مرحباً بكم في حلقة جديدة من بودكاست مهنة سعيدة ، أنا هايدى ، في البودكاست اليوم ، الذي يستمر حوالي 15 دقيقة ، نلقي نظرة على "ملخص كتاب الذكاء الإبداعي Creative intelligence لتسخير القوة للإنشاء والتواصل والإلهام" تأليف Bruce Nussbaum .
نحترم جميعاً المبدعين سواء رسامين أو شعراء أو موسيقيين أو ممثلي الكوميديا لأنهم إستحوذوا على خيالنا وجعلونا نتخيل ونضحك ونبكي كما أنهم يجعلون حياتنا أفضل بأعمالهم الفنية أو الأغاني أو العروض أو التصميمات أو الإختراعات .
الإبداع لا يقتصر علي قلة مختارة من الناس ولا يتعلق فقط بالتألق أو العزلة عن العالم ، فنحن جميعاً مبدعون حتى لو لم نكن نرى أنفسنا كذلك ، الإبداع غالباً يكون نتيجة الدراسة المنظمة والعمل الجاد والجهد التعاوني وهو في متناول الجميع .
كتاب Creative Intelligence: Harnessing the Power to Create, Connect, and Inspire يقول أننا يمكننا الإستفادة من قوتنا الإبداعية ويقول أن الإبداع نهج رائع في الأوقات المضطربة لأنه يساعدنا على خلق الفرص .
خلق الفرص لأنفسنا وللآخرين هو ما يدور حوله هذا "كتاب الذكاء الإبداعي" والهدف منه هو مساعدة القراء على إطلاق العنان لإمكاناتهم الإبداعية وتطبيقها بطريقة تساعدهم على الإزدهار كأفراد أو أعضاء في مؤسسات في عالم سريع التغير .
الذكاء الإبداعي له هدف طموح وهو تمكين الناس من إستخدام إبداعاتهم للعثور على الترياق لبعض المشكلات الإقتصادية والإجتماعية والبيئية التي نعيشها اليوم ، إنه يدعو لنموذج إقتصادي جديد ومبدع .
لمن كتاب الذكاء الإبداعي Creative intelligence ؟
كتاب Creative Intelligence يستهدف سوق واسع ويقدم نصائح لها صلة بالحياة الشخصية والمهنية لكننا نعتقد أنه سيكون أكثر أهمية للذين يحتاجون إلى الإبتكار في عملهم أو الذين يتطلعون لإطلاق شركة ناشئة أو تطويرها .
ربما تكون فرد أو عضو في فريق الشركة ولديك فكرة لمنتج أو خدمة جديدة وتتساءل عن طرق طرحها في السوق أو ربما تكون الرئيس التنفيذي لشركة كبيرة وتكافح من أجل الإبتكار وتحتاج لتدفق الأفكار الإبداعية لموظفيك .
ربما يكون تم تسريحك وتبحث عن إتجاه جديد أو ربما تكون خريج حديث ملئ بالطاقة الإبداعية وتبحث عن طريقة لتوجيه هذه الطاقة لمهنة سعيدة وناجحة .. هذا الكتاب سيساعدك على القيام بذلك .
يظهر لنا كتاب الذكاء الإبداعي Creative Intelligence كيف حققت الشركات العملاقة العالمية المتطورة مثل Apple و Google و Facebook نجاحها ويشرح طريقة بناء رواد الأعمال الصغار شركات عالمية وهم مرتاحون في منازلهم ويظهر الخطأ الذي يمكن أن يحدث إذا لم تستفيد من قوة الإبداع أو رفضت الإبتكار .
مؤلف الكتاب لديه خبرة كبيرة يمكننا الإستفادة منها في مناقشات الإبداع والإبتكار ، بروس نوسباوم مساعد محرر إداري سابق لمجلة Business Week حيث بدأ تغطيتها لجائزة International Design Excellence السنوية وإستبيان الشركات الأكثر إبتكاراً في العالم .
بروس نوسباوم أستاذ الإبتكار في مدرسة Parsons للتصميم ومؤسس قناة الإبتكار والتصميم على الإنترنت ومجلة الإبتكار التي تصدر كل 3 شهور وهو كاتب حائز على جوائز ومدون غزير الإنتاج .
