نموذج OODA المعروف بإسم دورة القرار تقنية هامة يعود أصلها لإستراتيجية عسكرية حيث يتم تطبيقها في الأعمال التجارية و الذى تم تطويره من العقيد John Boyd في سلاح الطيران الأمريكي لمساعدة الطيارين على إتخاذ قرارات سريعة عند البدء في القتال الجوي
طور Boyd نموذج OODA بعد مقارنة الطائرة الأمريكية F-86 بالطائرة السوفيتية MIG-15 ، بالرغم أن MIG كانت أسرع و أكثر كفاءة إلا أن معدل فوز الطائرة الأمريكية أكبر منها في المعارك لأن مجال رؤية الطيار الأمريكي من الطائرة كان أعلى بكثير من مجال رؤية الطيارين الروس .
هذا المجال أعطى الطيار ميزة تنافسية واضحة لأنه يقيم الوضع بشكل أفضل و أسرع من خصمه مما يساعده على مفاجئة عدوه الذي يفقد توازنه و يبدأ في إرتكاب الأخطاء .
و بالمثل ، يعتمد النجاح في الأعمال على أن تكون متقدم على المنافسين بخطوة واحدة و في الوقت نفسه ، الإستعداد للرد على ما يفعلونه ، الآن أصبح من المهم جداً أن نبقى على إطلاع و نراجع إستراتيجياتنا لمواكبة بيئتنا المتغيرة و المضطربة بإستمرار .
فهم نموذج OODA
نموذج OODA يتكون من 4 نقاط تدعم إتخاذ القرار بسرعة و فعالية و إستباقية :
1. الملاحظة Observe - عن طريق جمع المعلومات الحالية من أكبر عدد ممكن من المصادر .
2. التوجيه Orient - تحليل هذه المعلومات و إستخدامها لتحديث واقعك الحالي .
3. القرار Decide - تحديد مسار العمل .
4. التنفيذ Act - تنفيذ و متابعة قرارك .
التنقل لكل مرحلة من خلال مراقبة نتائج أفعالك و تقييم مدى تحقيق النتائج التي تريدها و مراجعة قرارك الأولي و مراجعته و الإنتقال إلى الإجراء التالي .
الشكل 1 - تسلسل دورة OODA لإتخاذ القرارات السريعة
الملاحظة و التوجيه بشكل صحيح هما مفتاح إتخاذ قرار ناجح ، فإذا لم تتم هاتين الخطوتين بشكل جيد ، ستقودك إلى إتخاذ قرار سيئ ، هذه العملية يجب أن تكون سريعة و تساعدك على تحسين مهاراتك التحليلية و القدرة على رؤية ما يحدث .
ملحوظة
يرتبط نموذج OODA لإتخاذ القرارات السريعة إرتباط وثيق بنموذج Plan-Do-Check-Act و كلاهما يركزان على أهمية تحليل الموقف بدقة و التحقق أن أفعالك تحقق النتائج التي تريدها و عمل تغييرات حسب الحاجة .
مراحل دورة OODA
المرحلة الأولى - الملاحظة Observe
يجب أن تجمع أى معلومات جديدة و معرفة الأحداث المهمة جديدة لتزيد من إدراكك للموقف مثل الطيار الذي لديه مجال رؤية واسع ، يريد إلتقاط أكبر قدر ممكن من البيانات الواردة ، عندما تكون في هذه المرحلة ، إسأل نفسك الأسئلة التالية :
• ماذا يحدث في البيئة التي تؤثر علي مباشرة ؟
• ما الذي يحدث لي بشكل غير مباشر ؟
• ما الذي قد يؤثر عليا فيما بعد ؟
• هل كانت توقعاتي دقيقة ؟
• هل توقعاتي واقعية ؟
المرحلة الثانية - التوجيه Orient
التوجيه هو طريقة تفسير الموقف و مدي حياديتك في قرارك لأن قراراتنا تتأثر بخبراتنا و تجاربنا الماضية غالباً حيث ذكر Boyd أن هناك 5 عوامل رئيسية تؤثر على طريقة توجيه أنفسنا و هي :
• تقاليدنا الثقافية .
