كيف تصنع خيارات أفضل في الحياة والعمل
ملخص كتاب "Decisive" او الحاسم بقلم الأخوة "Chip Heath" و"Dan Heath" ، فكر في عدد القرارات التي تتخذها كل يوم منذ لحظة إستيقاظك حتى الإستسلام إلى النوم ، بعض هذه الأشياء ليست مهمة وقد تصنعها دون تفكير لكن العديد منها مهم وبعضها يؤثر على حياتك وحياتك المهنية ومؤسستك للغاية .
المشكلة هى أن معظمنا ليس جيد في إتخاذ القرارات فنحن نتألم لإختياراتنا وندعمها بالسلبيات ، نحن نتخذ قرارات غير عقلانية ونترك عواطفنا تؤثر على إختياراتنا ونرى المواقف بتحيز لمصالحنا التي يمكن أن تقودنا إلى الضلال .
"الكتاب الحاسم" كتاب تمهيدي عن طرق إتخاذ قرارات أفضل في حياتك ومهنتك ويخبرنا تجنب فخاخ صنع القرار الشائعة التي يمكن أن نقع فيها جميعاً .
مثال
يقول Benjamin Franklin أننا عندما نتخذ قرار مهم ، يظهر لنا مجموعة من المؤيدين والمعارضين ، فيجب علينا فى أى قرار أن ننشىء قائمة بالإيجابيات وقائمة بالسلبيات المتعلقة بالقرار ثم نقوم بشطب العوامل التي لها نفس الوزن أو الأهمية ومن الأفضل أن يبقى أحد جانبي القائمة أطول من الآخر ، الطريقة تبدو بسيطة وفعالة .. أليس كذلك ؟
يقول المؤلفان أن هذه التقنية الشائعة معيبة للغاية لأنها تعتمد على ما يسمونه الإطار الضيق أو Narrow framing حيث تظهر الأبحاث أنه عندما نستخدم هذه التقنية ، فإننا نعتمد على التحيزات الشخصية التي تحرف قدرتنا على إتخاذ قرار جيد وهذا الكتاب ينقد هذه الطريقة ويعلمك إستراتيجيات عملية للتغلب عليه .
عن المؤلفان
عن كتاب Decisive
كتاب Decisive مليء بالمراجع ودراسات الحالة التي تمتد عبر تاريخ البشرية ، الكتاب يمكن أن يؤدي بك إلى بعض المناقشات الشيقة مع زملائك أو مديرك أو عملائك وتعمل الإستراتيجيات والأبحاث التي تتعلمها هنا على تغيير الطريقة التي تتخذ بها قراراتك وتساعدك على إتخاذ قرارات أفضل للآخرين .إستمر فى القراءة لمعرفة خطأ شائع قد ترتكبه في قراراتك وكيف يمكن تساعد التوقعات المضادة مؤسستك على إتخاذ قرارات أفضل والسؤال الذى يمكنه وقف المشاحنات وجعل الجميع يعملون معاً .
يعتمد الكتاب على عملية إتخاذ القرار المكونة من 4 خطوات والتي تسمى W.R.A.P وكل خطوة من هذه الخطوات لها قسم خاص في الكتاب مليء بالإستراتيجيات والنصائح :
- Widen Your Options = توسيع خياراتك
- Reality Test Your Assumptions = إختبار الواقع في إفتراضاتك
- Attain Distance Before Deciding = قياس المسافة قبل إتخاذ القرار
- Prepare to Be Wrong = الإستعداد لتكون مخطئ
الكتاب يبدأ بأدلة عن مدى سوء البشر في إتخاذ القرارات ثم يتحدث المؤلفان بعد ذلك عن الأشرار الأربعة أو الأخطاء الشائعة التي تعرقل عملية إتخاذ القرار الجيد ، كل ذلك لنتوصل إلى إستنتاج سريع للموقف ثم يبحثون عن المعلومات التي تدعم هذا الإعتقاد وهذا ما يسمى تأكيد التحيز أو الإنحياز التأكيدي Confirmation bias .
