التوجيه العكسي ليس مجرد شارع له إتجاه واحد و إنما هو بمثابة بناء شراكات متبادلة المنفعة ، فالمتعلم وإن كان مُسِن دائماً يكون في عز شبابه كما قال إيشيلوس الكاتب اليوناني المسرحي
غالباً يكون لدى الموظفين الشباب في العمل ، مهارات و خبرات جديدة و وجهات نظر و طرق عمل جديدة يمكن أن تفيد زملائهم الأقدم في العمل اللذين يظنون أنه كلما طالت مدة عملك في مؤسسة ما ، كلما زادت معرفتك و قل إحتياجك للتعلم ... أليس كذلك ؟!
بدأت الشركات الآن تدرك أن التعلم من أعلى إلى أسفل ليس دائما هو الأفضل خاصة عندما يتعلق الأمر بوسائل التواصل الإجتماعي و إستخدام التكنولوجيا و هنا تظهر برامج التوجيه العكسي كنتيجة لذلك لأنها تعطي أعضاء الفريق الجدد الفرصة لمشاركة مهاراتهم و معارفهم الحديثة مع زملائهم الكبار .
سنتكلم عن التوجيه العكسي في هذه المقالة و طريقة إستخدامه لبناء مهاراتك جديدة و سد الفجوات بين الأجيال
ما هو التوجيه العكسي ؟
في الإرشاد العكسي يدخل أحد أعضاء فريق المبتدئين في صداقة مهنية مع شخص أكثر منه خبرة و يقوم بتبادل المهارات و المعرفة و التفاهم فقد يكون الشخص الأصغر سناً أكثر راحة و إستمتاعاً مع أدوات مثل Pinterest و WhatsApp و Hootsuite لذلك فإن تشجيع الجدد بمشاركة الزميل الأقدم ذو الخبرة الأقل في إستخدام هذه التقنيات يمكن أن يُحَسِن من قدرة ذلك الشخص على التواصل مع العملاء المحتملين أو الزبائن .
الرئيس التنفيذي السابق لشركة جنرال إلكتريك ، جاك ولش يُنسب إليه إختراع مفهوم التوجيه العكسي لأنه أدرك إفتقاره للمهارات التكنولوجية في أواخر التسعينيات و رأي أن الشباب الجدد المنضمين للشركة كانوا أكثر دراية بالتقنيات الجديدة من مديريهم لذلك طلب من 500 مسؤول تنفيذي البحث عن مرشدين من هؤلاء الجدد .
عادة يكون المرشد أكبر و أكثر خبرة من معلمه و ذلك علي عكس التوجيه العكسي فإنه يدرك وجود فجوات في المهارات في كلا الجانبين و يتح الفرصة لكل شخص لمعالجة نقاط ضعفه و الحفاظ علي نقاط قوتة و يمكن أعضاء الفريق الأصغر سناً في نقل مهارات و أفكار جديدة للشركة و للزملاء الأكبر سناً حتي يحافظوا علي نموهم المهني .
لماذا التوجيه العكسي ؟
التوجيه العكسي يلعب دور مهم في سد الفجوة بين الأجيال الموجودة حالياً في القوى العاملة و التي تختلف إختلاف كبير في الثقافة و له أثره الإيجابي في تنوع أخلاقيات العمل و العقليات و المواقف .
البعد عن التوجيه العكسي يؤدي إلى عدد من أفكار و قوالب نمطية يصعب التغلب عليها فتجد أن الجيل الحديث ينظر للجيل القديم علي أنه مقاوم للتغيير و غير فعال و نمطي و ينظر الجيل القديم للجيل الحديث علي أنه مدلل و سطحي و متمركز حول نفسه لذلك يحتاج المسؤولون التنفيذيون و القادة لتعلم طريقة تجاوز الفجوة بين الأجيال و التواصل مع أعضاء الفريق الأصغر سنا و تحفيزهم و إشراكهم لتجاوز هذه الصور النمطية ليستفيد الجميع و تستفيد المؤسسة ككل .
ملحوظة
من المهم أن تعامل كل فرد علي أنه حالة فردية له سماته الشخصية و لا تعمم تجربة أو سمة سلوكية علي جيل بأكمله مثل قول هذا الجيل بطىء التعلم مثلاً و ما إلي ذلك و إستخدم أفضل تقدير عند إنشاء علاقة توجيه عكسية .
عيوب التوجيه العكسي
قد تواجه العديد من العيوب المحتملة عند الدخول في شراكة توجيه عكسية مثل أعتقاد بعض ذوي الخبرة القدماء بعدم إستطاعت الجدد بالمشاركة بشىء له قيمة و قد لا يكونون منفتحين على تلقي تعليقات من أشخاص لديهم خبرة أقل و من الناحية الأخري قد تجد أن أعضاء الفريق الأصغر سناً بقلة إستعدادهم للمشاركة نتيجة شعورهم بالخوف و عدم الثقة من مشاركة آرائهم مع زملائهم الأكبر سناً .