لذلك ، إستمر في الإستماع لمعرفة طرق الحصول على المعرفة التي تحتاج إليها لبدء عملك وطريقة عمل مساحة يمكن أن يحدث فيها السحر الإبداعي ولماذا أصبح صنع الأشياء وبيعها أصعب من الماضي .
يذكر Bruce Nussbaum في هذا الكتاب 5 كفاءات إبداعية تساعد الناس على التعلم أولاً ثم معرفة طرق الإبداع ثم طرق تحويل هذه الإبداعات لمنتجات أو خدمات تحقق ربح وتغير الحياة للأفضل .
1. التنقيب عن المعرفة .
2. ممارسة إكتشاف ما هو ذو مغزى للناس من خلال البحث الفعال والمستهدف .
3. التأطير وهو ما يعني فهم وجهة نظرك وتغيير تركيزك إذا لزم الأمر .
4. اللعب الذي يتضمن إدخال فكرة الألعاب في عمليات إبداعية .
5. الصناعة الذي يحتفل ببناء الأشياء بدلاً من التفكير ووضع الإستراتيجيات والتمحور وهي الخطوة الحيوية بين إبتكار فكرة وتحويلها لواقع .
الجزء الأكبر من هذه الكتاب يركز علىي هذه المفاهيم الخمسة ويشرح طريقة عملها كما يروي قصص عن الشركات والذين تبنوا النجاح .
إستخدام دراسات الحالة التي بها أسماء مثل Steve Jobs أو Mark Zuckerberg مؤسس Facebook ، يجعل الكتاب في متناول القراء ويحافظ على إهتمامهم .
يتنقل المؤلف من صناعة إلى أخرى ومن التاريخ الذي ألف فيه هذا الكتاب إلى يومنا هذا من خلال علم النفس وعلم الإجتماع والنظرية الإقتصادية ، لذلك هناك الكثير لتتعرف عليه .
من الواضح أنه أجرى أبحاث كثيرة لكن نصائحه في زيادة الإبداع وتسخيره ليعمل لصالحنا ، يضيع أحياناً بين الحقائق والأرقام والحكايات الكثيرة التي ذكرها فى الكتاب .
لذلك إذا كنت تبحث معلومة عملية بها خطوات محددة لتنفيذها ، فقد ينتهي بك الأمر بالإحباط لكن مع ذلك ، النصائح ودراسات الحالة التي يقدمها المؤلف في الكتاب مفيدة جداً .
المؤلف يقدم بعض الأفكار المثيرة للإهتمام التي ربما لم ترها في أي مكان آخر كما أن نظرياته ونصائحه مدعومة بخبرة واسعة في هذا المجال ، المؤلف صوت موثوق فيه والكتاب مكتوب بأسلوب جذاب ، لذلك دعونا نلقي نظرة على أفكار المؤلف .
الفصل الأول يتضمن مفاهيم الماضي للحصول على الإلهام في المنتجات أو الخدمات الجديدة ومحاولة معرفة ما هو غير موجود والبحث عن أفكار كما أنه يدافع عن فوائد التعمق في ثقافة أو سوق أو إستكشاف موضوع لفترة طويلة بما يكفي لإثارة الإبداع .
يوضح هذه النقطة بدراسة حالة لشركة التكنولوجيا الصينية Lenovo التي واجهت منافسة شديدة في أوائل الألفينات من IBM و Dell و HP ، التي كانت تقدم أسعار منخفضة وكذلك منتجات مصنوعة في الغرب وتحظى بتقدير كبير من الجيل المستهلكين الجديد في الصين .
لإستعادة حصتها في السوق ، إستأجرت Lenovo شركة Ziba Design الإستشارية للإبتكار والتصميم المتعددة الجنسيات ومقرها في Portland بولاية Oregon لمساعدتها على تقييم قاعدة المستهلكين الجديدة وتصميم المنتجات وفقاً لذلك .
كان هدف Ziba هو مساعدة Lenovo في المنافسة ليس فقط من حيث التكلفة والمكانة ولكن أيضاً على القيمة والمعنى وللقيام بذلك ، كانت بحاجة للدخول في رؤوس المستهلكين المحتملين .