مثال على تأكيد التحيز
في ستينيات القرن الماضي ، كانت المعلومات غير واضوحة عن الآثار الضارة للتدخين حيث أظهرت إحدى الدراسات أن المدخنين كانوا مهتمين بقراءة مقال بعنوان "التدخين لا يؤدي إلى سرطان الرئة" أكثر من إهتمامهم بقراءة مقال بعنوان "التدخين يؤدي إلى سرطان الرئة" ، ببساطة ، يهتم الكثير منا بالمعلومات التي تؤكد شئ نعرفه أو نريد تصديقه .
يبدو أننا نجمع البيانات لكننا نبحث عن المعلومات التي تدعم مواقفنا الموجودة مسبقًا حتى لو لم ندرك أن هذا ما نفعله ويقول أحد الباحثين أن الإنحياز التأكيدي أكبر مشكلة فردية في مجال الأعمال لأنه حتى كبار القادة يفعلون ذلك .
ثم يتطرق المؤلفان إلى العيوب الأربعة الرئيسية أو الأشرارالأربعة في إتخاذ قراراتنا ويدعمنها بأبحاث مثيرة للإهتمام لنرى كل هذه العيوب في الحياة الواقعية .
تكتشف سبب اتخاذ Intel القرار الصحيح للخروج من رقائق الذاكرة ولماذا استسلمت شركة Decca Records للثقة الزائدة عندما مروا بتوقيع البيتلز في وقت مبكر من حياتهم المهنية .
تكتشف أيضًا سبب إصرار فرقة موسيقى الروك Van Halen المنحلة على عدم وجود حلوى M و M بنية اللون في الكواليس كان في الواقع خطوة رائعة لضمان سلامتهم على المسرح أثناء العروض .
4 خطوات لتحسين عملية إتخاذ القرار
الخطوة الأولى - توسيع خياراتك
يبدأ المؤلفون بشرح الشرير الأول وهو الإطار الضيق الذى يظهر فى المواقف أو عند إتخاذ القرارات و يظهر فى أننا لا نستكشف الخيارات أو الإعتبارات الأخرى لأننا ننظر فقط إلى الركن المضىء ونقوم بتضييق نطاق خياراتنا وغالباً لا ندرك أننا نقوم بذلك .
أمضى أحد الباحثين 30 عام في جمع وتحليل قرارات العمل بعناية ونشر النتائج عام 1993 التى أظهرت أن الناس تنظر فى البدائل بديل بنسبة 29٪ فقط من وقتهم .
غالباً تسعى فرق العمل إلى إختيار خيار واحد فقط وتجاهل سؤال "هل هناك طريقة أفضل؟" التى غالباً ما نتجاهلها وهذا هو سبب أهمية توسيع خياراتك .
مثال
تخيل أنك تشتري سيارة وتحاول الإختيار بين موديل قديم وحديث لكن الحديث أعلى بنسبة 15% فقط وأنت محتار فى البحث بين المميزات والجودة وقوة المحرك وما شابه ولا تستطيع تحديد الموديل الأفضل بالنسبة لك .
تخيل أن مندوب المبيعات يقول "هل تفضل الحصول على سيارة أجمل قليلاً أم تفضل سيارة إقتصادية وبها مساحة تكفى عائلتك لإجازة ممتعة؟" ، هذا السؤال قام بتوسيع خياراتك للنظر في الأشياء التي لم تكن جزء من المعادلة منذ لحظة واحدة .
