أهلا بكم فى حلقة جديدة من حلقات لقاء مع الخبراء ، أنا شيماء ، معظمنا ليس مثل أينشتاين أو ليوناردو دافنشي أو ستيف جوبز .
الرؤية العبقرية نادرة جداً لكن الإبداع والإبتكار يمكن أن يكون فى متناول الناس من خلال الحصول على أفكار أفضل تحدث فارق كبير في أدائك وأداء مؤسستك .
ضيفي اليوم هو روان جيبسون وهو مفكر ورائد في إبتكار الأعمال ومؤلف كتاب "Innovation to the Core" ويوجد ملخص لهذا الكتاب فى قسم ملخصات الكتب الخاص بالإبداع .
كتاب العدسات الأربعة للابتكار : أداة الطاقة للتفكير الإبداعي أو "The 4 Lenses of Innovation: A Power Tool for Creative Thinking" وهو كتاب عملي وجميل للغاية يهدف لإزالة الغموض عن الإبداع وجعله في متناول أيدينا جميعاً .
Rowan Gibson : مرحباً يا شيماء .
شيماء : شكراً لإنضمامك إلينا اليوم .
Rowan Gibson : سيكون اللقاء ممتعاً معك .
شيماء : أولاً وقبل كل شيء ، كيف توصلت إلى فكرة أو مسمي "4 عدسات للإبتكار؟"
Rowan Gibson : إستندت إلى بعض الأبحاث في مئات حالات الإبتكار في مجال الأعمال وكثير من حالات الإبتكار في العصور السابقة .
بحثت في التاريخ من السومريين والمصريين ثم الإغريق والرومان وغيرهم ثم عصر النهضة وحتى اليوم ، العصر الحديث ونظرت إلى كل هذه الحالات وحاولت إكتشاف طريقة المبتكرون فى إبتكار الأشياء لأن نادراً ما يعود يقول الناس عما يفكرون فيه وكيف وصلوا بالفعل إلى هذه الإكتشافات .
هذا ما كنت أحاول إكتشافه ، من خلال هذا البجث توصلت إلي 4 منظورات محددة أو أنماط تفكير مشتركة مكنت هؤلاء المبتكرين من التوصل إلى تلك الإختراقات .
شيماء : هل يمكنك أن تخبرنا عن العدسات الأربعة وتعطي لنا مثال لكل عدسة ؟
Rowan Gibson : نعم بالتأكيد ، يطلق عليها العدسات لأن بالنظر من تلك العدسات أو تلك المنظورات الذهنية المحددة ، يمكنك رؤية الأشياء التي لا تراها عادة ، لذلك تسمى العدسة الأولي بـ :
العدسة الأولي
تحدي العادات والتقاليد Challenging Orthodoxies
هو أخذ موقف معاكس مثل أخذ حكمة تقليدية أو بعض اإافتراضات الشائعة ونحاول عكسها ونرى ما سيحدث إذا فعلنا ذلك وهذا يمثل تحدي للمعتاد .
مثال
ما فعل إيلون ماسك من شركة Tesla Motors ، فقد أخبره الجميع في الشركة أنه لن يتمكن من القيام بذلك ولن يتمكنوت أبداً من تقديم أداء عالي من سيارة كهربائية إلى السوق وحتى لو قلموا بذلك ، فلن يشتريها أحد ولن يتمكن من بيعها لأنها غير موجودة عند التجار ولا يمكن بيعها على الإنترنت وعليه أن يبني شبكة كاملة من محطات الشحن في جميع أنحاء العالم .
والآن أصبحت TESLA تساوي نصف جنرال موتورز لأنها تعمدت إحداث صدمة كهربائية كبيرة للصناعة من خلال تحدى العادات والتقاليد .
العدسة الثانية
تسخير الإتجاهات Harnessing Trends
بالنظر لما يحدث في العالم من حولنا سواء كان ذلك في التكنولوجيا أو التغيرات الديموغرافية أو أنماط الحياة أياً كانت هذه التغييرات والسؤال عن شيئين :
1. كيف نستفيد من هذه القوة ؟
2. كيف نركب هذه الموجة بدلاً من تجاهلها ؟
مثال
Reed Hastings الرئيس التنفيذي لشركة Netflix الذي إستطاع رؤية الإتجاه القادم وهو بث الفيديو عند الطلب عبر الإنترنت حيث قرر تحويل الشركة بأكملها والتركيز علي بث الفيديو على الإنترنت بدلاً من الـ DVD والآن هو لاعب أساسي في هذا المجال .