قد تجد البعض لا يرغب في تخصيص وقت وسط جداولهم المزدحمة لتوجيه شخص لا يحبونه أو يحترمونه أو قد تشعر أنك لا تحتاج لمعرفة كبيرة بالتكنولوجيا الجديدة أو إتجاهات الجيل الجديد نتيجة لطبيعة دورك المهني البعيد عن ذلك .
طريقة عمل شراكة توجيه عكسي ناجحة
إتبع هذه الخطوات الخمس الآتية لإقامة علاقة توجيه فعّالة مع أحد أعضاء فريق الجدد
1. حدد الشركاء المحتملين الجيدين
تحتاج علاقة التوجيه الفعالة إلى كيمياء جيدة بين كلا المشاركين لذلك لا تختار شخص لمجرد أنه صغير السن ، يجب أن تختار شريكك المثالي الذي لديه المهارات أو المعرفة التي تحتاجها و تكونوا أنتما الإثنان على إستعداد لبناء علاقة عمل جيدة ، تحليل SWOT الشخصي قد ينفعك لتحديد نقاط القوة و الضعف التي يمكنك معالجتها .
يمكنك أيضاً تطوير علاقة مع شخص من خارج مءسستك يكون لديه تجارب مختلفة في الحياة و العمل لذلك إحرص على عدم مشاركة معلومات حساسة عن مؤسستك و إذا أردت القيام بذلك يجب الحصول على الإذن المناسب أو المشورة .
نصيحة 1
إقرأ مقال بناء الشبكات المهنية لمعرفة طريقة إجراء إتصالات خارج مجموعتك الحالية .
نصيحة 2
المديرون دائماً مشغولون و لن يوفروا وقت إلا إذا أحبوا الذين يعملون معهم و بالمثل يحتاج الموظفين الجدد إلى الحب و الإحترام من الأكثر منهم خبرة .
ينبغي علي إدارة الموارد البشرية توفيق علاقات التوجيه بين الأشخاص اللذين لديهم مصلحة في التعامل مع بعض و الذين يحترمون بعضهم البعض .
2. تحديد أهداف و توقعات واضحة
يجب مناقشة توقعاتك بشأن العلاقة مع شريكك في التوجيه مقدماً و تأكد من إلتزامك مع أهدافك من هذه العلاقة
- ماذا تريد من هذه العلاقة ؟
- ما هي المهارات التي تريد أن تتعلمها ؟
- ما هي المعرفة و المهارات و الخبرات التي يمكنك تقديمها ؟
- كيف و أين ستلتقي مهاراتك بمهارات الآخر ؟
- ماذا تريد من هذه العلاقة ؟
- ما هي المهارات التي تريد أن تتعلمها ؟
- ما هي المعرفة و المهارات و الخبرات التي يمكنك تقديمها ؟
- كيف و أين ستلتقي مهاراتك بمهارات الآخر ؟
3. طور مهارات التواصل مع الآخر
قد يكون من الصعب التواصل مع شخص من جيل مختلف فقد يشعر الشباب بمزيد من الراحة في التواصل مع الآخرين عن طريق البريد الإلكتروني أو الرسائل الفورية بينما قد يفضل زملاؤهم الأكبر سناً التحدث على الهاتف أو الإجتماعات المباشرة لذلك تأكد من تفهمك لتفضيلات و إحتياجات الشخص الآخر .
4. كن لبق و صبور و منفتح
يجب أن تكونا منفتحين علي التعلم من بعضهما البعض لذلك حافظ على الإحترام و إستمع بنشاط دون أي توقعات مسبقة و لا تشعر بالإحباط إذا تأخر الطرف الآخر في فهم ما تحاول تعليمه له و كن لبق و قدم تعليقات مشجعة و لا تقلل من معرفته و إستخدم ملاحظات بناءة لمساعدته على فهم وجهة نظرك .
5. قياس تقدمك
تأكد دائماً من سعادتك بالعلاقة مع الطرف الآخر و حصولك على المعلومات التي تحتاجها و إذا لم تحقق التقدم الذي تريده ، حدد موعد لجلسة عصف ذهني و ناقش طرق جديدة لتحقيق أهدافك .
النقاط الرئيسية
- يمكن لعضو صغير في الفريق أو زميل أكثر خبرة أن يبني علاقة مصلحه متبادلة مع الأقل منه خبرة لتعزيز حياتهم المهنية و تبادل المهارات التكنولوجية و وجهات النظر المختلفة بين الأجيال و تحسين مهارات القيادة و التواصل و تحسين الفهم و التعاون في مكان العمل و سد الفجوات بين الأجيال .
- إذا دخلت في شراكة توجيه عكسية ، تأكد من إختيار الشريك المناسب الذي يقدم المهارات و المعرفة التي تفتقر إليها و تأكد من أنه يضيف قيمة لك و حدد أهداف و توقعات واضحة و حدد إجتماعات منتظمة .
- ستحتاج لمهارات تواصل قوية و إنفتاح لضمان نجاح علاقة التوجيه العكسي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
#مهنة_سعيدة