قبل مغادرته إلى الصين ، ملأ فريق من المصممين والباحثين التابعين لـ Ziba غرفة بالثقافة الصينية من الموسيقى والمجلات والملحقات اليومية مثل المحافظ والهواتف المحمولة بالإضافة إلى طلاب التبادل الصينيين وكانت هذه المرحلة الأولى من عملية التعمق .
بمجرد وصولهم إلى البلاد ، قضى الفريق شهر يتعمق في الثقافة الصينية في 3 مناطق مختلفة :
1. ركوب الدراجات والحافلات والقطارات .
2. تناول الطعام .
3. الغناء في بارات الكاريوكي .
كل ذلك حدث مع الصينيين الأصليين حيث إستعانت الشركة بمتطوعين صينيين وطلبت منهم تصوير أوقات عملهم وأوقات فراغهم واللحظات التي يستخدمون فيها التكنولوجيا كجزء من روتين حياتهم .
أخذت Ziba جميع المعلومات التي جمعتها إلى بورتلاند وحللتها وتوصلت إلى 5 مجموعات متميزة من المستهلكين ، بإحتياجات وطرق مختلفة لإستخدام التكنولوجيا ثم عملت الشركة مع Lenovo لقياس حجم كل جزء من هذه الاجزاء في السوق .
أنتجت Lenovo في النهاية 3 منتجات جديدة لتلبية الإحتياجات الفريدة لهذه المجموعات ونجحت إستراتيجية التعمق وزادت Lenovo من حصتها السوقية من أجهزة الكمبيوتر الصينية وفي عام 2012 كانت متقدمة على المنافسين Acer و Dell و HP .
أحببنا بعض الطرق المبتكرة التي أجراها باحثو Ziba في السوق الصينية وبالرغم من أنه من الواضح أن هذا النوع من المشاريع يتطلب موارد ضخمة ، إلا أنه يمكن تكراره على نطاق أصغر وأحياناً قد يكون الحصول على دراسة بسيطة أو تعلم المزيد عن أمر ما ، كافِ لإثارة الإبداع كما يقول المؤلف .
دعونا نلقي نظرة الآن على مفهوم اللعب
يتعلق الأمر برمي القواعد جانباً والسماح لروحك بالتجول بحرية وإزالة الحدود والأعراف الإجتماعية التي غالباً تحد من تفاعلاتنا مع الآخرين وتمنعنا من أن نكون أنفسنا الحقيقية .
كيف تخلق البيئة المناسبة لحدوث ذلك ؟
إذا رغبت في تمكين زملائك أو موظفيك من اللعب وتعزيز إنتاجهم الإبداعي ، فهناك عدد من الإرشادات التي يمكنك إتباعها كما يقول المؤلف .
أولاً : من المهم بناء أو تخصيص مساحة فعلية بعيداً عن نشاط العمل العادي حيث يمكن للمشاركين نسيان مهامهم اليومية والإبتعاد عن الإلتزامات الروتينية فى العمل .
ثانياً : عليك تعيين بعض المعايير - ربما كيف ومتى يتفاعل الأشخاص مع بعضهم البعض أو الحدود الزمنية ، عندما تقم بتعيين هذه المعلمات ، تأكد من تحقيق التوازن الصحيح بين الهيكل والحرية .
ثالثاً : عليك التفكير جيداً قبل إختيار الذين فريقك فالثقة عنصر أساسي وبدونها لن تتدفق تلك الأفكار الإبداعية حيث يحتاج اللاعبون إلى الشعور بالحرية للتعبير عن آرائهم والسقوط على وجوههم وإرتكاب الأخطاء والتعلم منها .
إذا تمكنت من فهم هذه العناصر الثلاثة بشكل صحيح ، ستنشئ دائرة سحرية - بيئة تتدفق فيها الطاقة الإبداعية ويخرج اللاعبون بمنتجات أو أفكار مبتكرة للخدمات .
شركة Apple سيدة الدوائر السحرية وفن اللعب حيث تعبر لنا منتجاتها عن منح المصممين حرية اللعب وتعديل المنتجات دون الحاجة لعملية مراجعة رسمية .