العدسة الثالثة
الإستفادة من الموارد بطرق جديدة Leveraging Resources in new Ways
الأمر يتعلق بالنظر إلى شركتك كمحفظة من المهارات والكفاءات والأصول والأشياء التي تمتلكها والسؤال ، كيف يمكننا توسيع هذه الأشياء أو الإستفادة منها في فرص جديدة تماماً ؟
مثال
Richard Branson في المملكة المتحدة الذي بدأ بمتجر تسجيلات واحد في لندن وتمكن من توسيع مهاراته وأصوله والإستفادة منها ، ليس فقط مهاراته الشخصية ولكن تمكن من توسيع نشاط شركة Virgin Group إلي 400 شركة مختلفة في العديد من الصناعات المختلفة .
العدسة الرابعة
فهم الحاجات Understanding Needs
هو التعرف جيداً علي ما يحتاجه العميل قبل .
مثال
Steve Jobs رأي أنه يمكن صنع جهاز كمبيوتر به الشاشة وكل مشتملاته فى جزء واحد فقط ورأي أنه يمكنه تشغيل الموسيقى من خلال الإنترنت عن طريقة iTunes كما رأي يمكنه صنع هاتف ذكي بشاشة تعمل باللمس كما بني متجر Apple على الإنترنت وعرف بطريقة ما أننا بحاجة لهذه الأشياء التي لا يمكننا العيش بدونها اليوم .
شيماء : ذكرت عصر النهضة سابقاً وتحدثت عنه في كتابك ، هل يمكن توضيح بعض هذه الأفكار ؟ وما هي الأشياء التي يمكن أن يتعلمها المديرين عندما يتعلق الأمر بالإبتكار ؟
Rowan Gibson : حسناً ، يمكن تعلم الكثير في عصر النهضة وسط إنفجار الإبداع والإختراعات والإبتكار ولفعل ذلك يجب أن تسأل نفسك :
- ماذا حدث ؟
- هل هذا هو نفس السؤال ؟
- ماذا حدث هناك ؟
- ما الذي كان يفكر فيه الناس؟
- ما الذي تغير في البيئة الثقافية ؟
- ما الذي تغير فى عقلية الإبداع ؟
وإذا فكرت في ما حدث فى عصر النهضة ، ستجد فترة ركود إستمرت 1000 عام تسمى العصور الوسطى حيث توقف التقدم والتكنولوجيا وأي نوع آخر تقريباً من التقدم والسبب في ذلك هو الإدارة .
كان العالم الغربي وأوروبا الغربية يدار من الكنيسة الكاثوليكية الرومانية ولكن كان أسلوب إدارتهم يتبنى مبدأ أبقِ فمك مغلق ولا تتحدى أي شيء .
لا تنظر إلى الطبيعة ولا تحاول إكتشاف كيف يمكن التلاعب بها لأن هذا هو خلق الله وإذا توصلت إلى فكرة مختلفة ، فمن المحتمل أن نحرقك لأنك كاهن ، هذا النوع من التفكير يثبط العزيمة ويثبط عزيمتى أنا كذلك .
ولكن بعد ذلك ، أتي عصر النهضة وحصلنا على هذه البيئة الثقافية المذهلة حيث نمزج بين كبار العلماء والفنانين والفلاسفة في نفس الوقت وكانت بداية هذه النهضة من شمال إيطاليا وفي فلورنسا وميلانو والبندقية .
أيضاً تغيرت طريقة التفكير بسبب الإنسانية حيث لم نعد محبوسين في أفكار العصور المظلمة والآن نوعاً يمكننا جميعاً أن نكون نستخدم قدراتنا الخاصة ونطلق العنان لقوتنا العقلية للقيام بأشياء جديدة ، هذا المزيج من البيئة الثقافية وأنماط التفكير أدت إلى إنفجار التغيير والإبداع .
- إذن ما هو الدرس لنا كمدراء ؟
- هل نريد أن نكون مديرين بأسلوب القرون الوسطى ، يصمتون الناس ولا يسمحون لهم بتحدي الوضع الخالي والتوصل لأفكار وتجارب أو أي شيء آخر ؟
- أم أننا نريد أن نكون قادة ومديري عصر النهضة الذين يفعلون هذا النوع من البيئة ويعملون كمحفزات للإبداع بدلاً من إعاقة الناس ؟
شيماء : ما علاقة الأنماط بـ "4 عدسات للابتكار" ؟
Rowan Gibson : كان هذا جزء مهم جداً من الكتاب كما إعتقدت لأنه يتعين عليك تقسيمه وتسأل نفسك :
- كيف نفكر؟
- كيف يعمل العقل البشري إذا إكتشفنا كيف تكون أكثر إبداعاً ؟
وأحد الأشياء التي نعرفها عن الدماغ البشري هو أنه يشبه الآلة نوعاً ما لأنه وظيفته هي التعرف على الأنماط .