• الجينات .
• القدرة على التحليل و التوليف .
• خبراتنا السابقة .
• المعلومات الجديدة القادمة إلينا .
إدراك هذه الأشياء و التدريب على تسريع هذه المرحلة تمكننا من الإنتقال بسرعة و بفاعلية و إذا كان بإمكانك فهم الموقف و البيئة حولك بشكل أسرع من منافسيك كلما زادت إحتمالية التمتع بميزة تنافسية .
من المهم إعادة هذه المرحلة بإستمرار عندما تأتي معلومات جديدة في مرحلة الملاحظة و معالجتها بسرعة و مراجعة توجهك حسب المعلومات الجديدة .
المرحلة الثالثة - القرار Decide
القرارات يجب أن تكون أفضل تخميناتك و يجب أن تعتمد على الملاحظات و التوجيه التي قمت بعمله سابقاً ، تستمر الملاحظات الجديدة في الوصول و تغيير قراراتك و إجراءاتك وفقاً لذلك لأنها أشبه بتجربة تعلم المزيد و المزيد عن وضعك الحالي و إتخاذ القرارات المناسبة كإستجابه لما تتعلمه .
المرحلة الرابعة - التنفيذ Act
بمجرد بدء التنفيذ ، يمكنك بعد ذلك العودة إلى مرحلة الملاحظة للحكم على آثار أفعالك و إستمر في التعلم من أفعالك و أفعال خصومك للبقاء فى المقدمة على منافسيك .
الإستخدام العملي لنموذج OODA
يهدف نموذج OODA إلى تسهيل و إستمرار و تسريع عملية صنع القرار ، لذلك لا تجلس لترسم كل خطوة كى لا تكون بطىء فى عملية صنع القرار .
الهدف من النموذج هو زيادة السرعة و إعادة توجيهها بناءً على المعلومات الجديدة التي تتلقاها و يجب أن تكون قادر على عمل إنتقال سلس و مباشر بين ما تلاحظه و تفسيره و الإجراء .
عندما تقوم بذلك بسرعة ، فستكون إستباقي و ستقتنص الفرص من منافسيك و يطلق Boyd عليها إسم العمل على خصمك داخل دورة OODA .
إذا فعلت هذه الإستراتيجية سيتحرك منافسك ببطء شديد و يتفاعل فقط مع التغيرات البيئية و ذلك على عكس ما تفعله أنت تهاجم و تضرب منافسيك و تجبرهم على الرد عليك .
ملحوظة
إحذر من سرعة إتخاذ القرار لأن بعض الحالات تحتاج إلى دراسة حذرة و مدروسة و يمكن أن تتأثر طريقتك فى إتخاذ القرارات حسب الوقت المتاح و وتيرة التغيير في صناعتك و عواقب القرار الضعيف .
إذا أردت تحقيق التوازن بين عقلك و إحساسك ، يمكنك إستخدام نموذج BRAIN لإتخاذ القرارات .
النقاط الرئيسية
- سواء كنت تبحث عن الفرصة الكبيرة التالية أو إتخاذ خطوة قبل منافسيك أو الرد على الوضع الحالي ، فغالباً ستحتاج إلى رؤية قوية و حاسمة .
- إذا أردت رؤية قوية و حاسمة ، يمكنك إستخدام نموذج OODA لصنع القرارات السريعة من خلال 4 مراحل :
1. الملاحظة Observe .
2. التوجيه Orient .
3. القرار Decide .
4. التنفيذ Act .
- إستمر في التنقل بين مراحل OODA الأربعة عندما تتلقى معلومات جديدة أو إذا كنت بحاجة إلى تقييم عواقب أفعالك حتى تصل إلى النتيجة المطلوبة .
- النموذج مفيد خاصة إذا كنت بحاجة إلى إتخاذ قرارات سريعة و رشيقة كما يساعدك على التقدم بخطوة على منافسيك و الإستفادة من الفرص التي فاتتهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
#مهنة_سعيدة