؤية شيء هام .
ذكرت في الكتاب هنري فورد وستيف جوبز ربما لم يشعر الذين عملوا مع هنري فورد وستيف جوبز بحرارة تجاههم لأنهم كانوا يقودون بقوة حيث كانوا مطلعون للغاية علي العالم الخارجي ، لذلك لا نفكر بالضرورة في الرؤية على أنها شىء دافئ ولكنها شيء يظهر الكثير من القوة .
على الجانب الدافئ ، كانوا يتأكدون أنهم يقفون بجانبك موظفيهم وأن الموظفين مقتنعين ويحفظون رسالة وهدف الشركة وأنهم يريدون نفس الشيء الذي تريده ويتفهمون أن مصلحة المنظمة تأتي قبل المصلحة الشخصية .
شيماء : إذا أراد شخص ما إظهار المزيد من القوة أو المزيد من الدفء بدءً من الغد ، فمن أين يجب أن يبدأ ؟
ماثيو كوهوت : أبسط شيء بسيط وسهل للغاية يمكنه فعله ، هو الوقوف بشكل مستقيم والإبتسامة لأن الوقوف بشكل مستقيم يُظهر القوة والإبتسامة تُظهر الدفء وأعتقد أن النقطة الأوسع هي فهم مدى قوة هذه العدسة وبمجرد رؤية العالم من خلال هذه القوة والدفء ، ستتغير طريقة نظرة الآخرين لك وطريقة تفاعلهم معك وطريقة رؤيتك لنفسك .
شيماء : شكراً جزيلاً لإنضمامك إلينا اليوم يا ماثيو .
ماثيو كوهوت : كان من دواعي سروري ، شكراً لإستضافتي .
شيماء : اسم كتاب مرة أخرى هو "Compelling People: the Hidden Qualities That Make Us Influential" وكتبه ماثيو بالتعاون مع جون نيفينجر ، يمكنك العثور على مزيد من المعلومات على موقع www.compellingpeople.com وإلي اللقاء في حلقة أخري من برنامج لقاء مع الخبراء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
#مهنة_سعيدة