لذلك ، إذا رأيت وجه وسط حشد من الناس ، فأنت تتعرف عليه من خلال النمط البصري وإذا رأيت كرسي ، فإنك تتعرف عليه على أنه كرسي لأنك تعلمت أن هذا هو شكل الكرسي وإذا سمعت صوت ، سأتعرف أنا وأنت عليه ، نحن نتعرف على الأنماط :
- الموسيقى نمط .
- اللغة نمط .
- الصور أنماط .
لهذا السبب ، إذا نظرت لصورة مارلين مونرو ، ستعرفها لأنك تتعرف على النمط ، هذا ما تفعله عقولنا ، إنها تشكل وتخزن الأنماط وتستخدم هذه الأنماط حتى نتمكن من عيش حياتنا كبشر عاديين ونقوم بالتعرف على المعلومات الجديدة طوال الوقت ثم نخزنها كنماذج .
تكمن المشكلة في أنه مع تقدمنا في السن ، في المدرسة نتعلم مجموعة كاملة من الأنماط التي تحرمنا من إبداعنا لأنها تخبرنا أن هناك طريقة واحدة صحيحة وهناك طريقة خاطئة للقيام بالأشياء وهناك مكان نذهب إليه للعثور على جميع الإجابات وهو في الكتب أو على الإنترنت أو أي شيء آخر .
وأثناء ذهابنا إلى العمل ، نتعلم أنماط جديدة وهي الطريقة التي تتم بها الأشياء في صناعة معينة أو داخل شركة ونتعلم القواعد واللوائح وإجراءات التشغيل القياسية ثم نتعثر في تلك الأنماط .
وما يحدث هو أن هذه الانماط تعمي عيوننا عن الفرص الجديدة وتحرصنا فى التفكير في شيء معين بطريقة معينة ، لذلك نلتقط فرشاة الأسنان بالطريقة التي إعتدنا عليها ونري فرش الأسنان بتصميم واحد متعارف عليه .
لكن وجدت فرشاة أيونية تعمل بالطاقة الشمسية في اليابان تلتقط المادة الجيرية من أسنانك مثل المغناطيس وهناك فراشاة تعزف أغاني Lady gaga وهناك فرشاة أسنان فاخرة من التيتانيوم بقيمة 4000 دولار .
هناك أشياء لا حدود لها تقريباً يمكنك القيام بها بإستخدام فرشاة أسنان ولكن كم منا عندما يلتقطها يومياً ينظر إليها ويقول يمكنني إعادة إختراع هذا الشيء ؟
هذا هو التحدي الحقيقي للأنماط التي تجعلنا نفكر في الأشياء بطرق معينة في حياتنا وفي أعمالنا ونادراً ما نتحدى تلك الأنماط التي تعلمناها .
شيماء : حسنًا ، نلقِ نظرة على العدسات الأربع الآن بمزيد من التفصيل ، ذكرت أن العدسة الأولي هى تحدي العادات والتقاليد ، فكيف يمكن لشخص أن يعرف متى يحتاج لهذا التحدي ؟
Rowan Gibson : هذا سؤال جيد جداً لأننا لا يمكن أن نقول أننا نحتاج التحدي مسبقاً فالأمر لا يعمل بهذه الطريقة لكنني أعتقد أنه يتعين علينا .
أولاً قبل كل شيء ، العودة بإنتظام وسؤال أنفسنا عما إذا كانت طريقتنا في القيام بالأشياء صحيحة أم مرد شىء تعودنا على فعله بهذه الطريقة .
كان يمكن أن يقول Reed Hastings المدير التنفيذي لـ NetFelix أنه يفترض أن الناس سيرغبون في الحصول على DVD للأفلام عبر البريد الإلكتروني لكنه لم يفعل ذلك حيث نظر إلى ما يحدث في العالم من حولنا وبحث في طرق تحدى ما نفعله .
ستيف جوبز مثال رائع ، فنحن نفكر في iPhone بإعتباره إبتكار رائع ولكن ما كان يفعله ستيف قال "إنتظر لحظة ، سيكون التسونامي الكبير التالي هو الهواتف المحمولة ولا يجب التمسك بـ iPod .