يظهر الراحل ستيف جوبز وشركته بشكل متكرر في هذا الكتاب لكن المؤلف يوازن بين الأشياء التي ذكرها مع الإشارة للمبتكرين الناجحين الآخرين في الولايات المتحدة وخارجها .
ولكن ماذا لو لم تعمل لدى شركة عملاقة مثل Apple أو أنك ترغب في إنشاء شيء ما ؟
في الفصل الخاص بالصناعة ، يقول المؤلف أن التكنولوجيا ومنصات المبيعات الجديدة عبر الإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعي والسوق المزدهر للمنتجات محلية الصنع يعني أنه من السهل تحويل الفكرة لشيء ملموس وطرحها في السوق .
مع التغيرات التي طرأت على الإقتصاد العالمي في السنوات الأخيرة والوضع الحالي لسوق الوظائف العالمي والرغبة في مزيد من المرونة في حياتنا المهنية ، بدأنا الكثير منا أعماله التجارية الخاصة .
وفي رد فعل عنيف ضد العولمة وإحتكار الشركات ، يسعد العديد من المستهلكين اليوم بالشراء من الشركات الصغيرة والأفراد .
للإستفادة من هذه البيئة ، تحتاج أولاً إلى تحديد فجوة في السوق
قد يبدو هذا معقد ولكن أحياناً كل ما عليك القيام به هو إلقاء نظرة حول منزلك أو الإستفادة من مشاعرك وتجاربك وهذا ما فعلته Amy Turn Sharp وزوجها Joe عندما إستدعوا صانع ألعاب لصنع لعبتين لأبنائهما الصغار خوفاً من إحتوائهما على طلاء به مادة الرصاص .
كان جو لاعب رئيسي فى الأمر وإيمي كان لديها خبرة في إعادة التصميم والتسويق من بيع المنازل القديمة في كولومبوس بولاية أوهايو ، لقد جمعوا مواهبهم لإنتاج مجموعة من ألعاب الأطفال الخشبية الطبيعية وأسسوا شركة Little Alouette .
مع نمو أعمالهم ، إستفادوا من المنصات علي الإنترنت لتوسيع مبيعاتهم ثم إستخدموا وسائل التواصل الإجتماعي بما في ذلك Twitter و Facebook و Tumblr للتوسع .
يبيعون الآن الألعاب الخشبية المصنوعة من الأخشاب وبيعها للأصدقاء والجيران والعملاء في فرنسا والبرازيل وكندا والصين .
من خلال منصات المبيعات عبر الإنترنت مثل eBay و Amazon ومنصات مشاركة الفيديو مثل YouTube ومجموعة كبيرة من أدوات الوسائط الإجتماعية العالمية .
بالرغم من عدم نجاح جميع المشاريع الريادية ، إلا أننا نحب تفاؤل المؤلف هنا ونعتقد أن الفصل الخاص بالتصنيع والفصل الخاص بالتركيز سيكون مفيد بشكل خاص لرواد الأعمال المحتملين .
يهتم المؤلف بالصورة الكبيرة ويقول إنه من الضروري أن نستفيد جميعاً من ذكائنا الإبداعي إذا أردنا حل بعض المشاكل الكبيرة في عصرنا ويقترح تكملة مقياس الذكاء القياسي CQ ويقترح كيف يمكننا قياس ذلك .
يجادل الكاتب بأننا بحاجة لبناء أنظمتنا الإقتصادية على الإبتكار ويقول إنه يجب على الحكومات تعزيز الإبداع في الفصول الدراسية وكذلك تعزيز المشاريع الريادية في عالم الأعمال .
حجج المؤلف ليست أصلية تماماً لكنها مثالية بعض الشيء في بعض الأماكن لكنه بالتأكيد يقدم حجة قوية جداً لفوائد إطلاق إمكاناتنا الإبداعية وتوجيهها إلى شيء يكافئنا مالياً ويجلب لنا الرضا لخدمة الإقتصاد العالمي .
وصلنا لنهاية حلقتنا من ملخصات الكتب الإبداعية ، يمكنك شراء كتاب Creative Intelligence: Harnessing the Power to Create, Connect, and Inspire من أمازون ، كانت معكم هايدى من فريق مهنة سعيدة .
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذف