ربما وبخت نفسك و أنت تعمل مسرعاً حرصاً على إكمال المهمة لأنك لم تبدأ فيها مبكراً و عندها يأتى فى ذهنك صور ما أخَّرَك و الوقت الذى أضعته حيث نقضى ساعات في قراءة رسائل البريد الإلكتروني و على وسائل التواصل الإجتماعي و إحتساء القهوة و نُأجل المهام الأخرى لوقت آخر
التسويف فخ يسقط فيه الكثير منا حيث قال الباحث Piers Steel أن 95% منا يؤجل المهام لذلك سنلقي نظرة على سبب التسويف و نعرف إستراتيجيات العلاج و تحديد الأولويات .هل التسويف هو الكسل ؟
غالباً نخلط بين مفهوم التسويف و مفهوم الكسل لكنهما مختلفان جداً لأن التأجيل نشيط لأنك تختار فعل شيئ آخر بدلاً من المهمة التي تعرف أنك يجب أن تقوم بها بينما الكسل هو اللامبالاة و الخمول و عدم الإستعداد للعمل .التسويف يأتى لتجاهل مهمة هامة لكنها مملة أو صعبة و ذلك واحدة أخرى شيقة أو سهلة لكن الإستسلام لهذا الدافع له عواقب وخيمة فقد نشعر بالذنب أو بالخجل و يسبب فى إنخفاض إنتاجيتنا و ذهاب أحلامنا و على المدى الطويل يسبب التخبط و الشعور بخيبة الأمل و الإكتئاب و فقدان الوظيفة .
طريقة التغلب على التأجيل
يمكن التغلب على التأجيل بإتباع الخطوات أدناه :الخطوة 1 – الإعتراف بأنك تؤجل مهامك
إذا أجلت مهمة بسبب أنك أعدت ترتيب أولوياتك لفترة وجيزة لسبب وجيه فأنت لا تفسد أمورك لكن إذا أجلت المهمة لأجل غير مسمى أو لأنك تريد تجنبها فأنت تؤخر نجاحات حياتك .أنت مسير و ليست مخير إذا فعلت الآتى :
- ملئت يومك بالمهام ذات الأولوية المنخفضة .
- تأجيل المهام لفترة طويلة بالرغم من أهميتها .
- قراءة رسائل البريد الإلكتروني عدة مرات دون إتخاذ قرار لما يجب القيام به .
- البدء فى مهمة ذات أولوية عالية ثم التوقف لإحتساء القهوة .
- ملىء وقتك بالمهام غير المهمة التي يطلب الآخرون القيام بها بدلاً من متابعة مهامك الهامة الموجودة في قائمتك .
- إنتظار الشعةر بالحالة المزاجية المناسبة أو إنتظر الوقت المناسب لإنهاء المهمة .
ملحوظة
إختبار هل تؤجل مهامك يساعدك على تحديد مدى درجة تأجيلك للأمور .الخطوة 2 – تحديد سبب التأجيل
يجب فهم الأسباب التي تجعلك تؤجل عملك قبل بدء علاجها فإذا أجلت مهمة معينة لأنها مملة أو صعبة فقم بعمل أشياء تخرجها عن هذه الصورة كإضافة أشياء تجعلها تبدو ممتعة أو أدائها بشكل مختلف .سوء التنظيم يمكن أن يؤدي إلى التسويف الناجحون نجحوا فى التغلب على هذه النقطة لأنهم يحددون أولوية كل مهمة فى قائمة مهامهم To Do List و التى تساعدهم على الجدولة الفعالة لمهامهم حسب الأولوية و الموعد النهائي .
يمكن الشعور بالغرق فى المهام بالرغم من أنك منظم فربما تكون لديك شكوك عن قدرتك لإنجاز المهمة أو الخوف من الفشل لذلك تسعى إلى الراحة و القيام بعمل أنت تعرف أنك ستكمله .
بعض الناس يخافون من النجاح بنفس درجة الخوف من الفشل لأنهم يعتقدون أن النجاح سيغرقهم بالطلبات و المزيد من المهام أو المسئوليات .
عادة يقع الساعين للجودة أو الكمال فى بؤرة تأجيل المهام لأنهم كثيراً ما يفضلون تجنب القيام بالمهمة لأن المهارة اللازمة لها غير متوفرة حالياً و يجب القيام بها على أكمل وجه .
من أسباب التأجيل الرئيسية هو ضعف عملية صنع القرار فإذا لم تتمكن من تحديد ما يجب فعله فمن المحتمل أن تؤجل إتخاذ أى إجراء لأنك لا تعرف ما ستفعله و تشعر أنك ستقع فى خطأ .
تحذير
التأجيل أو التسويف بالنسبة لبعض الناس يعتبروه ليس إلا عادة سيئة بالرغم من أنه يدل على وجود مشكلة صحية خطيرة مثل فرط الحركة و نقص الإنتباه و الوسواس القهري و القلق و الإكتئاب .و تشير الأبحاث أن التسويف يمكن أن يكون سبب في التوتر الشديد و المرض لذلك إذا كنت تعاني من التسويف المزمن فقد يكون هو السبب فى بعض المشاكل الصحية و يجب عليك طلب مشورة أحد المحترفين .
الخطوة 3 – بدء علاج مشكلة التأجيل
التسويف عادة أو طريقة تأتى من السلوك اليومى أى أنك بالتأكيد مارستها كثيراً و ربما لن تستطيع التغلب عليها فى يوم و ليلة لكن العادات تتوقف عندما تتجنب ممارستها لذلك حاول أن تقوم بأكبر عدد ممكن من الإستراتيجيات المذكورة أدناه لتعطى لنفسك فرصة أكبر للنجاح .- سامح نفسك على تأجيلك لأمورك فى الماضى لأن الدراسات تقول أن مسامحة الذات تساعدك على الشعور بمزيد من الإيجابية تجاه نفسك و تقلل من إحتمال التسويف في المستقبل .
- إلتزم بمهمة و ركز على القيام بها و ليس تجنبها ، أكتب المهام التى تريد عملها و حدد وقت للقيام بها .
- كافىء نفسك عندما تنجز مهمة صعبة في الوقت المحدد لها بشريحة من الكعك أو تناول القهوة من المقهى المفضل لك و تأكد من أنك لاحظت كم من الجيد إنهاء الأمور !
- أطلب من شخص الضغط عليك أو إستعن بأداة مثل Procraster للمراقبة الذاتية .
- عالج المهام بمجرد ظهورها بدلاً من تركها لتتراكم عليك .
- أعد صياغة حديث النفس مثل الإعتقاد أنك ليس لك الخيار فى مستقبلك أو حياتك أو ما تفعله لأنه يشعرك بالحرمان و له أثره فى التدمير الذاتى و يمكن أن تردد أنا إخترت أو أنا أريد أو أنا سأفعل لتشعر بمزيد من التحكم في حياتك .
- قلل المشتتات ، توقف عن متابعة بريدك الإلكتروني و وسائل التواصل الاجتماعي و تجنب الجلوس في مكان بالقرب من التليفزيون أثناء عملك !
- هناك مثل إنجليزى يقول “إبدأ بأكل الخنفساء كل يوم” أى التركيز على أول مهمة فى اليوم و هى البدء بالأصعب أو الأكبر دائماً لأن عند الإنتهاء منها ستشعر أنك أنجرت الكثير فى بداية يومك و أنت بطاقتك و أن المهام الأكثر متعة تنتظرك .
- تعلم فن التأجيل فالأبحاث تقول أنك يمكنك تعتمد تأجيل مهمتك (التأجيل النشط) يساعدك على التركيز على المهام العاجلة الأخرى و يشعرك بالتحدي و التحفز لإنجاز الأمور خاصة إذا كنت من اللذين يتألقون وقت تزايد ضغوط العمل .
- فى حالة التأجيل لمهمة غير سارة ، حاول التركيز على اللعبة الطويلة تشير الأبحاث التى وردت فى كتاب معادلة التأخير أو The Procrastination Equation للكاتب Piers Steel أن الإندفاعيين أكثر الناس عرضة للتسويف لأنهم يركزون على تحقيق مكاسب قصيرة الأجل لذلك قم بتحديد الفوائد الطويلة الأجل من المهمة مثل التركيز على درجتك فى التقرير السنوى أو مكافأة نهاية العام .
- لجعل المهمة ممتعة ، حدد النتائج الغير السارة لتفاديها و حدد ما سيحدث فى حالة التوقف مدى تأثيره على أهدافك الشخصية أو المهنية .
- أعد صياغة المهمة بإعادة النظر في معناها و أهميتها لتزيد من قيمتها .
- إعترف بأننا كثيراً ما نبالغ تقدير صعوبة أو كره المهام لكن عند البدء فيها نكتشف أنها بالصورة التى رسمناها .
إستراتيجيات تساعدك في التنظيم
- حافظ على كتابة قائمة مهامك لعدم النسيان .
- حدد أولويات مهامك و إستخدام مبدأ إيزنهاور العاجل / المهم الذى يساعدك فى ما يجب التركيز عليه بسرعة من الذى يمكن تجاهله .
- إكتشف أفضل وقت تكون فى قمة نشاطك من اليوم و قم بتنفيذ أكثر المهام صعوبة في هذه الأوقات .
- ضع لنفسك أهداف محددة بوقت لتبقى على المسار الصحيح .
- إستخدم تطبيقات إدارة المهام أو الوقت مثل Trello و Toggl .
- إذا شعرت بتأخير مشروعات فحاول تقسيمها لأجزاء صغيرة .
- يقترح جيفري كومبس في كتابه The Procrastination Cure عام 2011 ، كتابة المهام فى 15 دقيقة و البدء بالمهام السريعة و الصغيرة أولاً لأنها ستعطيك إحساس بالإنجاز و الإيجابية و البركة فى الوقت .
إذا كنت تعتقد أنك تؤجل شيئًا ما لأنه لا يمكنك تحديد الإجراء الذي يجب إتخاذه ، فألقى نظرة على قسم مهارات إتخاذ القرار لأن هذا القسم سيساعدك في تطوير هذه المهارة .
النقاط الرئيسية
- التأجيل عادة يجب علاجها و هو عملية نشيطة لأنك تختار فعل شيئ آخر بدلاً من المهمة التي تعرف أنك يجب أن تقوم بها بينما الكسل هو اللامبالاة و الخمول و عدم الإستعداد للعمل .
- التأجيل يحد من إمكاناتك و يعوق حياتك المهنية و يعطل العمل الجماعي و يقلل الروح المعنوية و الإكتئاب و فقدان الوظيفة لذلك من الضروري إتخاذ خطوات إستباقية لمنعه .
- الخطوة الأولى للتغلب على التسويف هي إدراك أنك تقوم بذلك ثم تحديد أسباب هذا السلوك و إستخدم الإستراتيجيات المناسبة لإدارته و التغلب عليه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
#مهنة_سعيدة