إذا كان بإمكان الناس تنزيل الموسيقى على جهاز سهل مثل iPod ، سيقومون بتنزيلها على هواتفهم ، لماذا يريدون هاتف ومشغل موسيقى في جيوبهم بينما يمكننا نقلها بواسطة الهاتف المحمول ومن الأفضل أن نبتكر واحدة خاص بنا".
لذلك كان قادر على العودة والتحدي وكانت إفتراضاته عن مستقبل Apple صحيحه وأعتقد أن المفتاح في الكتاب هو القيام بذلك بشكل منهجي ، إجلس بإنتظام مع فرقك وتحدى إفتراضاتك عن منتجاتك وخدماتك ونوع عملائك وتحدي نموذج عملك بما يحدث في العالم .
شيماء : هل يمكن القول أنه مهم بنفس القدر تحدى معتقداتنا حتي وإن كانت صحيحة للسعي وراء الأفضل ؟
Rowan Gibson : أوه بالتأكيد لكن مرة أخرى أعتقد أن هناك نوع من مشكلة التوقيت ، ما يحدث عادة هو إكتشاف ما ينجح ويعمل بالفعل وبعد ذلك بـ 5 سنوات من الآن وبعد 10 سنوات من الآن وبعد 15 عام من الآن لأن ما يعمل اليوم قد لا يعمل بعد 10 سنوات من الآن .
وبذلك نكون توصلنا لإستراتيجية ناجحة "بعد 5 أو 10 سنوات من الآن أو ربما قبل ذلك ، لنعد إلى الوراء ونراجع إستراتيجيتنا ، ما الذي يعمل الآن ؟ ما الذي سينجح في غضون 5 أو 10 سنوات من الآن ؟"
لذلك أعتقد أن هذا ما هو عليه كتابي الأول "اعادة التفكير في المستقبل" أو "Rethinking the Future" والمغزى من القصة هو أنه يتعين علينا إعادة التفكير بإستمرار وقد لا تكون بعض الأشياء رائعة بعد بضع سنوات من الآن .
شيماء : نعم وأنت تقول إنه يجب تجنب الوقوع في فخ الجمود العقلي أي أننا يجب أن نكون منفتحين على التفكير بشكل مختلف ، ما هي نصائحك للقيام بذلك ؟
Rowan Gibson : أعتقد أن هذا هو الهدف من الكتاب وهو التفكير بشكل مختلف في الأشياء بشكل منهجي ، عليك أن تتدخل في أنماط تفكيرك ويجب أن تكون مستعد للقول "حسناً ، دعنا نحاول كسر بعض أنماطنا ، الأشياء التي كنا نقوم بها منذ فترة طويلة مع تحديد كيف يكون ذلك" .
التاريخ علمنا أنه لا شيء ينجح إلى الأبد ، لذلك أعتقد أن الأمر يتعلق بقول "أنظر ، دعونا لا نترك الأمر للصدفة ، دعونا نولد بإستمرار أفكار تغذي عملية الإبتكار لدينا" .
وأنا أفعل هذا مع الشركات ، لذلك لدينا فرق تتحدى الحكمة والإفتراضات التقليدية في الصناعة أو في الشركة ولدينا فرق تعمل على تسخير الإتجاهات والنظر في ما يحدث في العالم ومحاولة فتح عقولنا لطرق جديدة للقيام بالأشياء ؛ الفرق التي تحاول الإستفادة من موارد الشركة أو موارد الآخرين بطرق جديدة .
الفرق التي تبحث بإستمرار عن إحتياجات العملاء حتى لا نقع في الجمود العقلي والمعرفي الذي يجعلنا نفكر بطريقة معينة لفعل الأشياء إلى الأبد .
عزيزى القارىء ، أنت تقرأ - مقابلة مع الخبراء المقدمة من مهنة سعيدة
شيماء : حسنًا ، في العدسة الثانية وهي تسخير الإتجاهات ، ما الذي يمكّنا من تحديد الإتجاهات المفيدة والإستمرار معها ؟
Rowan Gibson : حسنًا ، أعتقد أن كل الإتجاهات موجودة وواضحة لكن الكثير منا يميلون إلى تجاهل الأشياء وبسبب هذا الجمود الذي نحن فيه نقول لأنفسنا "حسناً ، نحن ناجحون جداً" ونضع رؤوسنا في الرمال ونواصل العمل .
تعلمنا أن هذه الطريقة لا تنجح ، لذلك نحن بحاجة للإنفتاح على أشياء جديدة مثلما فعل الكثير ممن غيروا قواعد اللعبة مثل ستيف جوبز مع جهاز iPod .