يمكنك أيضاً إستخدام إختبار خيارات التلاشي Vanishing Options Test
للنظر في المزيد من الخيارات ، تخيل أنه لا يمكنك تحت أي ظرف من الظروف إستخدام الخيارات التي فكر فيها حالياً وإسأل نفسك ، ماذا يمكننى أن أفعل أيضاً ؟
عندما تسمع عبارات مثل "لا أعرف ما إذا كنت سأفصل مساعدي أم لا" أو "لست متأكد مما إذا كنت سأقدم طلب لهذه الترقية أم لا" في أفكارك أو محادثاتك ، أنظر إليها كعلامة حمراء وإستخدم إحدى هذه الاستراتيجيات .
الخطوة الثانية - إختبر إفتراضاتك فى الواقع
أحد الأخطاء الكبيرة التي يرتكبها الكثير منا هى أننا نتجنب الخلاف أو الشك خاصة فى العمل تحت الضغوط فتلاحظ أن هناك ضغط للتوافق مع قرار المدير العام وعدم الإنتقاد أو إثارة المخاوف لكن عدم وجود خلاف يمكن أن يؤدي بالمنظمات إلى إرتكاب بعض الأخطاء المكلفة جداً .
للتغلب على ذلك يجب تعيين القليل من أفراد الفريق ليكونوا مدافعين عن الشيطان
حيث تكون وظيفتهم الوحيدة هي رفع دعوى ضد قرار مقترح ، هذا النوع يحدث ضجيج لكنه يساعدنا على نقذ القرارات للبحث عن حلول بديلة دائماً لكن مشكلة هذه الطريقة أنها يمكن أن تؤثر على القرارات نتيجة أمور سياسية داخل المؤسسات .
إذا تحول الإجتماع لصنع القرار إلى مشاحنات سياسية ، إجعل الجميع يتوقفون عن الحديث وإطرح هذا السؤال لكل خيار من الخيارات المطروحة على الطاولة - "ما الذي يمكن عمله بشكل صحيح ليكون هذا الخيار هو الإجابة الصحيحة؟" .
يعيد هذا السؤال صياغة المناقشة لأنه يجبر الجميع على المشاركة والتعاون والدراسة للعثور على الإجابة لكل خيار بدلاً من الجدال ، هذا السؤال يعامل كل خيار بالتساوى ويمكن للجميع التراجع عن أدوارهم أو معتقداتهم والتركيز على ما يتطلبه كل خيار للعمل .
هناك طريقة أخرى من خلالها نجرى إختبار الواقع على القرار وهي التكبير والتصغير
توقف وفكر فيما تفعله قبل حجز غرفة في فندق أو شراء كاميرا رقمية جديدة ، تقفز على الإنترنت للنظر في المراجعات أولاً .. أليس كذلك ؟ من المنطقي رؤية آراء وتعليقات الذين مروا بهذه التجربة بالفعل لتساعدك على إتخاذ خيار أفضل .
مثال
عندما نبحث عن المراجعات ، فإننا نقر بأنه ليس لدينا كل المعلومات وأنه من الذكاء أن نثق في آراء الذين لديهم الخبرة التي نفتقر إليها والمشكلة هي أننا لا نفعل ذلك مع قراراتنا الأخرى .
- قبل قبول عرض عمل ، ألن يكون من المنطقي التحدث إلى آخرين كانوا يشغلون نفس الوظيفة في الماضي أو مع آخرين في دور مماثل الآن ؟ غالباً لا يحدث ذلك عندما نتخذ قرارات شخصية .
- تعاون عالم النفس دانيال كانيمان الحائز على جائزة نوبل مع بعض زملائه لكتابة كتاب جامعى عن الحكم وإتخاذ القرار وكانوا أول من قام في الكلية بعمل دورة عن هذا الموضوع لذلك طلبوا من العميد وهو خبير في المناهج أن يكون جزء من الفريق .
بعد أن عملوا معاً لفترة من الوقت ، تحدثوا عن طريقة تفكير الطلاب في المستقبل وكان كانيمان يعتقد أنه يجب عليهم النظر في طريقة تفكيرهم شخصياً في المستقبل لذلك طلب من كل فرد في الفريق تقدير الوقت الذي يعتقدون أنه سيستغرقه لإنهاء هذا المنهج حيث توقعوا أنه يتنهى بعد من سنة ونصف إلى سنتين .