وإذا عدت بالزمن للوراء وفكرت في النمو الهائل للإنترنت الذي إستغله جيف بيزوس الرئيس التنفيذ لمتجر أماوزن ، ستجد أن عدد الذين تفاعلوا مع هذا النمو قليل جداً .
- كم عدد الذين قالوا إستغلوا الفرصة ؟
- ما نوع نموذج العمل في سياق كل هذا النمو الهائل ؟
- ماذا يمكنني أن أفعل ؟
- ما نوع النشاط التجاري الذي يمكنني إنشاؤه للإستفادة من ذلك أو إستغلال فرصة التجارة الإلكترونية ؟
لذلك أعتقد أن الإتجاهات موجودة إذا كنا على إستعداد لرؤيتها والخروج لمعرفة ما يحدث في العالم ويوجد لدى الكثير من الشركات الموجودة في العالم لإكتشاف ما يحدث حولنا .
ولدينا مواقع علي الإنترنت جيدة بشكل لا يصدق هذه الأيام مثل Trendwatching.com ، Trendhunter.com كما لدينا مؤتمرات عن إتجاهات الصناعة ، لذلك أعتقد أننا إذا بذلنا جهد كافِ ، سنرى هذه الإتجاهات .
الأسئلة التي تدور في ذهني هي :
- هل أنت مستعد لفعل أي شيء تجاه هذه الإتجاهات ؟
- هل أنت على إستعداد لركوب هذه الموجة أم أنك ستستلقي على الشاطئ وتنتظر تسونامي ليصطدم بك ؟
شيماء : من بين نصائحك لهذه العدسة ، لا تدع المشكلات الداخلية تعميك عما يحدث في العالم الخارجي ولكن في نفس الوقت بالطبع يجب ألا نغمض أعيننا عن الأداء اليومي أو التشتت بالقضايا الخارجية .
إذن ، ما مدى صعوبة إيجاد قادة هذا التوازن ؟
Rowan Gibson : أعتقد أن الأمر صعب للغاية لكنني أعتقد أنه أصعب بالنسبة للبعض أكثر من البعض الآخر وما أحصل عليه هناك هو أن هناك مستويات مختلفة في المنظمة .
لذلك لدينا قيادة ولدينا إدارة متوسطة وعادة ما يكون المدراء المتوسطون مشغولين للغاية بالأمور التشغيلية اليومية ولديهم مقاييس أداء وأرقام للوصول إليها .
يتعلق الأمر كثيراً بالإستمرارية لذلك ، إستمر في فعل ما تقوم به لكن إفعل ذلك بشكل أكثر كفاءة وضخ المزيد لمقاومة الجمود في الأشياء اليومية في المستويات المتوسطة لكن بالنسبة لي .
دور القائد هو أن يكون قادر على الإرتقاء فوق كل ذلك وتسلق أقرب شجرة ومعرفة ما يحدث والتفكير في التغيير .
هل تتذكر إدوارد دي بونو في قبعات التفكير الست ؟
قال ذات مرة "أعتقد أننا بحاجة لنوعين من المديرين ، نحتاج لمديرين للإستمرارية ونحتاج لمديري التغيير" ، أعتقد أن المديرين في المستويات المتوسطة عادةً يديرون الإستمرارية بشكل جيد .
لكنني أعتقد أن دور القائد هو التغيير ولهذا السبب بعض الأمثلة التي ذكرتها مثل إيلون ماسك وريد هاستينغز وريتشارد برانسون ، هم القادة .
القادة هم من يتسلقون تلك الشجرة وينظرون لأسفل ويصرخون للمديرين "مرحباً ، نحن في الغابة الخطأ ، دعونا نتوقف عن شق طريقنا عبر الشجيرات وننتقل لمكان مختلف" وهذا هو جوابي .
دور القيادة هو التفكير في التغيير حيث ربما يكون من في الخطوط الأمامية أمن الوظيفة أكثر تركيزاً على الإستمرارية .
شيماء : لكن الذين يركزون على الإستمرارية ، ربما لا يزال لديهم مجال لتطبيق بعض هذه الأفكار في عملهم اليومي .
Rowan Gibson : نعم ويجب عليهم ذلك تماماً ، أعتقد أن الأمر صعب في مستوى الإدارة الوسطى والدنيا أكثر من الإدارة العليا ولكن يجب على الجميع التفكير في طرق لخلق قيمة جديدة للعملاء والقيام بالأشياء بشكل مختلف وتجربة أشياء جديدة .
هذا ما أريده وأفعله حيث أقوم بتدريس المديرين في المستويات المتوسطة ليكونوا قادرين على مواجهة هذا التحدي المتمثل في تحقيق التوازن بين هذين الأمرين في وقت واحد - الإستمرارية والتغيير .
شيماء : رائع ، العدسة الثالثة هي الإستفادة من الموارد وهنا تشير بشكل خاص لطرق جديدة للإستفادة من الموارد وما هي نقطة البداية الجيدة ؟
Rowan Gibson : أعتقد أن نقطة البداية الجيدة هي معرفة مواردك فعادة أجلس مع مجموعات من الناس وأقول "حسناً ، فكر الآن في كفاءاتك الأساسية كمنظمة" ، أجد أحياناًَ أن الناس لا تعرف المهارات المميزة لمكان عملهم لذلك دعونا أولاً نضع قائمة بهذه الموارد :
- ما هي مهاراتنا الفريدة ونقاط قوتنا الأساسية ؟
- ما هي الأشياء التي نقوم بها بشكل أفضل من الآخرين ؟
- ما هي الأصول والأشياء التي نمتلكها سواء كانت براءات إختراع أو تقنيات معينة أو قيمة إسم علامتنا التجارية ؟
- ما هي مهاراتهم وأصولهم من عملائك ؟
- هل يمكننا العمل معاً على أشياء معينة ؟
- ما هي الأشياء التي تجري ؟
- ما هي الشركات التي تفعل أشياء رائعة أو أشياء تتناسب مع ما نقوم به ؟
- ما هي الأشياء التي يمكن أن نحصل منهم أو الشراكة معهم أو ترخيص بعض منها لصالحنا ؟
- كيف نخلق هذا الوعي فى مؤسساتنا ؟
- كيف يمكننا إعادة التجميع وإعادة توظيف أو إعادة نشر بعض هذه الموارد ؟
شيماء : العدسة الرابعة هي فهم إحتياجات العملاء ، كما ذكرت سابقاً ، هل يتعلق الأمر أكثر بما نعرفه عن إحتياجات العملاء أم عما لا يعرفون أنهم بحاجة إليه ؟ لقد ذكرت شركة Apple في هذه العدسة .
Rowan Gibson : نعم ، أعتقد أننا نحتاج الشيئين معاً ، هناك الكثير من الأشياء التي لم نكن نعلم أننا بحاجة إليها فلم يصرخ أحد من لأنه يحتاج Twitter أو Facebook أو Uber أو Airbnb أو Google Nest ، هذه منظمات ذكية ورائعة لأنها إكتشفت ما لم نعرفه .
لم يصرخ الناس من أجل هذه الأشياء لكن من الواضح أننا كنا بحاجة إليها ، الأمر يتعلق بمحاولة وضع نفسك مكان العميل ورؤية الأشياء من منظور العميل وإذا عدنا للماضي فقد نشعر جميعاً بالإحباط بسبب خدمات سيارات الأجرة السيئة .
أنا كنت محبط من مدى تعقيد وصعوبة المدفئة المعلقة على حائط غرفتي فإعتدت طلب المساعدة من جاري وعمل بعض التغييرات فى الإعدادات ، فلاحظ نفسي أنني كان يمكنني تعلم ذلك منه ولكني لم أفعل ، الكثير منا على دراية ببعض الأشياء لكنه لا يفعلها .
أحياناً لا نفكر في الحلول التي يمكن عملها وعادة نحبس أنفسنا في الأنماط التي ذكرتها ولا يمكننا رؤية طريقة مختلفة للقيام بالأشياء ، لذلك أعتقد أننا يجب أن ندرك إحتياجات العملاء عن طريق الخروج وسؤالهم عن إحتياجاتهم ومحاولة تصميم الحلول التي تخدمهم .
ليس بالضرورة أن تسألهم ولكن فقط تنظر لما يفعلونه وكيف يفعلون ذلك وتكتشف أنماط سلوك العملاء التي تكشف لك عن بعض الإحتياجات الغير الملباة .
أتذكر أحد الشركات كانت تبيع مواد عازلة على شكل لفائف طويلة وعندما خرجوا ونظروا للطريقة التي يستخدمها البناؤون ، وجدوا أن البناة يقطعونها إلى شرائح .
لذلك فكروا في بيعها على شكل شرائط بأحجام مختلفة لتسهيل العمل عليهم ولكن هذا كله تم من خلال الخروج والنظر لما يفعله الناس على أرض الواقع .