ثم نظر كانيمان إلى العميد الذي درب فرق بحث أخرى وسأله "كم من الوقت إستغرقت هذه الفرق حتى تنتهي؟" فقال العميد أن 40% فقط لم تنتهوا أبداً أما الباقيين إنتهوا خلال 7-10 سنوات وإنتهى فريقهم من كتابة المنهج بعد 8 سنوات .
هذا مثال جيد لما يحدث عندما نلقي نظرة داخلية على الموقف ، الطبيعة البشرية تعتقد أن وضعنا خاص وفريد من نوعه أو أننا بطريقة ما أكثر موهبة من الآخرين الذين سبقونا لكن في معظم الأوقات هذا لا يكون صحيح وهذا هو سبب أهمية إلقاء نظرة خارجية على الموقف والتحدث إلى الخبراء أو الذين إتخذوا بالفعل القرار الذي تحاول إتخاذه .
الخطوة الثالثة - تحقيق المسافة قبل إتخاذ القرار
هنا تتعلم كيفية التغلب على تأثير المشاعر قصيرة المدى على قرارك عن طريق طرق كثيرة منها قاعدة 10-10-10 التي إخترعتها الكاتبة Suzy Welch التى تفكر في القرار من خلال أطر زمنية .
- ما هو شعورك نحو قرارك بعد 10 دقائق من الآن ؟
- ما هو شعورك نحو قرارك بعد غضون 10 أشهر ؟
- ما هو شعورك نحو قرارك بعد 10 سنوات ؟
هذه طريقة سريعة للإبتعاد قليلاً عن قرارك لأنها تجبرك على النظر إلى التأثيرات القصيرة والطويلة المدى حيث يشير المؤلفان إلى أن العواطف قصيرة المدى ليست دائماً عدو للقرار الجيد .
غضبك الفورى الناتج من ظلم أحدهم لك ، له ما يبرره وغالباً يكون مفيد في تصحيح الأمور لكن في معظم الحالات يمكن للمشاعر قصيرة المدى التي تشعر بها نحو القرار تبطئ وتضعف قدرتك على إتخاذ القرار الصحيح .
يوجد في هذا الفصل قسم رائع عن مدى سهولة ثقتنا بالأشياء التي نعرفها ، تتعلم منه أننا بمجرد التعرض للفكرة ، يمكن أن تجعلك تعتقد أنها جديرة بالثقة ويقدم المؤلفان الكثير من النصائح عن كيفية تجنب هذا المأزق .
الخطوة الرابعة - الإستعداد لتكون على خطأ
هنا تتعلم كيفية توسيع أفكارك عن ما قد يجلبه المستقبل حتى تتمكن من التفكير في جميع الإحتمالات ويعلمك المؤلفان كيفية إستخدام إستراتيجية تسمى الحجز Bookending للقيام بذلك .
النقاط الرئيسية
- أحببنا هذا الكتاب لأنه رائع وممتع وملئ بالمعلومات العملية والمفيدة .
- واضح منذ البداية أن المؤلفان لديهم إهتمام شخصي بهذا الموضوع ويبذلون قصارى جهدهم للعثور على دراسات الحالة والأبحاث التي تثير إهتمامك وتدعم بقوة النقاط التي أثاروها فى الكتاب .
- ذكرنا هنا فى هذا المقال جزء صغير من النصائح ودراسات الحالة والإستراتيجيات ونرى أن نصلائحهم بسيطة وعملية وسهلة البدء في حياتنا .
- موضوع الكتاب هام لكل إنسان لأنه يساعدك وأنت طالب فى الثانوية على إختيار إختيار أفضل كلية ويساعدك وأنت مدير تنفيذى يحاول إصدار قرار مثل شراء شركة أخرى أم لا ونوصى به للجميع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
#مهنة_سعيدة