شيماء : في الكتاب قمت بتضمين أحد شعارات شركة أمازون وهو إذا لم تستمع لعملائك فستفشل ولكن أري أننا إذا إستمعنا لعملائنا فقط ، سنفشل أيضاً ، فهل يمكنك توضيح هذه الفكرة للمستمع ؟
Rowan Gibson : نعم ، إذا خرجنا وسألنا عملائنا بملء الإستبيانات أو جمع آرائهم بشكل ما ، أحياناً نجد بعض الأشياء المفيدة ولكن كثيراً سيقول العميل "إجعلها أرخص وأسرع" لأننا جميعاً سجناء تجربتنا الخاصة .
لذلك ، العميل هو أسير تجربته وهم ونحن جميعاً ضحايا تجاربنا حيث نرى الأشياء بطريقة معينة ولا يمكننا تصور أي طريقة أخرى للقيام بالأشياء .
لذلك أعتقد أنه يجب علينا تحقيق التوازن الصحيح ، أعلم أنه كانت هناك شركة رائعة في أيرلندا تسمى Superquinn ، كانوا سوبر ماركت وإلتقيت بالمؤسس والرئيس التنفيذي للشركة وقد قام بعمل رائع في الإستماع للعملاء .
قالت له إحدى الأمهات "من المحبط للغاية التسوق مع أطفالي" فقام بعمل ركن للأطفال Kids Area هناك ونلاحظ ذلك ايضاً في IKEA .
وقالت أخري "أكره عندما أصل إلى ساحة الدفع وهناك كل هذه الحلوى ويقفز طفلي لأعلى ولأسفل ويصرخ في وجهي قئلاً ، أريد شراء حلوي ، أرجوك هل يمكن إزالته من باب الخروج؟" فقال "نعم يمكنك بالرغم من أن الجميع أخبره أنه مجنون .
هناك مواقف ومناسبات يجب الإستماع لعملائنا وأخري لا يجب الإنصات فيها لأنه قد تكون هناك طريقة أفضل بكثير للقيام بالأشياء .
شيماء : بعد سماع العدسات الأربع ، أشعر أنه يجب أن يكون لدينا شرارة من الإبداع أو البراعة في الحصول على الأفكار الجديدة الرائعة وكما تعلم أن البعض أفضل من غيرهم في التفكير خارج الصندوق نتيجة مستوى التعليم أو التربية أو أي شيء آخر .
Rowan Gibson : هذا صحيح ، سيكون هناك دائماً مبدعين بطبيعتهم عن الآخرين لسبب أو لآخر ، فإذا عملتي فى وكالة إعلانات أو وكالات الموضة ، ستجدين أنها مليئة بالمبدعين .
أعتقد أن الرسالة الحقيقية في الكتاب هي أنه يمكننا جميعاً تحسين مهاراتنا الإبداعية ولا ينبغي أن نفكر أننا لسنا مبدعين أو أن الإبداع فطرة أو موهبة لأنني إندهشت من الإبداع الذي رأيته من أشخاص تفكيرهم عادي ولا يظنون أنهم مبدعين .
وجدت مبدعين في الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات والتمويل يخرجون بأفكار إبداعية أكثر من المسوقين والباحثين والمطورين خاصة إذا كانوا يأتون بالأشياء من منظور مختلف تماماً عن اللذين يعملون فى مجال الإبداع .
كنت مدير إبداعي لوكالة إعلانات وكان لدينا حفلة الكريسماس في نهاية العام وكانت الفكرة هي تقسيم الوكالة إلى 5 شركات صغيرة بين 5 أشخاص ,أنا كنت واحد منهم ويجب أحصل على الخمس .
كنت آمل أن أحصل علي أفضل الأشخاص المبدعون من نيويورك ولندن وسيدني لكن أعطوني منظفات الشركة وقالوا "معك فريقك" ففكرت وقلت "حسناً ، دعونا نجتمع علي فكرة" .
جلست مع فريق العمل وخلال 5 دقائق توصلنا لفكرة كان لها نجاحاً كبيراً ، لذلك إذا منحت الآخرين الفرصة لإبراز عبقريتهم ، يمكن لأي شخص على هذا الكوكب أن يكون مبدع .
شيماء : في كتابك ، تقدم للقراء 8 خطوات للوصول إلى الإختراق - بإختصار ، هل يمكن أن تخبرنا عن ذلك ؟
Rowan Gibson : نعم ، هذا يعتمد فقط على الرؤية وما يمكنك فعله بشكل منهجي وكيف فعل المبتكرون العظماء ذلك في الماضي ، كنت أدرس العملية الإبداعية لأكثر من 100 عام وتوصلت من خلال أبحاثي إلى عملية لها 8 خطوات محددة وهي :
1. ضع إطار للتحدي
ضع إطار محدد عن الذي تريد معالجته ثم ركز أنت وفريقك على تنفيذ هذا الإطار .
2. إبحث في الموضوع
أنت لا تريد التخلص من كل شيء تم القيام به من قبل ، لذلك تعلم من عمل الآخرين واعرف ما تم فعله أو ما تم القيام به في الماضي .
3. الإنغماس في المشكلة ومحاولة إستكشاف الحلول الممكنة
إفتح عقلك لما يمكن فعله .
4. الحواجز التي ستقابلك
حاول التغلب دائماً علي العوائق التي ستقابلك وإسأل المختصين عن حلول من خلال قراءات أو إستشارات .
5. الإسترخاء
إجعله يقوم بإحتضان عقلك والسماح للعقل اللاوعي بالسيطرة والإنفتاح إلى رؤى جديدة .
6. توصل لرؤية جديدة تغير وجهة نظرك بشكل أساسي
وإستخدم هذه الرؤية كمحفز أساسي لبناء فكرة جديدة .
7. قم بالإتصال بأفكار ومفاهيم ومجالات مختلفة جديدة
8. إختبر هذه الفكرة وتحقق منها لمحاولة جعلها تعمل
هذا هو المكان الذي تدخل فيه كل التجارب أو النماذج الأولية .
شيماء : كم مرة رأيت هذه العملية المكونة من 8 خطوات تعمل وما الذي يجعلها تعمل بسلاسة ؟
Rowan Gibson : فعلت ذلك في 60 دولة مع مئات الشركات وآلاف الأشخاص ووجدت أن هذه العملية تأخذ وقت طويل ولهذا السبب أطلقت على الكتاب إسم "أداة قوية للتفكير الإبداعي" فأنا أعطيت الناس أداة تعزز القدرات الطبيعية بأكثر طرق روعة حول العالم .
عندما حاولت مساعدته في الحديقة قال لي "دع الأداة تقوم بالعمل" وأعتقد أنه ربما يكون أكبر شيء تعلمته من والدي وهذا صحيح "دع الأداة تقوم بالعمل" وهذه الأداة فعلاً تعمل من خلال الـ 8 خطوات .
شيماء : أخيراً ، هل يمكنك تلخيص الطرق الفعالة التي يمكن للمديرين من خلالها العمل مع العدسات الأربع ؟
Rowan Gibson : بالتأكيد ، الكلمة الرئيسية هنا هي "العمل بشكل منهجي" لذلك لا تترك الأشياء للصدفة ولا تجلس علي الطاولة وتقول "حسناً ، دعنا نطرح الأفكار" لأن كل ما ستحصل عليه هو الأفكار المملة ، لذلك إستخدم العدسات بشكل منهجي .
قسم فريق العمل إلي 4 أجزاء :
- فريق تحدي العادات والتقاليد .
- فريق تسخير الإتجاهات .
- فريق الإستفادة من الموارد بطرق جديدة .
- فريق إحتياجات العملاء
ثم أعطيهم مجموعة من التمارين التي توسع تفكيرهم للإفكار الجديدة وتمكنهم من إستخدام العدسات الأربعة للنظر للعالم و المواقف و المشكلات بشكل منهجي ، عبر هذه الأسئلة :
- من نخدمه ؟
- ماذا نقدم ؟
- كيف نقدمه ؟
- كيف نذهب للسوق ؟
- كيف نميز أو نركز على منتج معين أو خدمة معينة ؟
- كيف يمكننا تقليل النفايات التي تضيع الجهد والوقت والموارد وتقليلها إلى الصفر ؟
إستخدمنا العدسات الأربعة في شركة شوكولاتة كبيرة وإجتمعنا لمدة يومين وحللنا المشكلة برمتها وبعد تحديد النفايات وخفضها لصفر ، إستخدامت العدسات الأربعة للتوصل لأفكار جديدة .
لذلك إستخدم العدسات الأربعة بشكل منهجي وطور رؤى جديدة بإستخدام العدسات ثم تحطيمها معاً وأنظر إذا كان بإمكانك ذلك ، هذه الأفكار تولد فكرة أو فرصة جديدة رائعة وهذه هي الطريقة التي أفعل بها الأشياء (المنهجية) .
شيماء : شكراً جزيلاً لانضمامك إلينا اليوم يا روان .
Rowan Gibson : لقد كان من دواعي سروري شيماء ، شكرا لك .
شيماء : اسم كتاب روان "العدسات الأربعة للابتكار : أداة قوية للتفكير الإبداعي" يمكنك شراءه من موقع أمازون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
#مهنة_سعيدة